إجراءات مطلوبة لكي يتنفّس اللبنانيون
} د. جمال شهاب المحسن
الانخفاض القياسي لقيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار وسائر العملات الأجنبية، فاقم كثيراً من الأوضاع المعيشية المتردّية أصلاً، واللبنانيون يعانون الأمرّين نتيجة هذا الوضع المعيشي الاقتصادي الذي يهدّدهم في لقمة العيش.
أمام هذا التحدي، بات من الضروري أن تسارع الدولة إلى إجراءات إنقاذية على كلّ المستويات… تبدأ من:
ـ إعلان حالة الطوارئ الاقتصادية القصوى وإطلاق يد القضاء لملاحقة ومعاقبة المضاربين الماليين الكبار والمتلاعبين بسعر صرف الليرة وتجار الأزمات والمحتكرين، دون الالتفات إلى “الحمايات المافياوية” الداخلية الطائفية والمذهبية والفئوية والشللية والتدخلات و”الحمايات” الأميركية والأجنبية.
ـ محاسبة كل من يثبت تقصيره، خصوصاً الذين يبرّرون ارتفاع الأسعار بارتفاع الدولار ولم يتحمّلوا مسؤولياتهم منذ بدايات افتعال بعض الأزمات التي نعيشها.. وهذا ينسحب أيضاً على الكثير من المؤسسات التجارية لمخالفتها القوانين والأنظمة النافذة، لا سيّما لجهة رفع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية والمنظّفات بشكلٍ غير مبرر، وعدم الالتزام بالتسعيرة الرسمية للمواد والمشتقات المدعومة، وعدم التقيد بالسعر الرسمي لخدمات المولدات الكهربائية وغير ذلك.
ـ أن تبادر الحكومة اللبنانية إلى التواصل مع الحكومة وفتح الحدود وتفعيل الاتفاقيات المشتركة في إطار معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق. وكذلك، اتخاذ القرار الشجاع بالتوجّه شرقاً، كخيار اقتصادي إنقاذي لا بدّ منه، لا سيما أن الولايات المتحدة الأميركية تفرض عقوبات وحصاراً اقتصادييْن على لبنان تحت عناوين وذرائع شتى.
ـ اتخاذ قرار حاسم بوضع حدّ لأعمال قطع الطرقات التي تقطّع أوصال البلد، وتزيد في معاناة الناس وتوقف كل الدورة الاقتصادية.
ـ تركيز الجهود على مواجهة التحديات والأطماع الصهيونية بنفطنا وغازنا ومياهنا وترابنا المقدّس، والتشديد على تعزيز الوحدة الوطنية والالتفاف حول معادلتنا الذهبية المنتصرة: الجيش والشعب والمقاومة.
أعداؤنا يريدون إغراق بلدنا في مستنقع الانهيار الإقتصادي الذي يشرّع الأبواب لاختلالات واختناقات أكبر… وهذا ما يحتم علينا اتخاذ كلّ الإجراءات المطلوبة التي تحصّن لبنان وتحقق مصالح اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعاً من هذا الواقع الاقتصادي والمعيشي الأليم.
إنّ السير في خيار المواجهة على الصعد كافة، سيؤدي حكماً إلى إسقاط الدولار أما الليرة، واسقاط مفاعيل الحصار والعقوبات الاقتصادية…
الأوضاع المأزومة تضغط على اللبنانيين… والأجراءات مطلوبة لكي يتنفسوا.
* إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي