لا أعرفني
كثيراً ما أمرُّ باسمي
ولا أعرفني..
**
هَرِمَ كما لم أظنّ
لم أعرفه
قلبي..
**
يغصُّ حَلْقُ الكلام بي
وأنا ماء يفور
من الصخر..
لم أجف
لكن الهواء أصبح مالحاً..
**
أُسقِطُ نفسي
من نفسي
ومنك!
**
أنسربُ خلف ذاتي
أبحثُ عن شبيهتي..
وعندما أعود عائمة
لا أعرف
أنا مَن عاد أم هي؟
**
حَلّقي
لا أضيُّعك إلا في الأرض
أيتُّها الذات..
**
شيطانة أنتِ
تصرخ
بي ذاتي المختبئة
خلف ذاتي..
**
تلاحق ذاتك
لكن
تفلت منك
كضوءٍ هارب..
**
أيتها الذات
كنت نعيمي
وفي أحيان كثيرة
جحيمي..
**
لم أفرضْ يوما
حصاراً على ذاتي
لكن ذاتي تحاصرني
من كل الجهات..
**
ذاتي التائهة
تجد ذاتها عندك..
**
لم أشبه إلاّ نفسي
وكم كان صعباَ
أن أقاربها..
**
أنسلُّ هاربةً مني
أمشي على رؤوس أصابع المكان
آخذ كل شيء معي
إلاي..
**
غيمة تمطر فوق البحر
لم تنقصْ ملوحته
ولم يرتفعْ منسوبُ مياهه
هي أنا..
**
كانت تظنُّ أنَّ الله
هذا الغيمُ
كانت لعبتها السماء
يومياً تناغيه
الطفلة التي كنتها..
**
ليس لي من السماء
إلا زرقة لا تمسك
مع أني
الغيم الشارد..
**
قطرة ندى
معلّقة من حُلُمها،
تلمُّ الضوء بأطراف أصابعها
تلهو به.. يلهو بها
هي أنا..
**
أمدُّ ذراعي للبحر
أمشي على زرقته
أغوص في أعماقه دون أن أبتل
وليلاً أغفو على اليابسة
سمكة لها عمق البحار…
سوسن الحجة