من تقصير البنطلون إلى ثورة الجياع
اشترى ولد بنطالاً جاهزاً فوجده طويلاً بمقدار 4 سم، طلب الابن من أمه أن تقوم بتقصيره بالمقدار نفسه، فقالت إنها مشغولة. ذهب إلى أخته الكبرى وطلب أن تقوم بتقصير البنطال بمقدار 4سم، فاعتذرت لأنها تجهّز العشاء. فما كان عليه إلا الذهاب لمحل الخياطة فقصره بعد أن استلف من زميله أجرة الخياط، وعاد إلى منزله ثم وضعه في خزانته ونام هانئ البال.
الأم حنّ قلبها فذهبت إلى غرفة الابن وأخرجت البنطال وقصّرته بمقدار 4 سم وأعادته إلى مكانه!!
الأخت الكبيرة بعدما أنهت واجباتها المنزلية والدراسية رقّ قلبها فذهبت إلى غرفة أخيها وأخرجت البنطال من خزانته ثم قامت بتقصيره بمقدار 4 سم وأعادته إلى مكانه!!
في الصباح استيقظ الولد وهو مبتهج ببنطاله الجديد يريد ارتداءه والذهاب مع أصدقائه في رحلة وإذ به يتفاجأ أنّ بنطاله أصبح للركبة فحزن حزناً شديداً بعد أن علم بما حدث لبنطاله وهو نائم!!!
هكذا تكون النتيجة دائماً عندما يعمل الفريق من دون تنسيق مسبق، بالتأكيد سيكون الفشل ذريعاً.. الفريق الذي يصدر قرارات بين ساعة وساعة وتكون دائماً النتائج عكسية متسببة بجوع أكبر للشعب!!
قال أبو ذر الغفاري (رضي الله عنه): «عجبت لمن لا يجد قوت يومه، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه».
في زماننا هذا لم يعد يوجد كما في زمان القائل لا سيوف مصقولة، ولا رماح طويلة، هناك فقط تجار يكشرون في وجوه الناس ويجعلون من المتمرد عبرة للعباد!!
لقد علّموا الناس الانقياد وبات الانقياد جزءاً من التكوين الطبيعي للسيرورة اليومية، تحت مسميات مختلفة سواء أكانت متوافقة أم لا!!
في سجن كتنور الحياة وليس كالتنور الذي يُخبز فيه، ومن جدران التنور تنبثق النصال، ثم يُحمّى ويحرق ذاك المسكين فيُشوى بينما تخترق جسده السكاكين!!
نعم جاع الناس فيما مضى أيام السيوف والرماح ولاقوا الكثير من المحن، لكن أن يجتثوا الطعام من الدِمن (الدِمن جمع دمنة أي المزبلة) فلم يحصل هذا إلا في القرن الحالي زمان فجور تجار الحرب وأقرانهم!!
صباح برجس العلي