أعلن خوض معركة الجهاد الزراعي والصناعي لمواجهة التجويع نصرالله للسفيرة الأميركية: احترمي نفسك وتوقفي عند هذه الحدود… والمقاومة لن تستسلم
رأى الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله أن الوضع الحالي وما يعيشه اللبنانيون على المستوى الاقتصادي والمعيشي يحتاج إلى إخلاص وجهود الجميع، معتبراً أن مقاربة الوضع الاقتصادي يجب أن تكون مقاربة وطنية تشمل كلّ اللبنانيين وأيضاً المقيمين في لبنان. وأعلن خوض حزب الله معركة الزراعة والصناعة لتجاوز مرحلة الجوع.
وتطرق إلى تدخلات السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا في الشؤون اللبنانية وتحريضها على الإقتتال متوجهاً إلى شيا بالقول «احترمي نفسك وتوقفي عند هذه الحدود. حزب الله والمقاومة لن يستسلما للسياسة التي تتبعونها تجاه لبنان، لا تعاقبوا الشعب اللبناني بهذه المحنة التي لن تحققوا فيها أي إنجاز».
مواقف السيد نصرالله جاءت في كلمة له بثتها قناة «المنار» مساء أمس، أشار في مستهلها إلى أننا «على أبواب ذكرى حرب تموز نستذكر الانتصارات وهزيمة المشروع الأميركي في المنطقة من بوابة لبنان»، لافتاً إلى أن «الوضع الاقتصادي هو الهم اليومي الذي يعيشه المواطنون، لا بد من تصويب الأمور فالوضع الحالي وما يعيشه اللبنانيون يحتاج إلى عقول وجهود الجميع، والوضع الاقتصادي لا يتهدد منطقة واحدة بل يعني الجميع، المقاربة يجب أن تكون وطنية وهذا الأمر لا يمكن تفكيكه أو تبسيطه بل نحن بحاجة إلى جهد وطني متواصل ويجب أن نفكر بجميع المقيمين على الارض اللبنانية».
منفتحون على الشرق والغرب
وقال «عندما تحصل انهيارات معينة أو مخاطر معينة تداعياتها سوف تلحق الجميع ومنطلق هذا الأمر أخلاقي، ديني، ووطني وبناءً على هذ المقدمة نحن نحتاج إلى تصويب بعض الأمور. أولاً موضوع التوجه شرقاً، عندما طرحنا هذا الموضوع كنت واضحاً أن التوجه شرقاً لا يعني أن ندير ظهرنا للغرب وكنت واضحاً عندما قلت أنه يجب أن نكون منفتحين على العالم باستثناء إسرائيل».
وأكد أننا «لسنا عقبة أن تأتي أميركا لتساعد لبنان والحديث عن التوجه شرقاً لا يعني الانقطاع عن بقية العالم. أي دولة في هذا العالم باستثناء إسرائيل، لديها استعداد أن تأتي إلى لبنان وتستثمر أو تعمل في لبنان أمر نرحب به ومنفتحون عليه». وأضاف حاول البعض أن يأخذ الموضوع إلى مكان آخر البعض قال إنه بالنسبة لنا الغرب هو أوكسيجين ونحن لم نطلب منكم التخلي عن هذا الوكسيجين لكن إذا هم قطعوا عنا هذا الاوكسيجين ماذا نفعل؟»
واعتبر «أن القول أن هذا الطرح هدفه تغيير وجه لبنان الحضاري، هذه تعليقات تدفعنا إلى الضحك. إذا قلنا أن الصين تاتي إلى لبنان بهدف الاستثمار لا يعني أننا نريد تحويل نظام لبنان إلى شيوعي».
