أخيرة
السخرية خير دواء
يكتبها الياس عشّي
صار الدولار سيّد الجلسات، لا فرق إن دار الحديث في البيت، أو في المقهى، أو على الأرصفة، أو فوق المنابر الإعلامية، أو ضمن العائلة الواحدة. وهذا أمر طبيعي في ظلّ انتصار الدولار الساحق على الليرة اللبنانية، بحيث لم يعد أمام اللبنانيين سوى السخرية كسلاح يخفف عنهم عبء الجوع، والإفلاس، وعبء الطبقة السياسية التي تحكمهم، وتتحكم بهم، وتحاكمهم، منذ أن «مُنحوا» الاستقلال وحتى اليوم.
في حلقة ضمّت الأصدقاء قلت بأنّ وضع اللبنانيين يشبه وضع الروائي الفرنسي بلزاك الذي كان يتمنّى في مستهلّ شبابه أن يحيا حياة مترفة، وحدث أن مات عمّه تاركاً له ثروة، فكتب بلزاك إلى صديق له رسالة قال فيها:
«أمس، انتقل عمّي إلى السماء، وانتقلت أنا لحياة أخرى»!
فهل «سيفعلها» اللبنانيون وينتقلون إلى حياة أخرى؟