تموز الرجولة والبطولة
} سامي مظلوم
اعلامي مقيم في ملبورن – أستراليا.
في الأسطورة القديمة تموز هو الإله، إله الخير والجمال، ومع ليلة 8 تموز 1949 صار تموز الرجولة والبطولة.
في تموز يتفتح قلب الأرض فيعطي ثماراً وغلالاً، به تبلغ الطبيعة ذروة نضجها والسخاء، به يتفجر قلب الحياة بيادر عزّ وعطاء، ولأجله تطلع الشمس بدفءٍ وضياء، وفي تموز كان اكتمال الرسالة وكان الدمُ يشهد للبطولة والفداء…
كان الصراع المرير وكان النصر فيه للحياة، أرادوها موتاً أعداء أمتنا، وهلّلوا للممات… ظنّوا بأن الشعلة انطفأت، لكنهم خسئوا فالنصر آتٍ وحتماً آتٍ!
دلائل النصر هو القوميون الاجتماعيون في الوطن وعبر الحدود يعني في عالم الانتشار، في ثباتنا ومواقفنا في زمن الكورونا وكلّ الأوبئة والموبقات من انقسامات وتشرذم، في زمن الشدائد علينا ممارسة البطولة المؤيدة بصحة العقيدة…
قدوتنا سعاده العظيم، نعم أنطون سعاده الذي بذل دمه مؤمناً بأمته الهادية وحزبه المعبّر عن إرادتها… الحقّ أقول لا نجد في هذه المناسبة المجيدة أمراً نكرّم به صاحب الذكرى أفضل من الإصرار على تحقيق المبادئ التي ضحّى بحياته لأجلها كي تحيا أمته حياة العزّ والعنفوان، وتنتصر على الظلم والجهل والطغيان… وإذا كانت المبادئ للإنسان وليس الإنسان للمبادئ، فإنّ نهوض الشعوب وارتقائها لا يمكن أن يتمّ إلاّ بالإنطلاق من نظرة فلسفية إلى الكون والفن والحياة، أيّ من مبادئ فلسفية اجتماعية إنسانية تكفل عملية النهوض والإرتقاء، وتعيد إلى الأمة حيويتها، بل تزيد في اندفاعها وقوتها لتبلغ أعلى المراتب في سلّم الحضارة الإنسانية… لأجل هذا وضع سعاده المعلم والزعيم مبادئ الحزب الأساسية والإصلاحية التي تشكل قضية واحدة، هي قضية الأمة السورية في وجودها وحدودها، في حقيقتها وحقّها، في تقدّمها وارتقائها…
يقول حضرة الزعيم: «إنّ كلّ أمة تريد أن تحيا حياة حرّة مستقلة تبلغ فيها مثلها العليا يجب أن تكون ذات وحدة روحية متينة.» وهذه الوحدة الروحيّة لا تنشأ في حال إنعزال كلّ جماعة من جماعات الأمة الدينية ضمن نطاق اجتماعي حقوقي. ويقول: «إنّ أزمنةً مليئة بالمحن والصعاب تأتي على الأمم الحيّة فلا يكون لها إنقاذ منها إلاّ بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة»، ويضيف سعاده: «كلّ عقيدة عظيمة تضع على أتباعها المهمة الأساسية الطبيعية الأولى التي هي انتصار حقيقتها وتحقيق غايتها، وكلّ ما دون ذلك باطل. وكلّ عقيدة يصيبها الإخفاق في هذه المهمة تزول ويتبدّد أتباعها.» ويقول: «عوا مهمتكم بكامل خطورتها والهجوا دائماً بهذه الحقيقة، حقيقة عقيدتكم ومهمتكم، حقيقة وجودكم وإيمانكم وعملكم وجهادكم..»
السرّ أيها القوميون الإجتماعيون ليس في النظام نفسه بل في العقيدة التي وراءه وفي الهدف الذي أمامه. جاء سعاده بنظام جديد لمجتمعنا الإنساني الحضاري الرسولي، ولعالمنا العربي، ولكلّ الأمم والشعوب في هذا الكون.
لمناسبة 8 تموز للعام 2020 نقول لتلامذة الزعيم ورفقائه على طريق تعاليمه وصراعه وبطولته واستشهاده وخلوده: إنّ سعادة يُناديكم وأنتم وأنتنّ تعون ما أراد وما يريده سعاده، فإلى الدرس من جديد والإستيعاب والممارسة والقدوة… إنّ عملية الإنقسامات هي فعل مؤامرة كلّنا نعرفها، بوعينا وبمحبتنا لبعضنا فقط، لا يمكن قطعاً أن تنال منّا، إن إيماننا بوحدتنا هو أساس أعمالنا، إحذروا أن يستغل حالة بلادنا القاسية العابرة أيّ مستغلّ، إحذروا المتباكين على ما نُقاسي، إحذروا الدسّاسين ومزوّري الحقيقة، إننا على استعداد لتقديم ما فينا من الأمة للأمة… لنعمل بوعي النهضة ونور تعاليمها، وبمحبة على السوية المناقبية، ونسير للنصر الذي وعدنا به سعاده .