حبّ الله افتتح سوق المزارع في صور: دور الدولة محاولة إنهاض الاقتصاد بثلاثيّة الزراعة والصناعة والسياحة
أكد وزير الصناعة عماد حب الله أننا اليوم كلبنانيين نحتاج أكثر من أي وقت، إلى نشاطات اقتصادية – اجتماعية، ومبادرات تضامنية – تعاضدية مماثلة من أجل تخفيف وطأة صعوبة المعيشة والغلاء الفاحش، عن كاهل المواطن الذي يجهد لتأمين لقمة عيشه بكرامة وعزة نفس، وقلنا إننا سنتجه شرقاً. وها نحن نتجه شرقاً، ومصلحة لبنان واللبنانيات واللبنانيين هي العليا».
وافتتح وزير الصناعة سوق المزارع «خيرات جبل عامل»، التي ينظمها «الاتحاد التعاونيّ الإقليميّ» في جنوب لبنان وجمعية «الشجرة الطيبة»، خلال احتفال أقيم عند المدخل الشمالي لمدينة صور في بلدة العباسية، وقال: «نمرّ اليوم في فترة عصيبة، لا تشبهها أي فترة أخرى منذ 100 سنة، منذ فترة المجاعة التي عرفها اللبنانيون في الحرب العالمية الأولى، ماذا نفعل؟ كيف يمكن أن نواجه هذه الفترة السوداء وننتصر عليها؟ كلنا يسأل هذه الأسئلة، وكلنا يسأل ماذا عن اليوم التالي؟ اليوم التالي ليس بالضرورة أن يكون دهراً علينا، بل نحوله فرصة لنتغلب عليه، كيف ذلك؟ من خلال أن نأكل مما نزرع، نؤمن أن ويلاً لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع. الاقتصاد الريعي هو اقتصاد التبعية، الاقتصاد الحقيقي هو الصناعة والزراعة، هو الإنتاج، وما يأتي بعدهما فروع وروافد، فيما الأصل يبقى أصلاً». وتابع قائلاً: لا كمال ولا اكتمال في الاقتصاد أو في الأمن الغذائي أو الأمن الاجتماعي إلا في العودة إلى الأرض، إلى الرغيف الأول واللقمة الأولى وإلى مقاومة إنتاجية».
واعتبر أن «العودة إلى الأرض، وإن كانت تعني الزراعة في عنوانها العام، إلا أنها تعني الصناعة في عنوانها أيضاً، وفي هذا الجانب نقول: في بلادنا الكثير من الصناعات المبدعة التي تدخل في باب الفنون الجميلة، أليس من المناسب أن نعيد إحياءها؟ في بلادنا الكثير من العمال المهرة والمبدعين، الذين كانوا يزوّدون الأسواق المحلية والخارجية بالمنتجات الوطنية من النسيج والقطنيات وما إلى ذلك، ألسنا أمام فرصة لإعادة إحياء هذه الصناعات حتى نلبس مما ننسج، ونوفر فرص عمل لآلاف المحتاجين لعمل أو وظيفة؟ بعد كل ذلك، يأتي دور المستثمرين والمتمولين اللبنانيين الكبار الذين أحيوا لبنان لعقود، إنها فرصة. في هذا الظرف العصيب وفي هذه المرحلة العصيبة وفي زمن الشدائد يتجلّى المقاومون. يجب أن يأخذ المستثمرون والمتمولون الوطنيون فرصتهم في إعادة بناء لبنان، على أسس الاستثمار الوطني والتمويل والتصنيع، بحيث تصبح علامة صُنع في لبنان، للبنان والعالم، شهادة اعتزاز وفخر ومجد لكل اللبنانيين في الداخل والخارج».
وسأل: «ما دور الدولة والحكومة؟ الحكومة ماضية في إعطاء الأولوية لتلبية حاجات الصناعيين والمزارعين، لأن القطاعين الصناعي والزراعي يشكلان ركناً أساسياً من أركان الاقتصاد الوطني، ويؤمنان فرص العمل، ويثبتان المواطن في أرضه، وأتمنى أن يعزّز سوق المزارع الحركة التجارية والتبادليّة، ويساهم في تصريف الإنتاج الغذائي والزراعي في صور وجوارها، ويكون نموذجاً يُطبَق في مختلف المناطق».
وأكد أن «وزارة الصناعة تشدّد على التقيّد بالمواصفات في الإنتاج والتتبع والتعبئة والتوضيب والتغليف وسلامة الغذاء، كمبدأ أساسيّ يجب التزامه، وكلها عناصر مكمّلة لبعضها البعض، وتبدأ بالتوعية والإرشاد، كما تعمل الوزارة على ترسيخ جودة الإنتاج والمنتجات الصناعية، وصولاً إلى تحقيق الأمن الغذائي».
وقال: «هناك تعاون وثيق بين وزارتي الصناعة والزراعة لتشجيع مسارات الإنتاج في حقول الصناعات الزراعية، الأمر الذي يؤدي إلى التكامل بين القطاعين واستثمار المساحة الأكبر من الأراضي والمشاعات الصالحة للزراعة وزيادة الإنتاج، والقدرة التنافسية والتصديرية، ورفع مستويات المعيشة. دور الدولة في هذه المرحلة بالذات، محاولة إنهاض الاقتصاد بثلاثية لا بديل منها هي الزراعة الوطنية والصناعة الوطنية مدعومتان بقطاع السياحة، وبناء على ذلك، من واجبات الدولة،، توفير الحماية للصناعات الوطنية».
وشدّد النائب حسن عز الدين الذي شارك في زيارة الوزير حب الله على «ضرورة أن تغادر الحكومة الرؤية الاقتصادية القائمة على الريع لمصلحة الاقتصاد المنتج المقاوم، واعتماد الاقتصاد الذي يقوم على دعامتين اثنتين، الصناعة والزراعة، وهما المدماكان الأساسيان لتطوير بنية الإنتاج، وتطوير الصناعة الوطنية والزراعة التي نأكل منها».
واعتبر أن «المصرف المركزي والمصارف هما المسؤولان عن أموال هؤلاء الناس الفقراء الذين يحاولون بكل جهودهم أن يعيشوا بكرامة، ويرفضوا الإذلال والذل، لذلك نحن هنا أيضاً وفي محضر وزير الصناعة، نناشد الحكومة العمل للإسراع في إقرار السلة الغذائية التي تشكل الأمور الأساسية لحياة الإنسان الفقير والمستضعف، وأيضاً أن تتصدى للغلاء، وعليها أن تغادر حال التردد في حسم الخيارات، لأن لبنان لم يعُد يطيق التردد في الخيارات، وبخاصة أن الخيار الذي يحاول البعض تسويقه، لم يؤت أكله على الإطلاق، وبالتالي نحن معنيون أن نذهب إلى الخيار الذي يؤمن لقمة العيش والسيادة الوطنية وحفظ الثروات التي نمتلكها، ويساهم في الوحدة الوطنية، لأن الجوع كافر».
بعد ذلك، قص حب الله شريط افتتاح السوق، الذي سيفتتح أبوابه أمام الزوار كل سبت من التاسعة صباحاً حتى الثامنة مساء على مدار السنة.