اللقاء الوطني العكّاري الثالث: ليس مقبولاً أن تبقى الحال على ما هي عليه اقتصادياً وإنمائياً منفذ عام عكار في «القومي»: الشحن الطائفي والمذهبي ينتج واقعاً هشاً ويعرّض سلمنا الأهلي للخطر والمطلوب تعزيز الوحدة الوطنية والارتقاء في الخطاب السياسي
عُقِد لقاء وطنيّ عكّاريّ هو الثالث، في قاعة قصر العطيّة – التليل، بدعوة من مجلس عكّار في المؤتمر الشعبي اللبناني، وحضر اللقاء منفّذ عام عكّار في الحزب السوري القومي الاجتماعي ساسين يوسف، مطران عكّار وتوابعها للروم الأرثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، رئيس دائرة الأوقاف الإسلاميّة في عكّار الشيخ مالك جديدة، المفتي الشيخ زيد محمّد بكّار زكريّا ممثّلاً بالشيخ وليد اسماعيل، عضو الهيئة الشرعيّة في المجلس الإسلامي العلوي الشيخ حسن حامد، وزير الدفاع السابق المهندس يعقوب الصرّاف، العميد المتقاعد فيصل رشيد، الشيخ ياسين علي حمد جعفر، الشيخ علي السحمراني، الشيخ ربيع محمّد، رئيس جمعيّة تجّار عكّار إبراهيم الضهر، رئيس بلديّة البيرة الحاج محمّد وهبة، عضو الهيئة التنفيذيّة في المجلس الإسلامي العلوي أحمد الهضّام، المحامي خليل نادر، المربّي نور الدين مقصود، المربّي كامل الشعّار، المربّي حسن الناظر، المربّي أحمد الملحم، المربّي طلال خوري، عضو اتّحاد بلديّات الشفت – عكّار، رئيس بلديّة النورة منير عبّاس، الدكتور وسام رياض منصور، عضو اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين الدكتور مصطفى عبدالفتّاح، المحامي فؤاد كفروني، المحامي يوسف جبران نادر، المحامي مدحت جعفر، الحاج خيرات خميس، المربّي والمختار السابق محمد درغام الأحمد، عضو لجنة كنيسة الدورة حسن الزيبق، وعدد من قيادات المؤتمر الشعبي اللبناني في عكّار، ومن أعضاء إدارات المؤسّسات الاتّحاديّة.
رحّب بالحضور مسؤول الشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور أسعد السحمراني، ناقلاً تحيّات رئيس المؤتمر كمال شاتيلا، ومؤكّداً أنّ هذا اللقاء أردناه في هذه الظروف العربيّة والوطنيّة والاقتصاديّة الصعبة، لنتدارس مع هذه النُخبة من الفاعليات العكّاريّة الموقف وما الذي يجب فعله، وقد التزمنا في انعقاده قرار التعبئة العامّة آملين أن تسمح الظروف بعد جائحة كورونا بلقاءٍ أو أكثر يحضرُه جميع الفاعلين في المحافظة.
بعد ذلك، تلا المحامي عبّاس الملحم رسالة رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا للقاء، وفيها رأى أنه “وبرغم الحصار على لبنان والكارثة الاقتصادية الاجتماعية التي يتعرّض لها، فإنّه سينتصر بإذن الله تعالى، طالما أن الوحدة الوطنيّة راسخة، والشعب متمسك بوحدته وعروبته الحضارية الجامعة وباستقلال لبنان عن التبعيّة للأجنبي وبالدستور ووثيقة الطائف وبالوحدة في مواجهة المؤامرات والاستهدافات من العدوّ الصهيوني ومن سفارات ودول تريد نشر الفوضى وبعث الفتنة.
منفذ عام عكار في «القومي»
وتحدّث في اللقاء منفذ عام عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي ساسين يوسف، واستهلّ كلامه بتوجيه الشكر لأصحاب الدعوة للقاء وإصدار موقف يصبّ في خانة تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ كل فعل يهدّد السلم الأهلي.
وأكد يوسف بأن تعزيز الوحدة الوطنية يتطلب ارتقاء في الخطاب السياسي وفي السلوك العام، وأن الشحن الطائفي والمذهبي ينتج واقعاً هشاً ويعرّض سلمنا الأهلي للخطر ولذلك نحن ضد لغة التحريض من أي جهة أتت ونرى فيها مصلحةً لأعداء لبنان والمطلوب موقف حاسم بهذا الخصوص.
