دعوة أميركيّة لوقف التصعيد في ليبيا واستئناف المفاوضات وحمد بن جاسم يقرّ بعدم أهليّة وحياديّة الجامعة العربية!
دعت الولايات المتحدة، الأطراف المتنازعة في ليبيا، إلى الالتزام بوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات على الفور.
وأكدت الولايات المتحدة، حسبما ورد في تغريدة لمجلس الأمن القومي الأميركي، أمس، معارضتها بشدة لـ»التصعيد العسكري في ليبيا»، مشيرة إلى أنه «يجب البناء على التقدم الذي تم إحرازه خلال المحادثات التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا (5 + 5)، بالإضافة إلى إعلان القاهرة، ومفاوضات برلين».
يأتي الموقف الأميركي، في ظل التصعيد الأخير، على خلفية تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي لوّح فيها بإمكانية تدخل بلاده عسكرياً بشكل مباشر في ليبيا.
واعتبرت حكومة الوفاق الليبية، برئاسة فايز السراج، والمدعومة من تركيا، تصريحات الرئيس المصري بمثابة «إعلان حرب»، مؤكدة رفضها ما وصفته بـ«التطاول ولغة التهديد والوعيد».
وحذّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت، من تجاوز سرت والجفرة، معتبراً أنهما «خط أحمر» للأمن القومي المصري، وقال السيسي لقوات بلاده خلال تفقد قاعدة جوية قرب الحدود مع ليبيا إن «أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية».
وقالت حكومة الوفاق، في بيان، أول أمس، إن «دولة ليبيا تؤكد أن التدخل في شؤونها والتعدّي على سيادة الدولة سواء كان من خلال التصريحات الإعلامية لبعض الدول كما حدث من قبل الرئيس المصري، أو دعم الانقلابيين والميليشيات والمرتزقة، هو أمر مرفوض ومستهجن، ويعتبر عملاً عدائياً وتدخلاً سافراً، وبمثابة إعلان حرب».
وأضاف البيان: «نذكر الجميع أن حكومة الوفاق الوطني هي الممثل الشرعي الوحيد للدولة الليبية ولها وحدها حق تحديد شكل ونوع اتفاقياتها وتحالفاتها».
وفي الوقت الذي دعت فيه مصر إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية بشأن الأوضاع في ليبيا، اعتبر رئيس وزراء قطر الأسبق الشيخ حمد بن جاسم، الإثنين، أن «جامعة الدول العربية ليست مؤهلة ولا محايدة حتى تكون حكماً في الأزمة الليبية».
وفي سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر، قال حمد بن جاسم: «أتساءل عن جدارة جامعة الدول العربية التي سيجتمع مجلسها من أجل تداول الوضع في ليبيا، وأنا أرى أنه من الأجدى والأولى قبل ذلك أن تجتمع الجامعة، وعلى أعلى مستوى للنظر في الحالة العربية المتردية».
وأضاف: «نحن بصدق نحتاج لدراسة الحالة العربية لتعرف شعوبنا من أوصلنا لهذا الوضع المتردي. أو ليس الضعف العربي وهواننا على الأمم هو من ألقانا في هذا المستنقع؟ فالأزمة الخليجية التي اختلقها بعضنا باطلاً أليس المستفيدَ منها دول من خارج الجامعة العربية تستغلها لمصالحها؟».
وتابع بالقول: «والتدخلات التي نشهدها في سورية واليمن من جانب دول من خارج منظومة الجامعة أليس سببها تخاذلنا وسعي بعضنا لتحقيق مصالح ضيقة تضر بالأمة؟ ولماذا نلوم تركيا ونحرض عليها ونتهمها بالتدخل في شؤون بعض بلداننا ونحن عاجزون عن مواجهة مشاكلنا بأنفسنا بل نضيف إليها زيتاً وناراً؟».
ورأى حمد بن جاسم أنه «في الحالة الليبية فإن الجامعة العربية ليست مؤهلة ولا محايدة حتى تكون حكماً». وقال: «ما زلنا نتذكر عندما كانت قوات الطرف المدعوم من بعض الأطراف العربية تهدد باقتحام طرابلس ونرى الطرف الآخر في طرابلس يستنجد ولا مجيب».
وأضاف: «نحن نعرف أن هناك أطرافاً عربية تسعى لأن توصل أطراف معينة لسدة الحكم ليس في طرابلس فحسب ولكن في عواصم أخرى في العالم العربي، ومن هنا أتساءل هل نجحت هذه الدول العربية في تطوير نفسها؟ أم أنها ترزح تحت سياساتها الخاطئة التي يجب أن تصلحها قبل إصلاح الغير؟».
فيما قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، إن «الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب حول ليبيا تم تأجيله ليجري عقده اليوم».
وحسب بيان للجامعة العربية، فإن تأجيل الاجتماع، الذي كان مقرراً أمس، جاء من أجل استكمال الترتيبات التقنية لضمان مشاركة الوزراء ورؤساء الوفود. وتأتي الدعوة للاجتماع بعد ساعات من تصاعد الموقف بالنسبة للوضع في ليبيا.