ردّت على اتهامات شينكر ودعت واشنطن للاهتمام بمواطنيها السفارة الصينية: نعمل منذ فترة طويلة على دفع التعاون مع لبنان على أساس المنفعة المتبادلة
نأمل بصدق أن يعتني المسؤولون الأميركيون برفاهية الشعب الأميركي وأن يجتهدوا في إيجاد حلول للمشاكل المزمنة التي يعانيها المجتمع الأميركي… ويهتمّوا بشؤونهم الخاصة بدلاً من التدخل في شؤون الدول الأخرى …
أكدت السفارة الصينية لدى لبنان أن الجانب الصيني منذ فترة طويلة يعمل بنشاط على دفع التعاون العملي بين الصين ولبنان على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، لافتةً إلى أن الحكومات اللبنانية المتتالية كانت تتخذ مواقف إيجابية تجاه التعاون مع الصين.
وقالت السفارة في بيان أمس «لاحظنا أن مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر قام مؤخراً بتوجيه اتهامات باطلة إلى الصين حول مجموعة من القضايا المتعلقة بالصين بما في ذلك التعاون بين الصين ولبنان والدول الأخرى وذلك خلال مقابلته مع الإعلام اللبناني».
وردّت السفارة على ذلك، بالقول «ظلّ الجانب الصيني منذ فترة طويلة يعمل بنشاط على دفع التعاون العملي بين الصين ولبنان على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة. وكانت الحكومات اللبنانية المتتالية تتخذ مواقف إيجابية تجاه التعاون مع الصين. ووقعت الحكومتان الصينية واللبنانية مذكرة التفاهم حول التعاون في بناء «الحزام والطريق». يقوم الجانب الصيني بتشجيع الشركات الصينية التي تتميّز بالامكانات والسمعة الجيدة على بحث إمكانية التعاون مع الجانب اللبناني في مختلف المجالات بما فيها البنية التحتية».
أضافت «تُعتبر الصين أكبر دولة نامية فى العالم وتعدّ المساعدات الخارجية الصينية مساعدة متبادلة في ما بين الدول النامية. وفي السنوات الأخيرة، قدم الجانب الصيني ما في وسعه من المساعدات إلى الجانب اللبناني من خلال القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف، بما في ذلك المساعدات العينية والمساعدة الإنسانية وتنفيذ مشروعات المساعدة بالتعاون مع اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. ويعتبر مشروع المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى الجديد المموّل من قبل الحكومة الصينية مشروعاً متكاملاً وضخماً بالاستفادة من الهبة الصينية».
وأشارت إلى أنه «منذ تفشي وباء كوفيد-19 في لبنان، قدم الجانب الصيني دفعات من المساعدة الطبية إلى الجانب اللبناني بما في ذلك أكثر من مليون وعشرين ألف كمامة طبية و20000 بدلة واقية طبية و3000 وحدة من فحص الـPCR و3000 زوجاً من النظرات الواقية وأكثر من 10 جهاز لقياس درجات الحرارة وإلخ… كما قدّمت الصين 50 مليون دولار أميركي لمنظمة الصحة العالمية هذا العام دعماً للجهود العالمية في مكافحة مرض كوفيد-19. وتعهدت الصين بتقديم ملياري دولار أميركي من المساعدات على مدى السنتين المقبلتين من أجل دعم الدول المتأثرة بالوباء وخاصة الدول النامية لمكافحة المرض والانعاش الاقتصادي والاجتماعي”.
وأردفت “أما بالنسبة إلى “الديون الصينية” المزعومة، فإنّ الجانب الصيني يلتزم في تعاونه المالي مع الدول النامية الأخرى باحترام سيادة جميع الدول ويتقيد بالقواعد الدولية ويحرص على تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الفساد. ولم يضع الجانب الصيني أيّ شرط سياسي على القروض التي تقدّمها. ويولي الجانب الصيني اهتماماً بالغاً على استدامة الديون للدول المستفيدة من المساعدات ويتخذ الجانب الصيني في الاعتبار رغبات الحكومات لهذه الدول ويوجه الاستثمار إلى مجالات البنية التحتية وغيره من المجالات التي في الحاجة الماسة إلى التطوير والتمويل. نتيجة لهذا ظلت المساعدات الصينية موضع الترحيب الحار من قبل حكومة وشعب الدول المستفيدة. بالنسبة إلى الديون الصينية على المناطق أو المشاريع التي يثيرها الجانب الأميركي مراراً، إنّ الديون المتراكمة في مشاريع التعاون مع الصين لا يشكل إلا جزءاً صغيراً جداً من الديون الإجمالية. على سبيل المثال، تشكل القروض الصينية حوالي 10٪ فقط من الديون الخارجية لسريلانكا. لم تقع أي دولة في “فخاخ الديون” المزعومة بسبب تعاونها مع الصين. لقد أعلن فخامة الرئيس شي جين بينغ خلال القمة الصينية – الأفريقية الاستثنائية حول التضامن لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19” أن الجانب الصيني سيلغي ديون الدول الإفريقية المعنية في شكل قروض حكومية معفاة من الفوائد المستحق سدادها بحلول نهاية 2020 في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي”.
واعتبرت أنّ الادّعاء “بأنّ الصين تضع الملايين من المسلمين الصينيين في مخيمات الإعتقال” هو مجرد افتراء. تحمي الحكومة الصينية حرية الاعتقاد الديني للمواطنين وفقاً للقانون، ويتمتع أبناء الشعب الصيني من مختلف القوميات بحرية الاعتقاد الديني وفقًا للقانون. ويبلغ عدد المسلمين في الصين أكثر من 20 مليون مسلم، ولكل 530 مسلماً مسجد. فلا يستطيع حفنة من السياسيين الأميركيين تغيير هذه الحقائق رغم أنهم يكذبون مراراً وتكراراً. وفي الوقت نفسه، ان الصين باعتبارها دولة يحكمها القانون لن تسمح بأنشطة إجرامية تحت غطاء ديني”.
واعتبرت أنّ “تقنية الجيل الخامس (5 G ) ابتكار مشترك للمجتمع الدولي”. وقالت “إنّ استخدامها وتطويرها لهما آثار على النمو الاقتصادي العالمي ومصالح جميع دول العالم وتقدّم الحضارة البشرية. وفي الفترة الماضية قام الجانب الأميركي بتعميم مفهوم الأمن القومي ويستخدم سلطة الدولة لقمع الشركات الصينية دون تقديم أيّ إثبات أو سبب وجيه. هذا التصرف مشين وغير أخلاقي. الجميع يعرف من قام بأكبر عملية التنصت والمراقبة والتجسس والتغلغل ضد الدول الأخرى وبسط وإبقاء نفوذها بأي وسيلة وذلك وفقا للمعلومات المكشوفة في السنوات الأخيرة”.
وختمت “لا يزال وضع وباء كوفيد-19 خطيراً في الولايات المتحدة. نشعر بالحزن على الشعب الأميركي آملين منه أن يتغلب على الصعوبات في أقرب وقت ممكن. نأمل بصدق أن يعتني المسؤولون الأميركيون برفاهية الشعب الأميركي وأن يجتهدوا في إيجاد حلول للمشاكل المزمنة التي يعانيها المجتمع الأميركي ويضعوا سلامة وصحة الشعب الأميركي نصب أعينهم ويهتمّوا بشؤونهم الخاصة بدلاً من التدخل في شؤون الدول الأخرى والتهرّب من المسؤولية وتحويل الأنظار”.