جدليّة الثقافة والتربية… ما بين التفاعل والمناهج الحديثة
} منال محمد يوسف
إنَّ جدليّة العلاقة بين الثقافة والتربية ونموذج الترابط بينهما وهنا نقصد الترابط الجوهريّ الحاصل أي «الترابط الثقافي التربويّ بفحواه ومحتواه». فالثقافة هي مجموعة من القيم والمفاهيم التي تتجسّد وتتأصل في كلِّ يوم وكذلك التربية بمفهومها العام هي حاضنة لهذه القيم ومؤسس لها وتُمثل سرّ الترابط بينهما ويجب أن يبقى هذا الترابط المادي والمعنوي بمعناه كما يجب أن يبقى كالأثر البليغ .وإذ قلنا نريدُ أن نبني ثقافةً تتبلور عملياً ثقافة التنشئة القويمة وروافد أفكارها ومعارفها العامة والخاصة ..أو نريدُ أن نجد التشاركية المُثلى، تشاركيّة التبلور الجاد من أجل النهوض بخاصية الشيء الثقافيّ التربويّ الذي تجب بلورته واقعاً ملموساً.
هذا التبلور يخدم المنحى ويحاول أن يُضيف عليه، ويحاول أن يجد القواسم المشتركة وآلية التحديث الفكر الثقافيّ الذي يقوم على إغناء الشيء التربويّ ورفده بما يُحقق «همزة وصل» للتفاعل بينهما، وهنا يُقصد التحديث المنهجيّ الذي يطرأ على كلِّ منهما ..
التحديث الثقافيّ التربوي ّ ومقومات الانتباه إليه والعمل حيث يُحبّذ أن نمدّ جسوراً وثيقةً تنعكس إيجابياً على كلِّ منحى وتحدث بينهما شيئاً من التعاطف المستحدث قولاً وفعلاً ..
وهنا يجدر الحديث عن مقومات التربية وأصول الاعتماد عليها «الاعتماد الثقافي» ومعرفة مكوّناته الأصليّة والفرعيّة، بكل مكوناتها الشاردة والواردة يجدر معرفة سرِّ الترابط الجوهريّ بينهما وضرورة العمل على تحديث المنهج التربوي الثقافيّ وبلورة هذا العمل بشكل عملي أقرب ما يكون إلى الشيء المبدئي التجريبي الموّحد ذي الأهداف الواعية والنبيلة. وهذا بطبيعة الحال يخدم كلَّ منحى على جنب ويجعل كليهما يرفدُ الآخر، بالتالي يمنحه خاصية التجاذب والاندماج المشترك ويمنحهما جدليّة التمايز الجاد والواقعي بين الثقافة بكل مكنوناتها والتربية بكل دلائلها ومدلاتها المُشار إليها، كما يمنحهما فنون الجدليّة ذات العُرى الوثقى بين الثقافة والتربية وما يطرأ على المنهج الترابط بينهما بطابعه الخاص والعام …