التقى سلامة والعبسي ونقابة مستخدمي شركات الخلوي عون: تنقيب «إسرائيل» عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها في غاية الخطورة
أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه يتابع المعلومات التي تحدثت أول من أمس عن قرار العدو «الإسرائيلي» التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان قرب «بلوك رقم 9»، معتبراً أنّ «هذه المسألة في غاية الخطورة وستزيد الأوضاع تعقيداً»، مؤكداً أنّ «لبنان لن يسمح بالتعدي على مياهه الإقليمية المعترف بها دولياً لا سيما المنطقة الاقتصادية الخالصة في جنوبه حيث «بلوكات» النفط والغاز وخصوصا «البلوك رقم 9» الذي سوف يبدأ التنقيب فيه خلال أشهر».
كلام عون جاء في خلال استقباله بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي على رأس وفد من مطارنة الطائفة، في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي.
وألقى العبسي كلمة جاء فيها «هذا العام لم نتمكّن من عقد السينودس في حزيران في موعده بسبب جائحة كورونا وإغلاق الحدود والخوف من العدوى، فأرجأنا عقده إلى أجل غير مسمّى. إلاّ أنّ الآباء وأنا شخصياً، أصرّوا على ألاّ تنقطع هذه العادة الجميلة ويزوروكم ويطمئنوا إلى صحتكم الشخصية وصحة البلد وصحة الناس. فشكراً على استقبالكم وعلى إعطائنا الوقت للقياكم بالرغم من مشاغلكم الكثيرة وضيق وقتكم».
وقال «ما نريد أن نقوله وأن نؤكده لكم أولاً، يا فخامة الرئيس، هو أن تكونوا على ثقة بأننا نقف إلى جانبكم، معكم، في الرسالة التي تحملونها وفي المسؤولية الوطنية الكبيرة التي تضطلعون بها بكلّ ما أوتيتم من إمكانات، بإخلاص وأمانة وغيرة وتضحية. شاءت الأقدار بل الظروف المختلفة، من هنا وهناك، الفردية والجماعية، المحلية والعالمية، أن يكون عهدكم من العهود الصعبة جداً، إلاّ أنكم، كما عهدناكم، لا تنوؤون تحت الحمل بل تتابعون السير ناشطين في البحث عن حلول ومخارج واضعين نصب أعينكم خير لبنان أولاً».
وأعلن «أننا نضمّ جهودنا إلى جهودكم ونشبك أيدينا بأيديكم ونعمل معكم على مواجهة الأزمة والتغلب عليها بما عندنا من وسائل وإمكانات ومبادرات».
وأضاف «ما جئنا يا فخامة الرئيس نزيد هماً على همً، لكن نستنح هذه المناسبة، لنضع بين أيديكم موضوع التعيينات لرئاسة لجنة الرقابة على هيئات الضمان، وللمدير العام لوزارة الأشغال والطرق، لهذين المركزين اللذين يقوم بالمهام فيهما بالوكالة أشخاص منذ سنين طويلة، وللمدير العام لتلفزيون لبنان الشاغر منذ ثلاث سنوات. هذه التعيينات طالت في حين أنّ غيرها المتعلق بطوائف أخرى قد أنجز من دون آليات. لا نريد ان تضيع الأمور أو تميّع بين مريد للآلية أو رافض لها. نضع هذا الأمر بين أيدي فخامتكم ولكم ان تحسموه، ونحن كلنا ثقة بحكمتكم في معالجة هذا الملف في أقرب فرصة».
وتابع «أما الأمر الثاني فهو أمنية كانت لنا في أن نتمثل في الحوار الذي عقدتموه الأسبوع الفائت لكي نكون إلى جانبكم فنغنيه ونقول ونعطي ما عندنا».
وردّ عون مرحباً بالوفد ولفت إلى أنّ الأزمة الاقتصادية الحالية بدأت قبل انتخابه وأخذت بالتفاقم. وقال «كان بإمكاننا أن نبدأ بالمعالجة فوراً في حينها إلاّ أنه تمّ تأجيل مشاريع كثيرة مثل تطبيق دراسة ماكينزي التي وُضعت العام 2017، حيث تبيّن أنّ لبنان يملك قطاعات منتجة يجب الاستفادة منها لتنمية اقتصادنا، ما يمكننا من دفع الديون المتراكمة، ولكن للأسف هناك ذهنية معيّنة تتميّز بالكسل وبتعقيد العمل مع أشخاص هم أنفسهم أركان هذه الأزمة». ورأى أنّ «من يسبّب الأزمة لا يستطيع حلها، لأنها في النهاية هي من إنتاجه»، مؤكداً «العمل على معالجة الأزمة، لا سيما الشق المالي منها». وقال «يجب ألاّ ننسى الأزمات الدولية كما الأزمات في المنطقة المحيطة بنا، والصراع مع إسرائيل وسياسة الولايات المتحدة الداعمة لها».
واستقبل عون سفيرة كندا إيمانويل لامورو في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمّتها الدبلوماسية في لبنان. كما التقى حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة الذي أطلعه على الوضع النقدي في البلاد، والإجراءات التي يتخذها مصرف لبنان، لمعالجة وضع الليرة اللبنانية.
وأشار سلامة إلى أنه «وضع الرئيس عون في تفاصيل إنشاء المنصة الالكترونية لعمليات الصرافة التي تتمّ عبر التطبيق الالكتروني المسمّى «Sayrafa» العائد لهذه المنصة، وذلك بهدف ضبط أسعار التداول بالدولار الأميركي خلال إجراء أية عملية شراء أو بيع للدولار الأميركي وأي عملة أخرى».
واستقبل وفداً من نقابة موظفي ومستخدمي الشركات المشغلة للقطاع الخليوي «ألفا» و «تاتش»، برئاسة النقيب شربل نوّار، الذي ألقى كلمة عرض فيها واقع القطاع الخليوي حالياً»، لافتاً إلى أنّ «الاستمرار على هذا المنوال بإدارة القطاع لم يعد ممكناً، وبالتالي يجب الإسراع والحسم وإيجاد الحلول لكلّ الأمور العالقة، حيث تستغلّ شركتا «OTL» و «MTC» حال التردّد هذه للتملص من التزاماتها تجاهنا، في ضوء عدم وجود خطة واضحة من قبل وزارة الاتصالات».
واعتبر أنّ «التأخر في استرداد القطاع من قبل وزارة الاتصالات وما نتج عنه من تأخر في صرف الرواتب وصرف الاعتمادات للموردين، أوصل إلى توقف محطات الإرسال عن العمل لعدم توفر مادة المازوت لتشغيلها»، مشيراً إلى أنّ «بعض الشركات ستوقف التعامل معنا ابتداءً من أول الشهر المقبل».
وطالب الوفد بـ»الإسراع في حلّ مشكلة التفويض لمجالس الإدارة لما له من انعكاس على عمل الشركات والموظفين، والنهوض من حال الشلل التي تعاني منها الشركات على كلّ الصعد، مما يسبّب خسائر كبيرة وهدراً للمالية العامة بملايين الدولارات شهرياً».
ورد عون مؤكداً «ضرورة معالجة وضع القطاع الخليوي في أسرع وقت ممكن»، لافتاً إلى أنّ هذا الموضوع سيُطرح في جلسة مجلس الوزراء.
وأعطى رئيس الجمهورية توجيهاته إلى الجهات المعنية لمتابعة مطالب وفد النقابة.