الخارجية الإيرانيّة ترفض أي تدخل في شؤونها الداخليّة ودبلوماسيّ إيرانيّ يصرّح: السعوديّة تريد التفاوض مع طهران
رفضت إيران مجدداً أي تدخل في شؤونها الداخلية، وذلك إثر إعلان الخارجية الفرنسية رفضها للأحكام الصادرة في إيران بحق اثنين من المواطنين يحملان الجنسية المزدوجة الفرنسية الإيرانية.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في بيان أمس، رداً على تصريحات الخارجية الفرنسية حيال اثنين من السجناء الايرانيين يحملان جنسية مزدوجة (إيرانية – فرنسية): «تدخل وزارة الخارجية الفرنسية في القضايا القضائية الإيرانية ليس له قيمة»، مؤكداً أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقبل أي تدخل في شؤونها الداخلية».
وأضاف موسوي: «تختص المحاكم القضائية لجمهورية إيران الإسلامية بمحاكمة وإصدار الأحكام بجرائم المواطنين الإيرانيين في محاكمات عادلة وفي إطار القوانين والحقوق المدنية في إيران الإسلامية، وقد أُدينت السيدة فريبا عادلخاه وروح الله زم بقضايا في المحاكم الإيرانية ويقضون عقوبتهما».
كان القضاء الإيراني قد أصدر حكماً بالإعدام على روح الله زم، بعد إدانته بـ13 تهمة؛ منها «محاولة الإطاحة بنظام الحكم والتآمر على الأمن الداخلي والخارجي والتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا».
وقال الناطق باسم القضاء الإيراني، غلام حسين إسماعيلي، أمس، إن «محكمة الاستئناف ثبتت حكماً بالسجن 5 سنوات بحق الباحثة الفرنسية – الإيرانية فريبا عادلخاه».
وأضاف إسماعيلي أن «حكمين منفصلين صدرا بحقها، بالسجن لمدة 5 سنوات، وبالسجن سنة واحدة، بتهم أمنية، أنه بموجب القانون الإيراني، فإن العقوبة الأطول هي تلك التي يقضيها المدان»، وقال إن «العقوبة تحتسب اعتباراً من يوم الاعتقال».
ولا تعترف إيران بالجنسيّة المزدوجة وسبق أن رفضت دعوات للإفراج عن عادلخاه (60 عاماً) عالمة الأنثروبولجيا المحتجزة منذ حزيران 2019، وقالت إن هذه المطالب تمثل تدخلاً في شؤونها.
وتبادل البلدان سجناء في آذار حيث جرى تبادل الأكاديمي رونالد مارشال والمهندس جلال روح الله نجاد. لكن منذ ذلك الحين لا يوجد مؤشر يذكر على إطلاق سراح عادلخاه التي حُكم عليها بالسجن 5 أعوام في أيار بعد إدانتها بتهم تتعلق بالأمن القومي.
من جهة أخرى، قال دانائي فر، سفير إيران السابق لدى العراق، إن «طهران على استعداد للتفاوض والتوصل إلى اتفاق مع السعودية».
وأكد فر في حوار خاص مع وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية: «السعودية تريد التواصل معنا أيضاً، لكنها لا تستطيع أن تأخذ زمام المبادرة». وقال فر إن «الرياض لا تستطيع اتخاذ خطوات في هذا المجال لأن الولايات المتحدة الاميركية لا تسمح لها بذلك».
وأضاف السفير السابق وجود «مشاكل داخلية في السعودية وقضايا إقليمية تفتقر إلى القدرة على الحل من خلال الحوار والتفاهم».
وقال فر إن «للسعودية تأثيرات دينية في العالم الإسلامي لا يمكن إنكارها، والسعودية دولة لديها موارد مالية كبيرة، وتأثيرها على صندوق النقد الدولي، واحتياطي العملات الأجنبية، وكمية وقدرة إنتاج النفط، والعلاقات الدولية وسياستها الخارجية النشطة مع دول العالم، وخاصة الولايات المتحدة، مكوّنات قوة للرياض لا يمكن إنكارها».
وتابع: «السعوديون حاولوا السيطرة على الدول المجاورة، مثل العراق واليمن».