كابي مارون … حلّق في «الطائرة» نجماً لعب منتخب الصين في بلدته بـ 700 ليرة
ابراهيم موسى وزنه
منذ صغره حرص كابي مارون (مواليد العام 1954)، ابن بلدة البوار الكسراونية على مرافقة شقيقيه روفايل وريشار اللذان كان يلعبان ضمن صفوف منتخب مدرسة الشانفيل ـ جبيل للكرة الطائرة، وكانت اللعبة شعبية بامتياز في القرى والبلدات الجبيلية والكسروانية، حيث كانت تقام المهرجانات الصيفية وزينتها لقاءات التحدي الرياضية وخصوصاً في «الفولي بول». وعلى خطى شقيقيه سار صغير البيت كابي، فمن المرافقة والمتابعة وجد نفسه لاعباً ضمن فريق صفّه وسريعاً مع منتخب مدرسته الرسالة ضبية وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره.
تألقه المدرسي أوصله إلى المنتخب
ذات مباراة ضمن بطولة المدارس لفت كابي مارون أنظار لاعب منتخب لبنان بالكرة الطائرة سمير السنكري، المشرف على تدريب الفريق المواجه لمنتخب مدرسة الرسالة ضبية، وفور انتهاء المباراة طلب السنكري منه الالتحاق بتمارين منتخب المدارس الذي كان في مرحلة الاختيار قبل تحضيره للمشاركة في البطولة العربية المدرسية التي سيستضيفها لبنان.
ويعلّق مارون على سنوات تألقه الأولى قائلاً: «بعدما برزت في تمارين منتخب المدارس بمركز الضارب، وانتسابي إلى فريق الشراع البوار دعاني الكابتن سمير السنكري لأكون في عداد منتخب لبنان الذي كان يتحضّر للمشاركة في أولمبياد ميونيخ (1972) …
ويومها حصلت اعتراضات من قبل البعض، لجهة اختيار لاعب لم يكمل الثامنة عشرة من عمره ويلعب مع فريق درجة ثانية! وخلال تلك المرحلة تدخّل رئيس اتحاد اللعبة ورئيس نادي البوشرية شحادة القاصوف، ممهداً أمامي الطريق إلى ميونيخ وفور عودتي طلبني للانضمام إلى ناديه فبقيت مع البوشرية لغاية العام 1975 ، وكان يضمّ في صفوفه نخبة من اللاعبين كمحمد بدر الدين وكمال حداد وأحمد محبوب ولاحقاً انضم جان همام …
ومع البوشرية أحرزت العديد من الألقاب أهمّها بطولة لبنان لثلاث مرات … وفي سياق الانجازات أيضاً، لن أنسى إحرازنا المركز الأول في البطولة المدرسية العربية التي استضافها لبنان في العام 1973 «.
3 مواسم مع البوشرية بـ 3000 ليرة
عن البدل المادي الذي حصل عليه عند توقيعه على كشوفات نادي البوشرية، يخبرنا كابي: «قبضت 3000 ليرة لبنانية مقابل أن ألعب ثلاثة مواسم، ولم نكن نقبض أب أجر شهري، وهذا حال معظم اللاعبين الذين لعبوا في تلك الفترة، وبعضهم اضطر للسفر والاحتراف الخارجي لتأمين مستقبله».
وعن المرحلة الانتاجية الأفضل في تاريخه الرياضي ، يضحك كابي ويقول: «في العام 1982 عندما عُرض عليّ تدريب منتخب «مرفأ ضبية» مقابل 3000 ليرة شهرياً، وفي نفس الوقت جاءني عرض تدريبي آخر من مدرسة سان جورج الزلقا مقابل ألفي ليرة شهرياً، فخلال هذه الفترة ـ الانتعاش المادي ـ والتي امتدت لأكثر من ثلاث سنوات جمعت ما ساعدني على تطوير محلي وتوسيعه».
