فرحون بسورية وتاريخها ولغتها وشعبها.. معهد للغة العربيّة يقصده أجانب من دول عدة لتعلّمها
استأنف معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، نشاطه مجدداً في العاصمة السورية دمشق بعد توقف شهرين بسبب كورونا.
ويؤم المعهد طلاب كثر من دول عدة لا يتنطق باللغة العربية لتعلم هذه اللغة.
وتتطلع آداما زونغرانا، طالبة في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، إلى تعلم اللغة العربية بسرعة لإنهاء ما تواجهه من معاناة في التفاعل مع الأصدقاء الجدد لابنها الصغير في دمشق.
وانتقلت آداما من بلدها جنوب أفريقيا للعيش في دمشق مع زوجها السوري وابنهما كريم، إلا أنها لا زالت تعاني عقبة اللغة في التواصل مع حياتها الجديدة وخاصة حين ترافق ابنها إلى مراكز الترفيه حيث حظي بالكثير من الأصدقاء الجدد.
«آداما» تتطلع إلى تفاعل أعمق مع اللغة العربية، وقالت لـ»سبوتنيك»: «التحقت بهذا المعهد لكي أتعلم اللغة العربية ودراسة الأدب العربي والثقافة والحضارة العربية في سورية».
كذلك الفلبينية رونجلين أنغريسو المتزوجة من مواطن سوري ولديها طفل صغير، وتتطلع إلى تعلم اللغة العربية جيداً للتواصل مع مجتمعها الجديد.
عبرت أنغريسو لوكالة «سبوتنيك» عن سعادتها الكبيرة ليس فقط بتعلم اللغة العربية وإنما أيضاً لوجودها مع «أصدقائي وأساتذتي في هذا المعهد الرائع».
وأعرب طلاب آخرون من روسيا والصين والبرازيل وفنزويلا عن سعادتهم بوجودهم في سوريا والتعلم فيها.
جميع طلاب دورة الأجانب في المعهد أصرّوا أن يتحدثوا لـ»سبوتنيك» باللغة العربية الفصحى، فعبروا عن محبتهم لسورية وسعادتهم بفرصة التعرف فيها على أصدقاء من دول عديدة حول العالم داخل المعهد والاطلاع على ثقافاتها وعادات شعوبها فضلاً عن تعلم اللغة العربية.
وقالت الروسية «أتكاترينا باغينسكايا»: «أنا طالبة جديدة أعيش مع عائلتي في سورية التي أحبها وأنا مسرورة جداً لتعلم اللغة العربية، ومن خلال دراستي هنا في المعهد أصبح لدي أصدقاء من البرازيل والصين والفلبين وفنزويلا».
بدوره قال الطالب «ياوفينغ ما» من الصين: «أنا طالب في الصف السادس، وتعلمت الكثير عن سورية وآثارها مثل مدن بصرى وتدمر وإيبلا».
وتجدر الإشارة إلى أن معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يهدف إلى تمكين الراغبين بتعلم اللغة العربية الفصحى من الأجانب والعرب المغتربين وفق أساليب حديثة ومناهج خاصة لتزويدهم بالمهارات الأساسية للغة من استماع ومحادثة وقراءة وكتابة وحثهم على متابعة الاطلاع على القضايا العربية والتراث الحضاري العربي وتعزيز الروابط الإنسانية بين أبناء اللغات الأخرى وبين الناطقين بالعربية تحقيقاً للالتقاء الثقافي بينهم.
ويضم المعهد نخبة من الإداريين والمدرسين المميزين في وزارة التربية ويحمل معظمهم شهادات علمية عليا، كما يضم المعهد مكتبة تضم كتباً قديمة وحديثة ومعاجم متنوعة وقاعة عرض سينمائية لعرض أفلام تعليمية وثقافية متنوعة.
وأحدث عام 1963 أول معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في سورية بالمرسوم رقم 65.
ويتحدث اللغة العربية اليوم نحو 467 مليون نسمة وتحتل المركز الرابع أو الخامس من بين اللغات الأكثر انتشاراً في العالم.