وتابع «وعن موضوع إيران والتوجه شرقاً سمعت البعض يقولون إننا نريد تحويل لبنان إلى النموذج الإيراني، لكننا لم نقل ذلك، نحن طلبنا من إيران مساعدتنا وعندما تقبل إيران بيعنا مشتقات نفطية بالليرة فإنها تقدم تضحية كبيرة جداً. اطمئنوا فإن لبنان لا يملك عناصر النموذج الإيراني الذي جعل إيران تصمد وتعيش في ظل العقوبات الشاملة. إيران لديها شبه اكتفاء ذاتي بالمواد الزراعية وصناعاتها متقدمة ومتطورة والنموذج الإيراني أرسل قمراً صناعياً إلى السماء ولديه اكتفاء ذاتي بالبنزين والمازوت والكهرباء ويبيع الدواء إلى الخارج. إلا ان لبنان لا يملك عناصر ومؤهّلات النموذج الإيراني فكونوا مطمئنين»، مشيراً إلى أن «إيران صمدت 40 سنة تحت العقوبات، وفي لبنان بعض عقوبات وتهديد وتخويف هناك جزء من الناس مستعجلة على الاستسلام والخضوع. لا أحد يريد تغيير وجه لبنان الحضاري ولا نريد تحويل النظام إلى نظام شيوعي. أي دولة في الشرق أو الغرب تريد مساعدة لبنان يجب ان نتواصل معها وننفتح عليها».
وأوضح السيد نصرالله في حديثه أنه «عندما نريد مقاربة الأزمة المعيشية والنقدية، هناك مستويين، المستوى الاول عندما نريد اخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والوصول إلى مرحلة التعافي والاستقرار هذا موضوع كبير بحاجة إلى دولة بكل مؤسساتها ومساعدة خارجية وهذا له مساره. المستوى الثاني هو منع الانهيار والجوع بما للانهيار المالي والجوع من تداعيات على الشعب اللبناني. هذا ما سنتكلم عنه اي منع الجوع والتدهور وهو ما يجب وضعه هدفا لنا».
وأوضح السيد نصرالله أنه «عندما نريد مقاربة الأزمة المعيشية والنقدية، هناك مستويان، المستوى الأول عندما نريد إخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والوصول إلى مرحلة التعافي والاستقرار هذا موضوع كبير بحاجة إلى دولة بكل مؤسساتها ومساعدة خارجية وهذا له مساره. المستوى الثاني هو منع الإنهيار والجوع بما للإنهيار المالي والجوع من تداعيات على الشعب اللبناني. هذا ما سنتكلم عنه أي منع الجوع والتدهور وهو ما يجب وضعه هدفاً لنا».
وقال «اليوم أول ما ندعو إليه هو أنه يجب ألاّ نختار طريقاَ واحداَ ونقف عليه. قالوا نريد صندوق النقد الدولي وافقنا وقلنا أن لا مانع لكن هذا لا يعني عدم التفتيش عن خيارات أخرى، يجب أن نفتح كل المسارات الممكنة التي توصل إلى منع الانهيار والسقوط والجوع وعلى هذا الأساس تكلمنا عن عدة أفكار بينها التوجه شرقاً. لا يجوز أن يحكم الأداء العام الانتظار السلبي هذا خطأ بل يجب على كل اللبنانيين الدولة والشعب أن نكون كلنا فعّالين ونتحرك، يجب أن نفتح أي مسار يمكن أن نفتحه وأن نطرق الأبواب كافة للوصول إلى النتيجة المرجوة».
واعتبر السيد نصرالله أن «ما نعيشه اليوم أخطر تهديد يمكن أن يواجه شعباً ودولة، نحن قادرون كلبنانيين دولة وشعباً، على أن نحوّل التهديد إلى فرصة ومناسبة للقيام بخطوات مهمة جداً قادرة على وضعه بالطريق الصحيح باتجاه الاستقرار الاقتصادي». وتابع «عندما نتكلم عن بعض الخيارات العنوان العريض هو تحريك عجلة الاقتصاد، قيل لنا أن الشركات الصينية حاضرة للاستثمار بلبنان ومن الطبيعي أن يبادر لبنان ويتكلم مع الصيني ليرى امكانياته وشروطه. الدولة هي من واجباتها التكلم مع الصين وليس حزب الله. وجدنا رد الفعل الأميركي الغاضب بعد التكلم عن الصين من وزير الخارجية إلى السفيرة في لبنان وهذا دليل أن هذا خيار مفيد وجدي، لماذ ستشن أميركا حملة شعواء على الخيار الصيني؟ هذا دليل ان هذا باباً يُخرج لبنان من الحصار الأميركي».
