ورد وشوك
يا إلهي….
في وسط كل ما حولنا من معاناة اكتشفت كم أنا صبية محظوظة رغم كل ما كان ومقبل الأيام…
فبين العتمة والضياء مسافات قد تقدر بساعات أو أيام وقد تطول شهور فتنقلب لسنوات يحصيها المقبل من زمن النور مخلفاً وراءه الظلم والظلام باجتيازه كل المعوقات يكتب تاريخاً نحن صنعناه….
وجودي ضمن السيناريوات التي توضع من حولنا جعلني أنظر إلى الوراء أتمثل ما خبر عنه أديبنا الراحل جبران خليل جبران في القرن الماضي:
كل البيوت مظلمة إلى أن تستيقظ الأم…
إذآ أمامنا منفذ للفرار من العتمة والإحباط وقد منَّ على معظمنا موجدنا في الحياة أن جعلنا نفتح أعيننا مع إشراقة كل صباح فنرى الضياء يملأ أرجاء الدار…
أمي بعطفها والحنان ما يخفف الإحساس بالغربة وجور الزمان كما هو حال كل الأمهات….
وفي كل بيت أم وإن كانت الزوجة أم الأولاد…
صحيح أن الأمر قد يبدو معنوياً شكلياً لا يسمن ولا يغني من جوع إلا أن استشفاف ما قاله جبران ضيفنا اليوم في هذا المقام:
أمي تخاف عليّ من الحياة… وأنا أخاف الحياة دون حام…
قول جعلني أقف متبصرة لما قالته أمي لصديق يشغل منصباً وذا رتبة يحترمها على أنها تكليف وليست تشريفاً… له مني كل الاحترام… بعث لأمي مهنئاً من أشهر مرت في عيد الأمهات (الأم هي الحنية.. الأمان.. الدفا.. الأم وطن وأنت ومن معك من ثقات أوفياء حماة الوطن حماة كل الأمهات).
ما أحوجنا في زمن قيصر المروّج لاستمرار المعركة بأدوات اقتصادية تسلط فيها السيوف على رقابنا تدّعي كاذبة أن غرضها حماية المدنيين، لكن على ما يبدو بأسلوب جديد يقتضي تجويع المواطنين وسرقة كفاف يومهم أمام أعين الجميع متفرجين…
ما أحوجنا للأمومة المستيقظة دائماً في بيوتنا لدعمنا للوقوف في وجه إعصار جديد
لأن يستيقظ بعض الغارقين في السبات ممن اختارهم الشعب متوسماً فيهم الخير للبلاد فإذا هم لحقوقهم ساعين وعن وجع الناس ساهين.
لأرض الوطن الجريح أمنا الولاء والانتماء والحب والاحترام ندين.
لن تغرب شمسك مادام دم الشباب في عروق أبنائك يتدفق واعداً بأن دورة الحياة والاقتصاد ستعود بالدوران من جديد إعماراً وبناءً للبشر والحجر أكيد…
ومتوعداً لمن سوّلت لهم أنفسهم لجمك عن الحياة أنك السيّدة المطلقة على ترابك رغم كيد الحاقدين.
رشا المارديني