بلا سبب
منذُ فترةٍ طويلةٍ وأنا أؤجّلُ أمراً يلحُّ عليَّ كثيراً
اليومَ بالذاتِ قرّرتُ إنجازَهُ
أحضرتُ ورقةً كبيرةً لأدوّنَ عليها
أسبابَ حبّي لكَ،
ومن بابِ الاحتياطِ وضعتُ إلى جانبي ثلاثَ ورقاتٍ إضافيّةٍ كنتُ على يقينٍ بأنّني سأحتاجُ إليها
لأكثرَ من ساعتينِ وأنا جالسةٌ باندهاشٍ
فأنا لم أستطعْ أنْ أتبيّنَ سبباً واحداً يجعلُ من قلبي أسيراً بهذا الشّكلِ عندكَ
بعد برهةٍ يسيرةٍ من الفشلِ في مهمّتي عرفتُ أنّ الأمرَ يحتاجُ فقط إلى كوبٍ من القهوةِ لأوقظَ دماغي
وربّما قلبي أيضاً!
مضى الوقتُ ببطءٍ شديدٍ وقلمي بين أصابعي راجيةً أنْ يحطَّ رِحالَهُ على بياضِ الورقةِ
قاربَ كوبُ القهوةِ على الانتهاءِ وبياضُ الورقةِ بازديادٍ
ومع الرّشفةِ الأخيرةِ تيقّنتُ أنْ
لا أسبابَ عندي لأحبّكَ!
لثوانٍ فقط شعرتُ بالحزنِ والاستغرابِ
ثمّ وعلى حينِ غرّةٍ شعرتُ بأنَّ قلبي قد تنبّهَ أخيراً للأمرِ
وبدأ يملي عليّ رأيهُ:
أيّتها الحمقاء
إنْ كان لديكِ سببٌ واحدٌ للحبِّ فلا بدّ أنْ يُحالَ السّبب ذاته – في لحظةٍ ما – إلى سببٍ للكرهِ والشِّقاقِ
فعدمُ وجودِ أسبابٍ للحُبِّ سيؤدّي حتماً إلى انعدامِ ولادةِ أيِّ سببٍ للكرهِ
فوحدهُ الحُبُّ هو ينبوعُ الكراهيةِ بين العشّاقِ!
عندها
ضحكتُ في سرّي ومزّقتُ أوراقي ورميتُها عالياً لتمطرَ على رأسيَ قلوباً بيضاءَ نابضةً
فأنا وقد أحبَبْتُكَ من دون أسبابٍ
سأبقى دائماً أحبُّكَ
بلا
أدنى
سببٍ
ريم رباط