الصين تجدّد تأكيدها احترام سيادة سورية.. والحسكة مستمرّة بوقفتها ضد «قسد».. والأخيرة تسرق سكك حديد قطار دير الزور وتبيعها الكرملين: الدول الضامنة تجري اليوم محادثات حول الأزمة السوريّة
أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد مباحثات عبر الفيديو اليوم الأربعاء مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.
ونقل عن بيسكوف قوله: إن هذه المباحثات ستتناول الأوضاع في سورية.
وعقدت روسيا وإيران وتركيا وهي الدول الضامنة لعملية أستانا اجتماعات عدة خلال السنوات الماضية بخصوص الوضع في سورية.
وبدأت اجتماعات أستانا في العاصمة الكازاخية مطلع عام 2017 وعقد أربعة عشر اجتماعاً أحدها في مدينة سوتشي الروسية وأكدت في مجملها على الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.
وفي سياق متصل، أكد تشانغ جون مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة أن أي قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود للسوريين يجب أن يحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن تشانغ قوله خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي: نؤمن بأنه يتحتم أن يظهر أي قرار لمجلس الأمن احتراماً لسيادة سورية ووحدة أراضيها… ونعتزم الحفاظ على التواصل مع أعضاء مجلس الأمن الآخرين بشأن تلك المسألة.
وشدد تشانغ على أنه لا يمكن استبدال دور الحكومة السورية في تحمل المسؤولية الرئيسية تجاه تحسين الوضع الإنساني في سورية بما يشمل الوقاية من وباء كورونا واحتواء تفشيه.
وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري جدّد خلال الجلسة حول الوضع الإنساني في سورية التأكيد على ضرورة قيام الدول التي تعهّدت والتزمت باحترام القانون الدولي وصون السلم والأمن الدوليين بوضع حدّ لتسييس الشأن الإنساني في سورية ودعم جهودها في المجالين الإنساني والتنموي ورفض الشروط السياسية والإملاءات التي تضعها بعض الدول بهدف عرقلة جهود الإعمار والتعافي وإعادة المهجرين.
وأشار الجعفري إلى أن ما يسمّون (حملة القلم الإنساني) في مجلس الأمن يقومون مجدداً بإعداد مشروع قرار لتمديد مفاعيل القرار 2165 الخاص بالعمل عبر الحدود مجدداً موقف سورية الرافض لمثل هذه القرارات التي تبتعد كل البعد عن الأهداف الإنسانية المفترضة فيها وعن أحكام قرار الجمعية العامة رقم 46/182 وتهدف لخدمة أجندات الدول المعادية لسورية والمس بسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها استناداً لادعاءات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) المسيّسة وتقاريرها المشوّهة وتتجاهل الجهود الجبارة التي تبذلها مؤسسات الدولة السورية وشركاؤها في العمل الإنساني بالتعاون مع الدول الحليفة والصديقة.
إلى ذلك، واصلت مجموعات «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي لليوم الثالث على التوالي السيطرة على مبنى الشركة العامة لكهرباء الحسكة والمؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب «الإدارة العامة» في مدينة الحسكة ومنع العمال من الدخول إلى مقار أعمالهم.
وفى تصريح أشار مدير عام الشركة العامة للكهرباء المهندس أنور عكلة إلى أن عمال الشركة موجودون حالياً أمام مقر الشركة لليوم الثالث على التوالي حيث يتم تقديم بعض الخدمات للمراجعين لتسيير أمورهم مؤكداً إصرار العاملين على دخول مقر الشركة لاستمرار تقديم الخدمات لجميع أبناء محافظة الحسكة.
وذكر أن عمال المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب اعتصموا أيضاً أمام مقر عملهم في حي غويران تأكيداً منهم بالتزامهم التام واستعدادهم للبدء فوراً بتقديم خدمات الادارة للأخوة الفلاحين كما اعتادوا فعله في السنوات السابقة انطلاقاً من واجبهم الوطني والوظيفي مطالبين بإنهاء إقفال المبنى بقوة السلاح من قبل مجموعات «قسد».
وأشار مدير عام المؤسسة السورية للحبوب المهندس يوسف قاسم في تصريح للمراسل إلى «إصرار العاملين على استعادة كامل مقر الإدارة العامة ورفض أي محاولة لاقتطاع أي قسم من الإدارة لما له من تأثير سلبي على تقديم الخدمات للمواطنين»، لافتاً إلى أن المؤسسة «ملتزمة بتأمين القمح والدقيق لجميع المحافظات السورية وهذا التصرف غير المسؤول يؤثر على تقديم تلك الخدمات ونوعيتها».
وكانت مجموعات «قسد» احتلت بقوة السلاح مقر فرع الشركة العامة لكهرباء الحسكة في حي النشوة ومبنى الإدارة العامة للسورية للحبوب في حي غويران والمدينة الرياضية وجزءاً من أبنية السكن الشبابي والجمعية السورية للمعلوماتية ومديرية الصناعة والسياحة والشؤون البيئية وفرع المرور ومديرية السجل المدني والمصرف التجاري وقامت بطرد العاملين منها.
وفي السياق، أقدم عشرات المسلحين التابعين لمجموعات «قسد» على سرقة قضبان السكك الحديدية في ريف دير الزور لتهريبها وبيعها.
ونقل عن مصادر أهلية في دير الزور قولها إن مسلحين تابعين لمجموعات «قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي أقدموا وعلى مدى الأيام الماضية على تفكيك مئات الأمتار من السكك الحديدية على امتداد محطات قطارات في منطقة بير جويف الوعرة والواقعة بين دير الزور والحسكة والسكة الحديدية الممتدة في محيط قرية الصبحة التابعة لمنطقة البصيرة ونهبوا عدداً من المحطات والمعدات وقطع الإصلاح والصيانة ونقلوها عبر شاحنات مخصّصة للأوزان الثقيلة إلى مناطق سيطرتهم.
ولفتت المصادر إلى أن مجموعات «قسد» التي تأتمر بأوامر قوات الاحتلال الأميركية في المنطقة تتعامل مع سماسرة وتجار يقومون بنقل السكك الحديدية إلى الأسواق التركية لصهرها في معامل خاصة وتحويلها إلى قضبان حديدية وبيعها.
ويواجه الأهالي في مناطق انتشار مجموعات «قسد» الممارسات والاعتداءات اليومية بحقهم عبر الخروج بمظاهرات احتجاجية تطالب بطرد مسلحي تلك المجموعات التي تعيث فساداً في المنطقة وتنشر الخوف بتسلطها وأعمالها العدوانية ضد المدنيين وسرقتها للنفط والبنى التحتية.