وشدّد يوسف على ضرورة أن يكون الإنماء المتوازن شاملاً لكل المناطق اللبنانية وخصوصاً عكار. داعياً الدولة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه عكار، لجهة دعم الزراعة وتصريف الإنتاج، وتأهيل البنى التحتية. مضيفاً: أن عكار قدّمت الكثير للبلد وأبناء عكار دافعوا عن سيادة لبنان في مواجهة العدو الصهيوني، ومن حق هذه المنطقة ومن حق أهلها أن تهتمّ الدولة بهم، من خلال تنفيذ المشاريع وبناء صروح طبية واستشفائية وجامعية لا سيما إقامة فرع للجامعة الوطنية وتعزيز المدرسة الرسمية، لا أن تبقى الأعباء كلها ملقاة على عاتق أهلنا وهي أعباء كبيرة لا يستطيع الأهل تحملها في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة والتي تتفاقم يوماً بعد يوم.
وأكد يوسف: نحن مع حرية الرأي والتعبير والتظاهر ومع كل المطالب المحقة والمشروعة، ولكن ما ننبّه إليه أن البعض يستغل التحركات الشعبية لتحقيق أهداف مشبوهة، وبعض التحركات تمّ توظيفها خدمة لأجندات معينة، لا سيما تلك التي رفعت شعارات تستهدف عناصر قوة لبنان، إضافة إلى الاعتداءات على الأملاك الخاصة والعامة وتعطيل حركة المواطنين.
واشار يوسف إلى أن جهات من خارج النسيج العكاري تحرّض طائفياً ومذهبياً، وهذا ما لا يمكن القبول به، ودورنا جميعاً أن نحمي نسيجنا الاجتماعي على قواعد الوحدة الوطنية.
وختم بالقول: على الدولة بتحمّل مسؤولياتها والالتفات الى عكار وتركّز على دعم الإنتاج المحلي، فسهول عكار غنية بمزروعاتها ولا تجد سوقاً لها، في حين أن الصناعات والحرف المهنية الى زوال نتيجة غياب دعم الدولة، وهذا يفاقم البطالة والفقر.
كلمات
وتحدّث في اللقاء كلّ من: المطران باسيليوس منصور، والشيخ مالك جديدة، والشيخ وليد اسماعيل، والشيخ حسن حامد، والوزير يعقوب الصرّاف، والمحامي فؤاد كفروني، والمربّي نور الدين مقصود، والمحامي خليل نادر، والحاج ياسين جعفر، والمربّي أحمد الهضّام، والشيخ علي السحمراني، والدكتور وسام منصور، والمربّي كامل الشعّار، والمربّي محمّد درغام الأحمد، والسيّد إبراهيم الضهر، والحاج محمّد وهبة، والمربّي أحمد الملحم، والمربّي طلال خوري.
تناولت الكلمات ضرورة تصدّي الحكومة مع الرؤساء الثلاثة للوضع الاقتصادي المأزوم، وأنّه لا بدّ من موقف وطنيّ ضدّ صفقة القرن، وقانون قيصر، ويكون معه دعم للمقاومة وللفلسطينيّين في الداخل مع التحيّة لهم، وللعلماء، والكهنة، وتحيّة خاصّة للمطران المقاوم عطالله حنّا، والتأكيد على رفض التوطين سواء للفلسطينيّين أو للسوريّين، أو لأيّ نازح من بلده إلى لبنان، ومع الحقوق المدنيّة للفلسطينيّين في مخيّمات لبنان، ووجّه الشيخ حسن حامد تحيّة خاصّة للمناضل الوطني والعربي الكبير الأخ كمال شاتيلا، وأشار الحاج ياسين جعفر في كلمته أنّه لبّى هذه الدعوة لأنّه وجد فيها الصدق والأمانة والجدّيّة في الطرح، والإخلاص للوطن، كما أكدت المداخلات على ضرورة وضع حدّ للفساد والهدر وكشف السرقات من المال العام، وكانت الدعوة إلى تحرّك سريع لمتابعة المطالب المطروحة مع المراجع المختصّة.
بيان اللقاء
وخلص اللقاء إلى جملة من المواقف ومنها:
إنّ التنوّع أصل وواجب احترامه، ولا يجوز لأحدٍ أن يتّخذه من أجل زرع الفرقة والتنازع، فلا بدّ من تربيةٍ وطنيّةٍ تدخل مادّة في مناهج التعليم أساسها تعزيز المواطنة والانتماء مع التربية على الإيمان بلا تعصّب، وأن يبتعد الجميع عن الفئويّة والانغلاق باسم الطائفة أو المذهب أو العرق أو أيّ إطار.