ومع المنتخب ونادي البوشرية سافر كابي مارون إلى عدد كبير من الدول العربية والأوروبية تركت في خزان ذاكرته محطات وصداقات لا تنتسى، وهنا يعترف بأن العصر الذهبي له وللعبة في لبنان كانت خلال تلك الحقبة، وفي مرحلة لاحقة شارك مع المنتخب الوطني في تصفيات الألعاب الأولمبية «موسكو 1982» التي أقيمت في البحرين.
الانتساب إلى المعهد الوطني
مستنداً إلى قامة رياضية ممشوقة ولياقة بدنية عالية، وادائه اللافت مع المنتخب الأول، قرر كابي مارون الدخول إلى المعهد الوطني للرياضة في العام 1973 ، فنجح بتفوّق ، متخصصاً في مجال الكرة الطائرة.
ومن المحطات المضيئة في تلك السنة، استضافة منتخب الصين لخوض مباراة ودية على ملعب نادي الشراع في بلدته البوار، ويتذكر في هذا السياق: «لعب منتخب الصين عدّة مباريات بناء لدعوة من الاتحاد اللبناني للعبة، وطرحت فكرة استضافته على ملعب نادي الشراع في البوار، وتمّت الموافقة شرط تأمين التكاليف (700 ليرة لبنانية) وبالفعل تواجه منتخبا لبنان والصين على أرض ملعب نادي الشراع في بلدتنا وجاءت النتيجة لمصلحة منتخب لبنان بنتيجة 3 ـ 2 ، وهذه من أجمل ذكرياتي مع اللعبة».
إلى حبوب بعد الحرب
في العام 1976 ومن منطلق قرب منزله في البوار من بلدة حبوب، التحق كابي مارون بفريق حبوب الرياضي، مدرّباً ولاعباً، وفي مرحلة لاحقة سافر عدّة مرات مع نادي غزير، كما انضم إلى منتخب قدامى لبنان بالكرة الطائرة وسافر معه إلى أوستراليا (1997 و1998 و2003) كلاعب ورئيس للبعثة أحياناً.
وآخر مباراة لعبها كانت في أوستراليا ضد منتخب الجالية اللبنانية في سيدني، ليتفرّغ إلى عمله، حيث كان قد افتتح محلاً لبيع التجهيزات والألبسة والمعدات الرياضية يحمل اسمه (كابي سبور) مقلّداً زميله ورفيق دربه في المصلحة رافي مومجوغليان، بطل لبنان بكرة الطاولة وصاحب محلات (رافي سبور).
وعن انجازه مع حبوب يقول: «لعبت عدّة مواسم وتفرّغت لتدريبه بشكل متواصل ونجحنا بالارتقاء إلى مصاف أندية الدرجة الأولى في العام 2010 ، ولم يزل الفريق في موقعه لأنه بُني على أسس متينة، وهناك من يسهر ويعمل لبقائه مشعّاً تحت الأضواء».
رأي خبير .. من رئيس اللجنة الفنية
لم يقطع كابي مارون حبل علاقاته الوطيدة مع غالبية عائلة الكرة الطائرة، خصوصاً وانه قاد العديد من المباريات الرسمية، وهو اليوم عضو فاعل في تجمع القدامى وفي تجمع الفعاليات الرياضية في بلاد جبيل ويضمّ نواباً ورؤساء أندية وفعاليات بلدية واختيارية، وبناء على هذه الحيثية سمّاه زميله وليد يونس أيام رئاسة الأخير لاتحاد اللعبة رئيساً للجنة الفنية (2008).
وعن مستوى اللعبة حالياً قياساً إلى زمنه الجميل يقول كابي مارون: «في أيامنا كان كل فريق يضمّ مجموعة كبيرة من النجوم، أما اليوم بالكاد يبرز لاعب واحد أو لاعبين على ابعد تقدير مع كل فريق، ومن المؤسف غياب النقل التلفزيوني عن اللعبة التي لم تزل على انتشارها في عدد كبير من البلدات، فالنقل يسهم في تشجيع الرعاة وارتقاء المستوى، ولا تقل الكرة الطائرة إثارة وتشويق عن كرة السلة وكرة القدم».