روسيا وإيران وتركيا تعتبر المخططات الانفصاليّة في سورية مرفوضة وقرار واشنطن بشأن الجولان يهدّد أمن المنطقة.. وطرد دوريّة أميركيّة شرقي الحسكة بوتين: العقوبات الغربيّة تهدف إلى خنق سورية وهي غير قانونيّة
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رفض موسكو للعقوبات الغربية المفروضة على سورية، مشدداً على عدم شرعيتها.
وقال الرئيس الروسي، في مستهل القمة الافتراضية الثلاثية التي عقدها أمس، مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، إن فرض عقوبات على سورية لن يجدي نفعاً، بل إنه يزيد الضغط على الشعب السوري ويقوّض اقتصاد البلاد، مبدياً استعداد روسيا وتركيا وإيران، باعتبارها الدول الضامنة في مفاوضات أستانا، للعمل على استعادة الأمن الاقتصادي والسياسي في سورية.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قررا إبقاء العقوبات المفروضة بحق سورية على الرغم من أن الشعب السوري يحتاج إلى العون وبغض النظر عن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤخراً إلى تخفيف العقوبات في ظروف جائحة فيروس كورونا.
وشدّد بوتين على أن العقوبات المفروضة بالالتفاف على مجلس الأمن الدولي ليست قانونية، مضيفاً: «علاوة على ذلك، تم فرض عقوبات جديدة تأتي دون أدنى شك في محاولة لخنق الجمهورية العربية السورية اقتصادياً، ولذلك من المهم جداً الآن أن ندرس سبل تنظيم عملية تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الشعب السوري عبر القنوات المناسبة».
وأشاد بوتين في كلمته بفعالية التعاون بين الدول الثلاث في الملف السوري، مؤكداً إحراز تقدم ملموس في سبيل تسوية النزاع.
وقال: «استطعنا معاً إحراز تقدم كبير، وتم خفض مستوى العنف وتعود الحياة السلمية تدريجياً، والأهم هو تهيئة الظروف الملائمة لتسوية سياسية دبلوماسية مستدامة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
كما تطرّق الرئيس إلى آفاق إطلاق عملية سياسية في سورية، لافتاً إلى ضرورة دفع الحوار السوري السوري إلى الأمام بشكل نشط ضمن إطار اللجنة الدستورية في جنيف.
ودعا بوتين إلى دعم هذه المساعي ومساعدة أطراف النزاع في الجلوس حول طاولة واحدة وإطلاق حوار مباشر بغية الشروع في رسم ملامح الدولة السورية المستقبلية، حسب ما اتفق عليه في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عُقد في سوتشي أوائل عام 2018.
وأشار بوتين إلى دور الدول الضامنة في مفاوضات أستانا في إنجاح ذلك المؤتمر، وتابع: «بإمكان ثلاثيتنا أن تفعل كثيراً في سبيل إعادة إعمار سورية ما بعد النزاع، واستعادة اقتصادها والقطاع الاجتماعي وعودة اللاجئين والنازحين، ويزداد تنسيق جهودنا في المسار الإنسانيّ أهمية في ظل انتشار فيروس كورونا».
وأعرب الرئيس الروسي عن استعداده للتوجه إلى طهران عندما ستتيح الظروف الوبائية بذلك بغية لقاء الرئيسين روحاني وأردوغان هناك، كما كان من المقرر أصلاً.
وعقد رؤساء روسيا وإيران وتركيا (الدول الضامنة لعملية أستانا) قمة فيديو حول سورية، أمس؛ وأصدرت بياناً مشتركاً، اعتبرت فيه الهجمات العسكرية الصهيونية على سورية مزعزعة للاستقرار وتؤدي إلى زيادة التوتر.
واتفق رؤساء روسيا فلاديمير بوتين، وتركيا رجب طيب أردوغان، وإيران حسن روحاني، على تفعيل المساعي المشتركة الرامية إلى تسوية الأزمة في سورية.
ونص البيان المشترك للقمة الثلاثية الافتراضية بشأن سورية على أن الرؤساء الثلاثة «أكدوا سعيهم إلى تعزيز التنسيق بناء على الاتفاقات المبرمة ضمن إطار منصة مفاوضات أستانا».
وأكد البيان على رفض الدول الضامنة لعمليات الاستيلاء غير المشروع على عائدات النفط السوري وتحويلها، والتي يجب أن تكون من ممتلكات سورية.
وتحدث قادة روسيا وإيران وتركيا، أمس، عبر الفيديو. وأشار الرئيس الروسي إلى أنه على الرغم من حاجة الشعب السوري للمساعدة والدعوة الأخيرة من الأمين العام للأمم المتحدة لتخفيف ضغط العقوبات في سياق الوباء، اتخذت كل من واشنطن وبروكسل قرارات بتمديد القيود المفروضة على دمشق.
كما أكد البيان الثلاثي على وحدة الأراضي السورية وضرورة بذل الجهود في مكافحة مبادرات الحكم الذاتي ومواجهة «الانفصاليين».
وأعرب البيان المشترك عن التزام الدول الثلاث بوحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية، مؤكداً رفض ثلاثية أستانا لـ»أي محاولات لفرض وقائع جديدة على الأرض في سورية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، بما يشمل مبادرات غير قانونية بشأن إعلان الحكم الذاتي».
وأبدى الرؤساء عزمهم على «مواجهة المخططات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سورية ووحدة أراضيها وتهدّد الأمن القومي للدول المجاورة».
وفي هذا الصدد، أدان الزعماء الثلاثة اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان السوري المحتل، محذرين من أن هذا القرار «يشكل خطراً على السلام والأمن الإقليميين».
ميدانياً، منع حاجز للجيش السوري دورية للجيش الأميركي من استكمال سيرها على طريق (الحسكة – تل براك) في ريف الحسكة الشرقي.
وأفاد مصدر في محافظة الحسكة أن عناصر حاجز للجيش العربي السوري المتمركز في قرية تل أسود على طريق (الحسكة – تل براك) في محيط الفوج العسكري (12/منطقة جبل كوكب)، منعوا دورية تتبع للقوات الأميركية من العبور منه واستكمال مسيرها عبر الطريق للوصول إلى مدينة القامشلي».
ووفق مقاطع فيديو خاصة، سادت حالة من التوتر أثناء محاولة الدورية الأميركية المرور في المنطقة.
وتأتي هذه التحركات الأميركية في ظل توسع ازدياد مظاهر الرفض والمقاومة الشعبية لاحتلالها في مناطق الجزيرة السورية، إضافة إلى قرب هذه التحركات من المواقع العسكرية المهمة التابعة للجيش السوري في محيط مدينة الحسكة».
وأكد ضابط في الجيش السوري أن عناصر الحاجز في قرية «تل أسود» في ريف بلدة تل براك الواقعة على طريق (الحسكة – القامشلي) الجنوبي، وهو من النقاط والحواجز العشرة الخاصة بحماية الفوج (12/ كوكب) التابع للفرقة (17) بالجيش العربي السوري، منعوا دورية أميركية مكوّنة من 4 مدرعات من العبور خلاله».
وتابع الضابط بأن «عناصر الحاجز منعوا الدورية الاقتراب من الحاجز على بعد 500 م منه، وكانوا جاهزين للتعامل مع المدرعات في حال رفضت الانسحاب».