أخيرة

الشارع المبلّط في مدينة شهبا.. اهتمام بأحد معالم الحضور الإمبراطوريّ

عمر الطويل

من البوابة الأثرية الشرقية وصولاً إلى موقع الكليبة الأثري يمتد الشارع المبلط في مدينة شهبا كأنموذج للطرق الحجرية الأثرية القديمة المتبقية في محافظة السويداء والتي ارتبطت بواقع السكان وحياتهم عبر مئات السنين، وليكون شاهداً على الحضارات المختلفة التي مرّت على المنطقة.

الشارع المبلّط الذي تقطعه ساحة السير الرئيسية في المدينة يبلغ طوله أكثر من 200 متر بعرض يتجاوز 10 أمتار وعلى جانبيه تنتشر العديد من المحال التجارية والمنازل القديمة.

الشارع الحالي هو بقايا لإحدى طرق مدينة شهبا القديمة المبلطة التي كانت تربطها بمحيطها شرقاً وفق رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان الذي يبين لمراسل سانا أن الشارع مبلط بحجارة مربعة متقنة النحت ويحاكي أسلوب النحت المميز في المدينة القديمة المستخدم في عمارتها.

وأشار كيوان إلى أن هذا الشارع يُعَدّ الوحيد المتبقي والمستخدم من قبل المواطنين حتى تاريخه في المحافظة، لافتاً إلى أنه تم إجراء ترميم له عام 2005 مع وجود دراسات ومقترحات عدة لتحسينه واستثماره مع المحافظة على طابعه القديم.

ووفق الباحث حسن حاطوم فإن الشارع المبلط الموجود في مدينة شهبا حالياً يمثل إحدى الطرق المبلطة التي كانت موجودة في حوران خلال العصر الروماني ويشكل امتداداً لطريق من ثلاث طرق كانت تربط شهبا بمحيطها الجغرافي وتنطلق من بواباتها الثلاث الفخمة، مبيناً أنه وفق الصورة الجوية المأخوذة كان محاذياً لمسار وادي اللوا ويمر من شمالي بلدة نمرة ليلتقي بطريق شرقي الجبل.

شارع البلاط كما يسميه أبناء شهبا يرتبط وفقاً لرئيس مجلس المدينة المحامي جلال دنون بذاكرة أبنائها ويشكل نقطة علامة بارزة في المدينة، فكل مَن يقصدها لا بدّ من أن يراه نظراً لامتداده من الجهتين الشرقية والغربية للساحة العامة، لافتاً إلى أن المجلس يقوم أحياناً بالتنسيق مع دائرة الآثار بإجراء صيانة بسيطة لبعض الحجارة وفق الإمكانيات المتاحة كما يمنع مرور الآليات الثقيلة عليه تفادياً لإحداث أضرار فيه.

وتزخر مدينة شهبا الواقعة على بعد 90 كيلومتراً جنوب العاصمة دمشق بالعديد من المعالم الأثرية الشاهدة على حضارة موغلة بالقدم ومنها المسرح الذي يشكل نموذجاً جميلاً للمسارح الصغيرة في سورية وكذلك المتحف والحمامات والمعبد الإمبراطوريّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى