عامان على الرحيل.. ونجمك لم ينكدر
د. وسام قانصو*
ما انفكّ طيفك نافذة تطلّ منها على الشمس وأنت القابع بجوارها.
أيّها الرئيس والأمين والرفيق والوزير.
في الحديث عنك.. يندلق العبير من العبارات والجمال من الجمل والكمال من الكلام. وأنت سيّد مَن غرف من معين الحرف بالنبرة الحرّى وروعة الصوغ والوردي من الألفاظ.
طيب العزف على وتر الحرف، في يوم رفيق رغم هجره الجسدي ما فتئ يظلل واحتنا ويثري أوقاتنا من نهجه النير والتزامه الصادق ونبيل الممارسة والحس الوطني والإدراك القومي بأعبق نغمات الرشد وأضوع فاستقر فينا وأبدع.
أيّها الرئيس والرفيق والوزير
عامان على الرحيل وها أنت شهاب في سماء الأمة يتقد في أعطافنا عصيّاً على الخفوت. كيف لا ومدادك مسقيّ من مؤسس عظيم لحزب عظيم بزغ على شكل هدية للأمة ومبعث لنهضتها ومؤذن للحركة القومية الاجتماعية التي ولدت حين مولده.
في الرابع من تموز هوى الجسد وانغرس سنبلةً في تراب هذه الأرض، لكنها ستظل ترفد مواسمنا بقمح.. ألوانه نظام وحرية وقوة وواجب.
وفي الثامن من تموز استشهد الزعيم، استُشهد من أسس حركة حملت في ذاتها حياة أمة ومصدر العقيدة القومية الواعية المعتقة بالفكر النير والعقل الراجح المتميز، حركة غايتها بناء الإنسان والمجتمع والمواطن على مداميك الحق والخير والجمال خدمةً للقضية التي تعادل الوجود.
هذان التاريخان اشتعال دائم في أعطافنا وخواطرنا وحراكنا وعقولنا وتقويم نعشقه ونبجله. حسبه أيقونة ترتوي وتحيا من رجائنا ونداءاتنا لكونها تمثل عناصر انتمائنا وستظل تعتمل في مطارحنا وقلوبنا وذاكرتنا.
عامان على الرحيل، لكنك ستبقى في عالمنا سنديانةً وارفةً معطاءةً لن تقوى عليها الرياح العاتية.
سنبقى نلازم فيئها المشبع بالعناد والارادة. ونسير على خطى الزعيم التي التزمت بها وضحّيت من أجلها تعباً وعرقاً وسهراً وجهاداً من نفس لم تكلّ ولم تهدأ ﺇيماناً منك بفكر الزعيم تأسيساً لأمة تحيا بحريّة في حياة كريمة وبناء دولة عصرية ديمقراطية يحميها القانون وصولاً الى مجتمع سليم متعافٍ.
«ﺇننا أردنا حياة لا عيشاً وبين الحياة والعيش بون شاسع. الحياة لا تكون إلا في العز أما العيش فلا يفرّق بين العز والذل.»
*منفذ عام منفذية النبطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي