إيران تكشف عن المتورطين الأميركيين في اغتيال سليماني وتصدر أمر اعتقال بحق ترامب
أصدرت إيران أمس، أمر اعتقال بحق الرئيس الأميركي دونالد ترامب و35 آخرين فيما يتعلق بقتل القائد العسكري البارز قاسم سليماني وطلبت مساعدة الشرطة الدولية (الإنتربول). وفق ما نقلته وكالة «فارس» للأنباء عن مدعي عام طهران علي القاضي مهر. ورفضت الولايات المتحدة والشرطة الدولية فكرة التحرك بناء على مثل هذه المذكرة.
وقال القاضي مهر إن «أوامر الاعتقال صدرت باتهامات بالقتل وتنفيذ عمل إرهابي». وقال إن «إيران طلبت من الإنتربول إصدار نشرة حمراء لترامب وأفراد آخرين تتهمهم الجمهورية الإسلامية بالمشاركة في قتل سليماني».
وأضاف القاضي مهر أن «المجموعة المنفذة شملت مسؤولين عسكريين ومدنيين لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل».
بدوره، قال المبعوث الأميركي بشأن إيران برايان هوك خلال مؤتمر صحافي في السعودية إن «المذكرة حيلة دعائية».
وقال «تقديرنا أن الإنتربول لا يتدخل بإصدار نشرات حمراء استناداً لطلبات ذات طبيعة سياسية… هذا أمر ذو طبيعة سياسية. ولا علاقة له بالأمن القومي أو السلام العالمي أو تعزيز الاستقرار… إنه حيلة دعائية لا أحد يأخذها على محمل الجد».
وذكرت الشرطة الدولية في بيان أن دستورها يمنعها من «التدخل أو القيام بأنشطة ذات طبيعة سياسية أو عسكرية أو دينية أو عرقية».
وأضاف البيان «ومن ثم، فإن الإنتربول لا يدرس طلبات من هذا النوع في حال إرسالها إلى الأمانة العامة».
وقال المدعي العام الإيراني إن «إيران ستمضي قدماً في الأمر بعد انتهاء فترة ولاية ترامب».
وعن المتورّطين الأميركيين في اغتيال الشهيد سليماني، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية محسن بهاروند بأن «القوى الأمنية والاستخبارية الإيرانية قامت لحد الآن بتحديد هوية 40 أميركياً ضالعاً في عملية اغتيال القائد الشهيد قاسم سليماني وسيتم قريباً تحديد عدد آخر من ضمنهم مشغلو الطائرات الأميركية المسيرة التي نفذت الجريمة».
وخلال اجتماع عقد أمس، بحضور مندوبين عن المؤسسات السياسية والقانونية والامنية والعسكرية والقضائية في البلاد، استعرض بهاروند أحدث التطورات المتعلقة بملف اغتيال القائد الشهيد قاسم سليماني وقال، «السلطة القضائية تقوم ليل نهار بدراسة ومتابعة الأدلة والقرائن».
وأضاف، أن «قواتنا الأمنية والاستخبارية تمكنت لغاية الآن من تحديد هوية 40 من الأميركيين الضالعين في ارتكاب جريمة الاغتيال سواء الآمرين أو المباشرين أو المساعدين على ذلك كما أن عدداً من الأفراد المشغلين للطائرات الأميركية المسيرة لم يتم تحديد هوياتهم لحد الآن وسيتم هذا الأمر قريباً».
وتابع بهاروند، «لقد قمنا بالتنسيق اليوم للإسراع بالمضي بالعمل إلى الأمام وبعد تحديد بقية الأفراد الأميركيين وغير الأميركيين الضالعين في عملية الاغتيال سيقوم القاضي وفقاً للأدلة والقرائن الدامغة بإصدار لائحة اتهام وسوف لن نتوقف حتى تسليم هؤلاء الأفراد للعدالة».
وأضاف مساعد الخارجية الإيرانية، أنه «فضلاً عن الأفراد الضالعين في الجريمة وبما أن هذه الجريمة استهدفت سيادتنا وأمننا القومي فإن الحكومة الأميركية وعدداً من الدول التي تم استخدام أراضيها لارتكاب الجريمة مسؤولة دولياً ويجب أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا العمل المخالف للقوانين الدولية وسنتابع هذه القضية في المحافل والمنظمات الدولية».
وأوضح بهاروند أنه «وبعد ارتكاب أميركا لهذه الجريمة بادرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الفور إلى اتخاذ إجراءات سياسية دولية وأعلنت احتجاج الحكومة والشعب الإيراني للمنظمات الدولية ومنها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وطلبت منها اتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الصدد كل بما يناسب نطاق مسؤوليته».
وقال، «لقد عقدنا كذلك اجتماعات مع الكثير من الدول واطلعناها على تفاصيل هذه الجريمة ونعمل الآن للمزيد من متابعة القضية على الصعيد الدولي اعتماداً على المعلومات والأدلة الجديدة».
في سياق منفصل، أعلن المتحدث بأسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، أن «اللجنة ستعقد الأسبوع المقبل اجتماعاً لمناقشة القرار الأخير لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحضور وزير الخارجية ورئيس منظمة الطاقة الذرية».
وقال النائب أبو الفضل عموئي: «يوم الأحد المقبل سيحضر وزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة الذريّة الايرانية علي أكبر صالحي في اجتماع اللجنة البرلمانية للأمن القومي والسياسة الخارجية».
وأضاف: «ستجري خلال الاجتماع مناقشة القضايا المشتركة للجنة البرلمانية ووزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية»، متابعاً بالقول: «كما سيتم بحث قضية قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الاجتماع».