الصين تستكمل نظاماً ملاحيّاً شبيهاً بنظام GPS الأميركيّ وتطلق القمر الصناعيّ Beidou النهائيّ في المنظومة
أطلقت الصين بنجاح أمس، القسم النهائيّ في كوكبة القمر الصناعي (بيدو)، لاستكمال نظام ملاحة عالمي جديد قيد الإنشاء.
في التفاصيل، أطلق صاروخ لونغ مارش 3 ب القمر الصناعي (بيدو) للملاحة (BDS) النهائي إلى مداره من مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية في جنوب غرب الصين.
وبعد تأخير استمر أسبوعاً بسبب مشكلة فنية في الصاروخ، تم الإقلاع في الساعة 9:43 صباحاً بتوقيت بكين (9:43 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم 22 حزيران).
وتنتظر الصين أن تعلن إطلاقه حتى يتم نشر القمر الصناعي بنجاح في المدار. الجدير بالذكر أنه نادراً ما يتم الإعلان عن إطلاق القمر الصناعي Beidou مقدماً وبثه مباشرة على التلفزيون وعلى الإنترنت، مع ترجمة باللغة الإنجليزية متاحة على مزوّد الخدمة الحكومية CCTV، والتي توفر عادةً مقاطع فيديو بعد الإطلاق الناجح.
وقالت «شينخوا» في تقرير الشهر الماضي إن «الصين بدأت في تطوير نظامها الصناعي بيدو في التسعينيات، مع إطلاق أول قمر صناعي في تشرين الأول 2000. وقد بدأ تحديث مطوّل للنظام في عام 2009.
وكان لدى شبكة BDS-3 تسعة وعشرون قمراً صناعياً قبل هذا الإطلاق الأخير، ويتكون أحدث تكرار، ويسمى BDS-3، من 30 قمراً صناعياً لتطبيقات تتراوح من تحديد المواقع عالي الدقة إلى اتصالات الرسائل القصيرة.
أما عن ميزاته، ووفقاً لتقرير صادر عن شركة Global Global الصينية، فإنّ الأقمار الصناعية لنظام BDS-3 تتمتع بنطاق ترددي أعلى، مما يتيح إمكانية اتصال محسنة ويحمل ساعات ذرية أكثر دقة لتحسين دقة خدمات التوقيت والملاحة، بالمقارنة مع أسلافها من BDS-2 تايمز.
يذكر أنّ نظام BDS-3 الأساسي قد بدأ عملياته في 2018، لكن هذا الإطلاق الأخير سيحسّن قوة الإشارة والتغطية للمستخدمين في جميع أنحاء العالم، وفقاً للتقرير.
وتعمل الأقمار الصناعية الملاحية مثل تلك الموجودة في BDS-3 عن طريق إرسال إشارة يتمّ التقاطها بواسطة أجهزة الاستقبال في الهواتف الذكيّة والأجهزة الأخرى التي تدعم GPS.
كما تتضمّن إشارة القمر الصناعيّ معلومات مثل وقت إرسال الرسالة (مما يجعل الساعات الذرية مفيدة جدًا للقياسات الدقيقة)، بالإضافة إلى الموقع المداري للساتل. يمكن أن يستمر التنقل عندما يتلقى المستخدم معلومات دقيقة من أربعة أقمار صناعية على الأقل.
تجدر الإشارة، إلى أنّ استكمال شبكة BDS-3 في الصين تأتي في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تحديث نظام الأقمار الصناعية العالمي لتحديد المواقع (GPS) الخاص بها.
وأدّى وباء الفيروس التاجي (كوفيد 19) المستمر إلى تأخير إطلاق القمر الصناعي GPS III القادم إلى 30 حزيران، وكان من المخطط له إطلاقها في نيسان. وترى أميركا ضرورة لاستكمال تحديث شبكة GPS III الأميركية، وهو تحسين مقارنة بسابق GPS II الخاص بها، بحلول عام 2023.
كما يتنافس نظامان عالميان آخران للملاحة مع نظام Beidou الصيني. تمتلك روسيا أقمارها الملاحية Glonass-M (آخرها أطلقت في آذار)، لخدمة الخدمات العسكرية الروسية في البر والجو والبحر.
وبدأ تشغيل نظام جاليليو الأوروبي في عام 2016، ومن المتوقع أن يطلق آخر أقماره الصناعيّة في أواخر عام 2020، وفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية.
يذكر أن إطلاق بيدو الصيني يعد ثاني مهمة فضائية في غضون أسبوع للبلاد. فقد أطلقت الصين يوم الأربعاء 17 حزيران قمرها الصناعي الثالث لرصد الأرض Gaofen-9 في مدار من مركز Jiuquan لإطلاق الأقمار الصناعية في صحراء Gobi.
كما نقلت البعثة قمرين صناعيين أصغر – ساتل بيكوي صغير يسمى Pixing-3 طورته جامعة تشجيانغ والساتل الخامس لخدمات نظام تحديد الهوية الآلي لشركة HEAD Aerospace الخاصة، وفقاً لـ SpaceNews.