يوم الفداء.. وسلاح الإيمان بصحة العقيدة
} رؤوف نافع
ناظر التربية والشباب في منفذية عكار
يحمل شهر تموز في طيّاته عبق الشهادة، وفي معانيه تتمثل مسيرة الحياة والوجود، الفداء والوفاء.
في الثامن من تموز، وفي مواجهة عملاء متآمرين، انبثقت الحقيقة الساطعة، تمثلت بقدوة نقتدي بها بوقفة عز شامخة وقفها أنطون سعاده، قائلاً لجلاده (شكراً) قبل أن تنطلق رصاصات الخيانة وتستقر في صدر المنادي بعز الأمة ومجدها.
أنطون سعاده اختار الدرب الصعب والأصح، حفر اسمه في كتاب الخلود، أمّا قاتلوه فدُفنوا في كومة حجارة منسيّة يمحوها الزمان.
بالأمس كان هناك فاسدون طغاة وبغاة طامعون اغتالوا سعاده خدمة للعدو والاستعمار، واليوم ورثة الذل والخيانة، ينفذون أجندات العدو وقوى الاستعمار.
بالأمس وقف انطون سعاده متحدياً كل الإغراءات ثابتاً على مبادئه وقناعاته، وقد قدّم دمه قربانا على مذبح النهضة، دمه الذي امتزج بالأرض التي أحب، وهو المعلم القدوة والثائر الأول والشهيد الأوفى.
بالأمس سالت دماء ذكية على تراب منصة الإعدام، لكنها امتدت على مساحة الأرض فأشبعتها عزاً وكرامة.
أما اليوم، فنؤكد بأننا بوهج الدماء النقية، وبالارادة الصلبة المصممة، لا بد أن نحرّر مجتمعنا من كل ويلاته، من التحزبات الطائفية التي تستمدّ صلافتها من الأطماع الخارجية فتتحكم بأرزاقنا ولقمة عيشنا، ومن كل الآفات التي تهدّد وحدة شعبنا.
«أنا أموت أما حزبي فباق»، قالها سعاده وهو الذي وثق بحزبه وأمته. وبأبناء مدرسته المؤمنين بعقيدته.
إن يوم الفداء.. هو يوم لتجديد العهد وللنهوض وامتشاق سلاح الإيمان بصحة العقيدة، كيف لا وزعيمنا وضع ثقته بنا وقال: «ما أشدّ اعتزازي بكم».
عهدنا ان نبقى دائماً تحت راية الزوبعة الحمراء، صفوفاً موحدة بديعة النظام، وقوة فاعلة فيها خلاص أمتنا.