شروط إيرانيّة للتفاوض مع واشنطن وظريف يغرّد بالصينيّة وروحانيّ يحذّر «الذريّة الدوليّة» من «نبش قبور»
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن بلاده «ستكون منفتحة على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا اعتذرت واشنطن عن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وتعويض خسائر إيران والعودة إلى الاتفاق النوويّ وتنفيذ جميع التزاماتها».
وقال روحاني خلال اجتماع للحكومة أمس، إن «طريق التفاوض مع أميركا سهل، لكنه مشروط بعودة الأميركيين إلى الاتفاق النووي».
وأضاف: «إذا كان الأميركيّون جادّين في الدعوة للتفاوض ولا يكذبون فالطريق معبد وبدلاً من كل هذه التصريحات عليهم الاعتذار والعودة إلى المقررات الدولية، وحينها سيرون كيف ستتحرك إيران في إطار العدالة والإنصاف والقانون والمقررات الدولية».
واعتبر روحاني أن واشنطن «تطلق دعوات للتفاوض مع إيران لحل مشكلات داخلية وبسبب الانتخابات».
من جهة أخرى، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الوكالة الدولية للطاقة الذرية من «الانصياع للضغوط الأميركية والإسرائيلية»، مجدداً «استعداد طهران للتعاون معها في إطار الضوابط القانونية».
وقال روحاني خلال اجتماع الحكومة أمس، إن «الوكالة الدولية تتعرّض لضغوط أميركية إسرائيلية لنبش قبر ملفات قديمة، تعود إلى قبل عشرين عاما، وكانت قد أغلقتها هي بنفسها، وذلك بهدف حرفها عن مسارها الصحيح».
وأضاف: «لو أردنا فبإمكاننا أن نرد بحزم وهو أمر سهل بالنسبة لنا، إلا أننا نريد مواصلة العمل مع الوكالة على أساس ودي، لكن يجب على الوكالة الدولية ألا تخرج عن الأطر القانونية في التعاون مع طهران».
وقال: «على الأمين العام للوكالة أن يدرك أنه ينبغي الحفاظ على ماء وجه الوكالة، وستكون إيران حينها مستعدة للتعاون».
وانتقد روحاني سلوك الأطراف الأوروبية المتمثلة بثلاثية بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وقال: «كنا نأمل من الدول الأوروبية ألا تخضع للضغوط الأميركية وأن تتمكّن الوكالة من الحفاظ على استقلالها»، مشيراً إلى أن «روسيا والصين تصرفتا بحزم وضمن القانون ولم تخضعا للضغوط الأميركية».
واعتبر الرئيس الإيراني أن «على الأوروبيين أن يخجلوا من إيران على عدم تنفيذ التزاماتهم في الاتفاق النووي قبل انسحاب واشنطن منه وبعده»، مبيناً أن «الأوروبيين كانوا يعتذرون منا خلال اللقاءات والاتصالات على عجزهم في تطبيق الاتفاق النووي».
وفي وقت سابق وصفت طهران القرار الذي تبناه الأسبوع الماضي مجلس محافظي «الدولية الذرية» بشأن الوصول إلى منشآت نووية إيرانية بأنه «خطوة غير بناءة وغير مسؤولة ومرفوضة».
على صعيد آخر، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنه «لا أحد في العالم يستطيع اتهام الإسلام بأنه يروج لهيمنة الرجل»، وأكد أن «من مفاخر بلاده وحكومته بالذات فتح المجال أمام كل النساء لمختلف الأنشطة».
وأضاف في حديث أمام مجلس الوزراء صباح أمس، أن لـ»الفتيات اليوم حضوراً فاعلاً في الجامعات والمستشفيات والمصانع والدوائر الحكومية، وبالتالي لا يحق لأحد أن يتهم الإسلام بأنه يتجاهل حقوق المرأة».
وأشار روحاني إلى أن «شعبنا يواجه اليوم بعض المشاكل والمطلوب أن تتظافر جهود الشعب والحكومة لحل هذه المشاكل»، موضحاً أن «المشاكل المعقدة التي نمر بها اليوم هي من تداعيات الحظر الأميركي الظالم وانتشار فيروس كورونا».
وتابع قائلاً إن «أيّ بلد يواجه هاتين المشكلتين الكبيرتين سيعاني من تبعاتهما، وبالتالي لا بد من دراسة هذه المشاكل بشكل دقيق ووضع الحلول المناسبة لها».
وفي جانب آخر من حديثه تطرق روحاني إلى الصعوبات التي واجهت البلاد خلال الأشهر الأخيرة، لكنه أكد أن «الأمور بدأت تتحسّن وأن صادرات البلاد النفطية وغير النفطية في الشهر المنصرم سجلت ارتفاعاً كبيراً الأمر الذي يبشر بإمكانية السيطرة على الصعوبات»، كما أعرب عن ثقته بأن «البنك المركزي قادر على حلّ أزمة العملة الصعبة والسيطرة عليها».
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، على أنه ونظيره الصيني وانغ يي، اتفقا على «ضرورة تعزيز العلاقات الاستراتيجيّة بين البلدين، ودعم بكين لاتفاق إيران النووي».
وجاءت تصريحات ظريف في تغريدة له باللغة الصينيّة، أعقبت اجتماعاً عبر الفيديو مع نظيره الصيني، حيث أعرب عن سعادته بالاجتماع قائلاً: «لقد اتفقنا خلال محادثاتنا مع الجانب الصينيّ على تعميق العلاقات والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ودفع برنامج التعاون الثنائي على مدى 25 عاماً».
وأضاف: «اتفقنا أيضاً على تعزيز الدعم المتبادل في الشؤون الدولية والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك».
وتابع: «تجديد التأكيد على الاتفاق النووي، والتعددية، والدفاع عن القوانين الدولية، وكذلك معارضة الأحادية وتقويض الملف النووي، شكلت محاور أخرى لمحادثاتنا».
وختم ظريف: «أنتهز الفرصة وأقدّم تهاني الخاصة للأصدقاء الصينيين بمناسبة عيد قوارب التنين مع تمنياتي لهم بموفور الصحة».