حراك لمواجهة التجويع
ولفت إلى أنه «عندما تكلمنا عن الموضوع العراقي، أتى وزراء عراقيون وتكلموا مع الحكومة وكانت الأجواء إيجابية»، مؤكداً أن «العراق فرصة عظيمة جداً للبنان والعلاقة بين البلدين ممتازة جداً. خرج اليوم من يقول إن هذا الموضوع لن ينجح لأنّ أميركا قد تضغط على العراق»، متسائلاً «كم سيوفر شراء المشتقات النفطية من إيران بالليرة اللبنانية على المصرف المركزي؟ أنا أضمن لكم هذا الأمر وعرضنا على المسؤولين اللبنانيين بعيدا عن الإعلام كي نرى هذا الخيار إلى أين سيوصل. لا يجوز أن نتوقف عن المحاولة من أجل أن نرى إلى أين نصل، هذا خيار يمكن أن يخفف الكثير عن اللبنانيين».
وأشار إلى أن «هناك حراكاً باتجاه مواجهة التجويع يعطي أملاً للبنانين وفي نفس الوقت نفسه يبعث برسالة قوية للأميركي وغير الأميركي أنه من يريد أن يحاصر لبنان، فلبنان لديه خيارات ومسارات أخرى لن تستطيعوا أن تسقطوه».
شروط استمرار الصمود
ورأى أن «السياسات الاقتصادية التي اتبعت أدت إلى انهيار القطاعين الزراعي والصناعي»، وقال «من يريد أن يستثمر بالقطاع الزراعي سيرى أن الربح الذي سيحصل عليه يحصل عليه من المصارف من دون تعب. أبسط المصنوعات نستوردها من الخارج. اليوم شعرنا بهذا الخطأ لكن يمكننا اليوم أن نعالج هذه المشكلة من خلال التحول إلى بلد منتج. اليوم أياً يكن الوضع الاقتصادي الدولي والعالمي، من شروط الحياة الكريمة لأي شعب أن يكون شعباً منتجاً. الزراعة والصناعة لأي شعب كالأوكسيجين والماء. تغيير المعادلة هو الذهاب إلى الانتاج والمسوؤلية على الدولة والشعب معاً. على الدولة أن تحيي القطاعين الزراعي والصناعي كي يقف البلد على رجليه، لدينا أراض شاسعة جداً وطقس لبنان مناسب جداً والأمطار ممتازة ومياه الأنهر تذهب هدراً واستصلاح الأراضي من أجل الزراعة ليس أمراً صعباً وبالتالي نحن بحاجة إلى قرار وإرادة».
وشدّد على أن «علينا أن نتساعد كلبنانيين من أجل الزراعة وتأمين أسواق من أجل سير الحركة وفي الصناعة الأمر يجب أن نتعاون وهذا المسار المطلوب اليوم. نحن كحزب الله ندعو اللبنانيين إلى خوض معركة إحياء القطاعين الزراعي والصناعي كشرط أساسي للاستمرار والصمود».
وأكد أننا «نحن في حزب الله سنحضر في هذه المعركة بقوة وأعلن أننا قررنا ان كل حزب الله بكل ما لديه من قدرات سيكون في قلب هذه المواجهة وبقلب هذه المعركة». أضاف «حيث يجب أن نكون سنكون وحيث وجب أن نكون كنا وانتصرنا وحققنا وكنا الأعلى، واليوم انا أقول لإخواني وأخواتي في حزب الله نحن في معركة الزراعة والصناعة وهذه مفخرة لنا ويجب أن نكون مزارعين لننقذ بلدنا كله ونحن نفكر بكل الشعب اللبناني وهمنا كل الشعب اللبناني و»إذا فينا نزع عالأسطح سنزرع» ويدنا ممدودة للجميع».
