الوطن

الردّ الفعلي على مخطط الضمّ الصهيوني يكون ‏بالمقاومة والانتفاضة لا بالتطبيع…!‏

} أيهم درويش

كشفت صحيفة عبرية أنّ وزير الحرب في كيان العدو الصهيوني بيني غانتس اجتمع برئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي، ورئيس «الشاباك» نداف، ورئيس «الموساد يوسي كوهين، وأخبرهم بأنّ عملية ضمّ أجزاء من الضفة الغربية والأغوار «ستنفذ» خلال أيام على المستوى العسكري، أمّا «المستويات السياسية فتتمّ تدريجياً».

الواضح، من نشر الخبر بهذه الصيغة أنّ العدو الصهيوني ماض في تنفيذ مخطط «الضمّ» الاحتلالي، في فترة ما قبل الانتخابات الأميركية، ليستفيد من الدعم الأميركي غير المحدود لمخططه، والذي تضمّن في جانب منه، حصول الولايات المتحدة على تأييد عدد من الأنظمة العربية لما يقوم به العدو الصهيوني من عمليات ضمّ وتهويد واستيطان تحت سقف ما يسمّى «صفقة القرن».

ما أعلنه غانتس عن تنفيذ مخطط «الضمّ» عسكرياً، ما هو إلا محاولة لتخفيف وقع ما سيقدم عليه العدو الصهيوني، غير أنّ هذه المحاولة لن تخفف إطلاقاً من حدة الغضب الشعبي الذي سيواجه مخطط «الضمّ» الصهيوني.

صحيح أنّ الولايات المتحدة وبعض الأنظمة العربية المطبعة عبّدت الطريق أمام العدو الصهيوني لتنفيذ مخططه التهويدي الاحتلالي، غير أنّ هذه الطريق ليست آمنة على الإطلاق، لأنّ شعبنا في فلسطين المحتلة وقواه الحية المقاومة ويمتلكون من الخيارات والوسائل، ما يمكنهم من خوض مواجهة كبيرة.

والسؤال، ماذا سيكون جواب أنظمة التطبيع العربية على شعوبها، عندما تنفذ «إسرائيل» مخططها، وتواجه بالغضب الفلسطيني؟

لا شك، أنّ مخطط ضمّ أجزاء من الضفة الغربية بما فيها الأغوار، سيكون كالقشة التي تقصم ظهر البعير، حيث ستتكفل المواجهة على الأرض بزعزعة ما يسمّى «أمن الكيان الصهيوني»، خاصةً في ظلّ تصاعد العمليات ضدّ قوات الاحتلال اليهودي، في حين ستواجه أنظمة التطبيع العربية ضغوطاً داخلية، تدعوها لوقف التطبيع مع العدو وإغلاق السفارات ووقف عمل الممثليات الدبلوماسية والتجارية، وهذه عناوين تشكل تهديداً لكلّ فلسفة «صفقة القرن» التي يرتكز نجاحها على التطبيع بين العدو والأنظمة العربية.

التطبيع مع العدو، هو مصلحة حصرية للعدو، والدول العربية التي سارت في ركب التطبيع هي لم تحقق أيّ مكاسب فحسب بل خسرت وستخسر الكثير. لقد خسرت تجاه شعوبها، وخسرت في كلّ رهاناتها. فهي راهنت على أميركا والعدو الصهيوني وخاضت تحت مظلتهما حرباً إرهابية لإسقاط سورية وتصفية المقاومة، ولكنها لم تحقق رهاناً واحداً من لبنان إلى سورية إلى العراق إلى اليمن.

إنّ الردّ الفعلي على مخطط الضمّ الصهيوني لا يكون بخطة «السلام» التي أباحت لمن احتلّ الأرض عنوةً وسرق خيراتها ومواردها ودمّر حضارتها بأن يصبح «مالكاً شرعياً» لهذه الأرض، بل يكون بانتفاضة فلسطينية جديدة، بمقاومة فلسطينية موحدة، ودعم كلّ طرق المقاومة، وهذا هو السبيل الوحيد الذي يؤدي إلى تحرير فلسطين كلّ فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى