حديث الجمعة

سيرورة

في الثلاثين

تغيب عن نظري فتاة الأمس،

ويحدث وأنا أتسلق السلم كمن يحاول الصعود الى السماء،

ليقطف نجوم العمر.

ما عدت أخاف ان اقطع الثلاثين، بتّ أقنع نفسي به كرقم جميل، وأحاول أن أتماشى مع الأيام أصادقها وأخلص لصحبتها التي تقع في نفسي.. وفي جسدي..

حاولت مراراً أن أجعل من اللا شيء حالة..، وأن أحاوط شَعري بتاج فيروزيّ، وأن يتطاير شالي مع كل نسمة.

لكن ما حصدتُ الريح، ولا خفتَ إلا رحيل الوقت، يلفه شالي في عنقي، يمزق صرخات الانثى بي ولا يضجر منها الوقت.

كل ما لدي بقايا امرأة..

وبقايا حكايات تدور في مخيلتي

بقايا املٍ يتسربُ في كأسٍ «حلو مر» لم أذقْ أحلاه..

أواسي نفسي،

أرشيها بأنواع الشكولاتة الفاخرة.. آكلها، مقتنعة ان الأحداث المثيرة تجامع الأحداث السيئة، وأن ما أراه مجرد صور.

سأنسى أني غير راضية عن الفتاة التي تتمشى بي،

وعن عاداتي السيئة، وانتصاراتي المزيفة،

لن أبني لي مزيداً من الأوهام،

لا ثمّة انتظارات أخرى

 أو أن أسمح للمراكب أن تدور بي وتتهادى..

أو قطار سريع يتوجه بي الى آخر رحلة

لن احاول ربط الاشياء بالأخرى

تراني أمسح من قاموسي ضحكتي العالية، ولهفتي عندما ألاقي حبيبيوخوفي اللا مبرر على طفلي الذي يلعب

المرأة التي أراها في المرآة، رماديّة، خافتة

أنا الطفلة التي ما نادت أمها تبكيمصابة بشغف لا الُم به.. ولا يلمّ بي..

أكتب أسماءَ أناسٍ لا أقوى على عصيانهم،

أحرق ما تبقى من جليد الألم والحيرة.

أنام على كتف الأفق لأراقب تحركات الموج …. واستسلم لآخر خيط من خيوط الشمس..

اتمدد كغيمة وأختفي في بحر الليل،

 كضوء سجين،

يلاحقني، ويشي بي

نعم وكيف لا،

أنا الممزوجة بالضوء والظلام.

عيناي مفاتيح الصباح

وشفتاي آخر انكسارات الليل.

ميساء الحافظ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى