أريدُ أن أكونَ تراباً
تراباً يدخلُ في تكوينِ الإنسانِ
أحلمُ بوجودي في كلِّ بشريٍّ
أريدُ أن أكونَ تراباً يحثُّ الزّرعَ على النّهوضِ
أحلمُ بمشاركتهِ معانقةَ النّورِ
أريدُ أنْ أكونَ تراباً تطأهُ أقدامُ جميع الكائناتِ
أعدكم بألّا أسمحَ لأحدكم بالتعثّر بسببي
وإنْ وقعَ أحدكم سأكون طريّةً تحتَ جسدهِ لئلّا يصابَ بمكروهٍ
أريدُ أنْ أكونَ تراباً تلامسهُ رُكَبُ الأطفالِ وهم يلعبونَ
أريدُ أنْ أكونَ تراباً تنبثقُ من تشقّقاتهِ أجملُ الزّهورِ
تلك التي لطالما احتاجها العشّاقُ
تراباً يفترشهُ المتعَبونَ الذين لا مأوى لهم
سأكونُ بيتهم
نعم… هناك بيوتٌ بلا أسقفٍ ولا جدرانٍ
فالتّرابُ باتَ يكفينا!
لم يعد يهمّنا هل نحن فوقه أو تحته!
أريدُ أن أكونَ تراباً لأتشرّبَ دماءَ المظلومينَ المسفوكة على هذه الأرضِ ولأعيدها إليهم لتحييهم عندما يوارَون الثّرى
أريدُ أن أكونَ تراباً تتراقصُ على سطحهِ ظلالُ البشرِ المقدّسةِ
وأكثر ما يغريني بالتّراب بعد إصرارِ القدَرِ على ابتعادكَ عنّي هو
معانقتكَ بعد المماتِ
أريدُ أن أكونَ تراباً
و
لن أقبلَ عن التّرابِ بديلاً
ريم رباط