أشاد بالتقدُّم الذي حققته بلاده كاشفاً دوافع مساعدة أوروبا بوتين: حياة الروس أهم من الاقتصاد
شدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنّ “حماية حياة المواطنين الروس وصحتهم كانت ولا تزال على سلم أولويات الحكومة، بغضّ النظر عن عواقب القيود المفروضة لردع تفشي فيروس كورونا المستجد».
وأكد بوتين، في مقابلة نشرت قناة «روسيا 1» جوانب منها، أمس، أنّ «حماية حياة الروس أهم من إنقاذ الاقتصاد»، مشيراً إلى أنّ «حياة المواطنين وصحتهم تشكل حجر الأساس لكلّ دولة».
وأشار بوتين إلى أنّ «هذه المسألة تمثل أولوية مطلقة بالنسبة لروسيا خاصة، نظراً لوسع أراضيها وما تواجهها من مشاكل ديمغرافية»، قائلاً: «إنقاذ حياة وصحة الناس أولوية، وسنتمكن من حلّ كل المشاكل الأخرى مستقبلاً».
وأشاد الرئيس بـ»التقدم الاقتصادي الذي حققته روسيا خلال العقدين الماضيين»، مذكراً بـ»الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي مرت بها روسيا في التسعينيات عندما لم ترسل المساعدات الإنسانية إلى البلاد بسبب كوارث تكنولوجية أو ظواهر طبيعية، لكن باعتبارها أفقر دولة على مستوى العام، كي لا يموت الناس من الجوع».
وأضاف بوتين أنّ «روسيا لم تكن قادرة في ذلك الحين على دفع رواتب الموظفين من دون قروض خارجية، ما كان يحرم المواطنين من مصادر التمويل على مدى أشهر».
ولفت الرئيس إلى أنّ «الناتج المحلي الإجمالي لروسيا تضاعف خلال الفترة من 1999 حتى 2019». مضيفاً: «الإنجازات التي حققناها في السنوات الأخيرة تمنحنا الأمل في أن نخرج من هذا الوضع نهائيا بجدارة وبأقلّ الخسائر».
وأكد الرئيس الروسي أنّ «الحكومة، حتى في الظروف الصعبة الحالية، تسعى إلى أن يكون مؤشر التضخم في البلاد العام الحالي على مستوى نحو أربعة في المئة».
على صعيد آخر، أعلن الرئيس الروسي أنّ «روسيا قدمت المساعدة إلى الدول الأوروبية خلال وباء (كوفيد 19)، ليس لأسباب سياسية، بل لأنهم كانوا يواجهون أوضاعاً صعبة وهم الذين طلبوا ذلك».
وقال بوتين: «قدمنا المساعدة لبعض الدول الأوروبية عندما لم يقدمها أحد، حتى أقرب الحلفاء. صدقوني، لم نفعل ذلك بسبب اعتبارات سياسية، بل لأنهم كانوا يواجهون أوضاعاً صعبة وهم الذين طلبوا ذلك».
وأضاف بوتين: «نحن لم نتسلق من خلال مقترحاتنا، هم طلبوا منا ونحن استجبنا من دون أي اعتبارات سياسية». وأشار إلى أنّ «محاولات المساومة على الإجراءات والدوافع النبيلة لروسيا ستنتهي إلى فشل الراغبين فيها».
وتابع الرئيس الروسي: «موقفنا المنفتح والصادق والودي في روسيا واضح على مستوى الأسرة والمجتمع الدولي للمجتمع المدني في هذه الدول، ولا يمكن إلا أن تؤخذ بالاعتبار من قبل النخب السياسية في المستقبل».
وتابع بوتين: «خلال الوباء، من المهم للغاية لجميع الدول أن تتكاتف في مكافحة التهديدات المشتركة، وإنّ الأشياء السطحية المرتبطة بضمان الهيمنة على الساحة الدولية تؤدي إلى طريق مسدود وتجعل من المستحيل للمجتمع الدولي بأسره العمل بفعالية».
في وقت سابق، أعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى روسيا، ماركوس إيديرير، عن شكر الاتحاد، لموسكو على «تقديم المساعدات لإيطاليا»، مضيفاً مع ذلك أنّ «تضليلاً في المعلومات عكّر خطوة التضامن».
وكانت روسيا أرسلت إلى إيطاليا، 15 طائرة تابعة للقوة الجو–فضائية الروسية، وعلى متنها مختصون عسكريون بعلم الأوبئة وخبراء من وزارة الدفاع، وقاموا بتسليم ثماني فرق طبية وتمريضية إلى منطقة جبال أبينين لمكافحة فيروس كورنا المستجد، بالإضافة إلى معدات الفحص وتدابير التطهير.