وأشار إلى أنه «عندما نأكل ما نزرع ونلبس ما نصنع إذاً نحن شعب جدير بالحرية والاستقلال والكرامة. نحن يجب أن نذهب إلى الجهاد الزراعي والصناعي والمقاومة الصناعية والزراعية ويجب أن نخطط بهذا الاتجاه والتعاون مع بعضنا البعض وعندما نجتاز مرحلة الجوع نخطط للخروج الاستراتيجي من الأزمة».
تدخلات وتهديدات السفيرة الأميركية
وتساءل السيد نصرالله «ما علاقة السفيرة الأميركية(دوروثي شيا) بالتعيينات المالية؟ هذا حصل وهدّدت الكثير من المسؤولين وطالبت بالإتيان بفلان نائب حاكم مصرف لبنان أو رئيس لجنة الرقابة على المصارف و»إذا ما بتجيبوا يا ويلكم». ومثال آخر على تدخلاتها في لبنان في الأيام الماضية، نُقل عنها أنها قالت أن هذه الحكومة انتهت، ما علاقتك؟ الشعب هو من يقرّر إذا الحكومة تبقى أو تستقيل وليس السفيرة الأميركية. وأكثر من ذلك السفيرة اليوم تناقش تركيبة الحكومة المقبلة المفترضة وعندما تهاجم السفيرة فريقاً لبنانياً وازناً وتصفه بأبشع الصفات وهناك دولة في لبنان ساكتة عن الأمر».
وأشار إلى أنها «كل يوم تهاجم وتحكي وتسيء لنا والأخطر من هذا كله أنها تذهب إلى زعماء سياسيين في لبنان للتحريض على حزب الله، هذا أمر مرفوض بالحقيقة وأضعه برسم الشعب اللبناني وكل القوى السياسية وكل الحكومة والدولة في لبنان. هناك سفيرة دولة تحرّض اللبنانيين على بعضهم البعض وتحرضهم على الاقتتال».
قضاة وطنيون
وأشاد السيد نصرالله بقرار القاضي محمد مازح بحق السفيرة الأميركية في بيروت، معتبراً أنه «يعبرّر عن أن في لبنان قضاة وطنيين وشرفاء وشجعاناً، وكلنا رأينا انزعاج السفيرة الاميركية وطلبت الاعتذار». وعبّر عن اعتزازه»بهذا القاضي وبأمثاله وبكل من يجرؤ على اتخاذ هكذا مواقف»، متمنياً على القضاء اللبناني أن «يعيد النظر برد فعله وسلوكه تجاه هذه القاضي ويتصرف مع استقالته بالوطنية نفسها»، معلناً أن «نوابنا في كتلة الوفاء للمقاومة سيقدمون عريضة للخارجية باستدعاء السفيرة الأميركية وأن تطلب منها الالتزام بالقوانين الدولية لكن هذا لا يكفي الناس في لبنان لديهم مسؤولية ليس الدفاع عن حزب الله لكن الدفاع عن لبنان وتجويع لبنان»، وقال «أتمنى على السفيرة الأميركية ألاّ تنظّر علينا بالحرية والسيادة وحقوق الإنسان لأنه لا يحق لك بهذا الأمر». وسألها «هل لك علاقة بحقوق الإنسان أنت ودولتك ورئيسك ترامب يعترف أن دولتك أوجدت داعش؟. أنتم تدعمون الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب التكفيري لذلك احترمي نفسك وتوقفي عند هذه الحدود. حزب الله والمقاومة لن يستسلما، للسياسة التي تتبعونها تجاه لبنان الآن سياسة الخناق والحصار والعقوبات لن تضعف حزب الله بل تقويه وتضعف حلفاءكم، لا تعاقبوا الشعب اللبناني بهذه المحنة التي لن تحققوا فيها أي إنجاز».
وأعلن السيد نصرالله أن «حزب الله لن يستسلم والمقاومة لن تستسلم، السياسة التي تتبعونها تجاه لبنان الآن سياسة الخناق والحصار والعقوبات لن تضعف حزب الله بل تقويه وتضعف حلفاءكم، لا تعقبوا الشعب اللبناني بهذه المحنة التي لن تحققوا فيها أي انجاز».