روسيا تحتفل بالذكرى الـ75 للنصر.. بوتين: العبء الرئيسيّ للنضال ضدّ النازيّة كان للشعب السوفياتيّ وروسيا منفتحة على الحوار لتأسيس نظام أمنيّ دوليّ جديد
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، أنه «تجب حماية الحقيقة الصادقة عن الحرب الوطنيّة العظمى والتمسك بها وتذكير الأجيال بأهمية النصر على النازية».
وقال الرئيس الروسي خلال الاحتفال بالذكرى الـ 75 على انتهاء الحرب العالمية الثانية: «شعبنا بالتحديد من تمكن من التغلب على الشر وهزم أكثر من 600 فرقة للعدو، ودمّر 75 في المئة من إجمالي عدد الطائرات والدبابات وقطع المدفعية للعدو».
وأضاف قائلاً: «حتى النهاية مضى الشعب والجيش إلى طريق النصر البطولي، هذه هي الحقيقة الرئيسية الصادقة، غير الواضحة حول الحرب. يجب أن نحميها وندافع عنها، وننقلها إلى أطفالنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا».
وتابع بوتين قائلاً: «شعب الاتحاد السوفياتي دفع ثمناً باهظاً لحرية أوروبا، ومن واجبنا أن نتذكر أن العبء الرئيسي للنضال ضد النازية كان للشعب السوفياتي». وأضاف: «شكرنا للمحاربين القدامى لا حدود له».
وتأثر أحد المحاربين القدامى من خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند حديثه عن تدمير قوات الاتحاد السوفياتي للعدو خلال الحرب الوطنية العظمى.
ونشر مراسل «كومسومولسكايا برافدا» الروسية رومان غولوفانوف، مقطع فيديو على تلغرام، يظهر عليه المحارب القديم وهو يلوّح بقبضته عندما يتحدث الرئيس عن تدمير «75 في المئة من إجمالي عدد الطائرات والدبابات وقطع المدفعية للعدو».
في وقت سابق، أفيد أن «بوتين طلب من المحاربين القدامى عدم الوقوف قبل بدء خطابه». حيث أشار الرئيس إليهم ليظلوا جالسين في مقاعدهم وهو يسير إلى المنصة.
وأكد الرئيس الروسي أن «النصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى حدّد مستقبل عالمنا لعقود، وبقي للأبد في التاريخ كأعظم نصر من حيث الحجم والأهمية والسمو الروحي الأخلاقي».
وقال بوتين: «سنتذكر دائماً الشعب السوفياتي، بملايين الناس من قوميّات مختلفة من جميع جمهوريات الاتحاد السوفياتي، هو مَن دحر النازية ووضع حداً للمحرقة الرهيبة، وأنقذ العالم من الفاشية، من المستحيل تخيّل ما كان سيحصل للعالم لولا الجيش الأحمر».
واحتفلت روسيا، أمس، بذكرى الـ75 لعيد النصر، بتنظيم عرض عسكريّ ضخم في الساحة الحمراء وعدد من المدن الروسيّة، شارك فيه حوالي 14 ألف جندي و200 آلية.
وكان من المقرّر أن يجري العرض البريّ والجويّ، في 9 أيار كما في كل عام، لكن الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا أرغمت روسيا على إرجاء العرض.
وفي كلمة بوتين خلال العرض العسكري قال «نفهم التحديات التي يواجهها الكوكب اليوم وهي تدفعنا لفهم القيم الرئيسية في الحفاظ على الإنسان».
وأضاف بوتين أن بلاده «منفتحة على الحوار والتعاون حول القضايا الدولية الملحّة، ولتأسيس نظام أمني دولي جديد، يحتاج إليه عالمنا المتغير».
جدير بالذكر أنّ إطلالة بوتين هي الأولى بشكل علني منذ رفع الحجر في موسكو، وقد أشرف على العرض العسكري الذي تضمن أسلحة حديثة من آخر ما طورته روسيا، ليحمل هذا العرض العسكري المهيب، العديد من الرسائل، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة.
وكان رئيس بلدية العاصمة سيرغي سوبيانين، دعا سكان موسكو إلى «لزوم الحذر ومشاهدة العرض»، فيما فضلت حوالى 15 مدينة إلغاء عروضها العسكرية.
وحضر الرئيس الأوزبكستاني، شوكت ميرضيايف إلى موسكو لحضور العرض العسكري بمناسبة عيد النصر في الحرب الوطنية العظمى. وقال بوتين، مرحباً بضيفه: « أنا مسرور جداً لرؤيتكم، شكراً لكم على حضور الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ75 للنصر، حضور العرض العسكري.. من دواعي سروري أن وحدات القوات المسلحة الأوزبكستانية، على ما أعتقد 75 شخصاً، ستسير غداً في موكب في موسكو، في الساحة الحمراء. هذه علامة واضحة جداً على علاقاتنا الحليفة المتميزة».
ولفت بوتين إلى أنه يعلم أن «في 9 أيار افتتح ميرضيايف العرض العسكري بمناسبة عيد النصر في طشقند»، مشيراَ «في هذا الصدد، بالطبع، لا يسع المرء ألا أن يتذكر أنه إبان الحرب ذهب مليونا شخص من أوزبكستان إلى الجبهة».
وأشار الرئيس الروسي أيضاً إلى أن «أوزبكستان خلال سنوات الحرب الوطنية العظمى استقبلت الناس من جميع جمهوريات اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية». ووفقاً له، «تم نقل عدد كبير من المصانع الصناعية إلى أوزبكستان، التي بدأت العمل لصالح الجبهة من العجلات مباشرة».
وقال بوتين «كل هذا هو تاريخنا المشترك وإنجازنا المشترك وانتصارنا المشترك».
كما لفت بوتين أيضاً إلى أن «روسيا وأوزبكستان تتطوران بشكل مستقل اليوم، ولكن تربطهما علاقات استراتيجية وتحالفية فريدة»، مضيفاً أن «التعاون يجري في مجالات الاقتصاد والخدمات الاجتماعية وفي مجال مكافحة الإرهاب، وتتعاون القوات المسلحة، والتعاون مستمر أيضاَ في المجال الإنساني في مجال التعليم والثقافة».
كما حضر الاستعراض العسكري، الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ونشر صورة له برفقة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، على «إنستغرام».
وفي الصورة، ظهر ألكسندر فوتشيتش، وهو يصافح سيرغي شويغو، ثم يعانقه. ويرفق المنشور بالتعليق التالي: «مع صديق عظيم لصربيا، وزير الدفاع سيرغي شويغو». فيما لم يحضر أي قيادي غربي الاحتفال إلى جانب بوتين بالذكرى الـ75 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، كما غاب بعض قادة دول الاتحاد السوفياتي السابق عن المراسم، مثل رئيس وزراء أرمينيا ورئيسا أذربيجان وتركمانستان.
ويشكل العرض العسكري والخطاب نقطة محورية لبوتين، قبل التصويت الشعبي على التعديلات الدستورية الواسعة النطاق، التي ستطرح على المواطنين الروس للتصويت في الأول من تموز، وتسمح لبوتين بالبقاء في الرئاسة لولايتين إضافيتين من 6 سنوات.