إنّ الحرّيّات العامّة فطرة بشريّة ومطلب للجميع، ومنها حرّيّة الحراك الشعبي، وإنّ المحتشدين يجب أن لا يسمحوا لأيّ مندسٍّ بينهم أن يخلق الفوضى أو يعبث بالأمن أو أن يعمد إلى التخريب والاعتداء على الملكيّات العامّة والخاصّة، وإنّه من الواجب الحفاظ على المرافق العامّة والبنى التحتيّة التي هي ملك الشعب والأجيال، ولا يجوز العبث فيها وتخريبها.
التأكيد على المواطنين كافّة احترام الجيش والقوى الأمنيّة، لأنّهم ضمانة السلم الأهلي والاستقرار، وكذلك رفض ومواجهة أيّ اعتداء على المؤسّسات العامّة أو تعطيل عملها الذي هو لخدمة المواطنين.
ضرورة أن تعمل وزارة التربية والتعليم العالي مع الحكومة والمعنيّين بوضع خطط كفيلة لتأمين مقعد دراسي لكلّ طالب في المدارس الرسميّة والثانويّات والمعاهد الفنّيّة والجامعة اللبنانيّة. ولا يجوز ترك الأمر إلى بداية العام الدراسي حيث ستزداد الأمور تعقيداً.
المطالبة بافتتاح فروع كليّات الجامعة اللبنانيّة في عكّار، وهي مقرّرة سابقاً، ولا لزوم للتأخير لأنه يرتّب أعباء كبيرة على الطلاّب الجامعيّين العكّاريّين.
إنّ تعزيز التعليم الرسمي يحتاج لرعاية المعلّمين لا سيّما المتعاقدين، أو بصيغة مُستعان بهم، والعمل لدورات تثبيت لهم في مِلاك التعليم، وريثما يحصل ذلك يجب أن تكون عقودهم سنويّة، مع تعويض بدل نقل أو حضور، وضمان صحّي لهم.
إنّ الحالة الاقتصاديّة التي وصل إليها لبنان مع ما لحق المال العامّ والخاصّ من هدرٍ وسرقات، ومع جائحة كورونا، قد بات في حالةٍ لا تُطاق، حيث أغلقت وتُغلق مؤسّسات كثيرة أبوابها، وازدادت معها البطالة، وترافق ذلك مع انخفاض قيمة صرف الليرة اللبنانيّة، ممّا أدّى إلى ارتفاع في الأسعار، جعل أغلب اللبنانيّين فقراء، وأمام هذه الحالة، لا بدّ من إجراءات سريعة من قبل الحكومة والرؤساء ومصرف لبنان، للتخفيف من معاناة المواطنين وإلاّ ستذهب مسارات الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه.
ولفت اللقاء إلى أنّ عكّار تعيش حالة حرمان قديم، وجاءت الحالة الراهنة لتزيد في معاناتها لذلك نقترح لمطالبها ما يلي:
تأهيل الشاطئ العكّاري ومن ضمنه ميناء للصيد والنقل في العبدة، ومطار القليعات، باستقدام شركات دوليّة ممّن يعرضون طريقة إقامة المشروعات على أساس نظام B.O.T.
رفع مستوى العناية بالمرافق العامّة والبنى التحتيّة، خاصّة إعادة تشغيل سكّة الحديد للقطارات، وباصات النقل العمومي، ومعمل كهرباء نهر البارد، وكلّ ذلك بنظام B.O.T.
العمل لوضع خطط لتنمية الزراعة والإنتاج الزراعي، والثروة الحيوانيّة من مزارع ودواجن، واستقدام استثمارات للتصنيع الزراعي، وهذه تكون من قبل مستثمرين من أصحاب الرأسمال من اللبنانيّين أو بنظام P.P.P.مع الدولة، لأنّ ذلك يزيد في فرص العمل والناتج الوطني الاقتصادي، ويحقّق الأمن الغذائي، وهو مطلب الدول كلّها هذه الأيّام.
ورأى اللقاء أنّ أصل المشكلة في لبنان وسائر الدول العربيّة نابع من غرس غدّة سرطانيّة في قلب الأمّة في فلسطين هي الكيان “الإسرائيلي”، وهذا الكيان يتلقّى الرعاية والدعم من دوائر غربيّة وأميركيّة، حيث يعملون لإنهاء القضيّة الوطنيّة الفلسطينيّة وتهويد المقدّسات، وتعطيل حقّ العودة، لذلك يكون الصحيح الحشد في مسار المقاومة للاحتلال ولصفقة القرن ولكلّ ما يترتّب عنها.