لافروف يحذّر من مخاطر المواجهة النوويّة وقدر»ستارت- 3» محتوم بسبب عدم تمديدها..
على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، عن “التحضير لعقد جلسة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الفضاء الخارجي في أواخر شهر تموز الحالي”.
وقال لافروف خلال مؤتمره الصحافي: “لقد تم الاتفاق على عقد اجتماع بين موسكو وواشنطن سيكون بإشراف نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي للحد من الأسلحة النووية مارشال بيلينغسلي في أواخر هذا الشهر”.
وأضاف لافروف قائلاً: “اتفق المسؤولان على إنشاء ثلاث مجموعات عمل في إطار العملية التي يشرفون عليها. أعتقد أنه من 25 تموز إلى 30 أو من 27 إلى 30 تموز سيعقدون اجتماعاً لمجموعة العمل المعنية بالفضاء في فيينا”.
وتابع لافروف قائلاً “دعنا نرَ، نحن لا نرفض أبداً التحدث والحوار”.
وعقدت المشاورات الروسية الأميركية حول الاستقرار الاستراتيجي في فيينا يومي 22 و 23 حزيران الفائت. وكان الوفد الروسي في المحادثات برئاسة نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف والأميركي مارشال بيلينغسلي، حيث ناقش الطرفان مسألة تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية “ستارت -3”، والحفاظ على الاستقرار.
كما صرّح وزير الخارجية الروسي، بأن “معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت-3) قد أصبح قدرها محتوماً بعد أن قرّرت الولايات المتحدة عدم تمديدها”.
وقال لافروف في دورة لــ”قراءات بريماكوف” عقدت عبر الإنترنت: “يبدو أن قرار عدم تمديد هذه المعاهدة ستارت-3 قد اتخذته الولايات المتحدة الأميركية بالفعل، حيث إن استمرار التأكيد على ضرورة نقل المحادثة في هذا الشأن بشكل كامل إلى إطار ثلاثي كإطار ليس له بديلاً، يدلّ على أن هذا الأمر قد أصبح قدره محتوماً بالفعل”.
ووفقاً للافروف، فإنه “علاوة على ذلك تشترط الولايات المتحدة ضرورة إدراج أحدث أنواع الأسلحة الروسية فيها، أي أنها تتصرف مثل مَن يطرق باباً مفتوحاً”.
في الوقت الحاضر، تبقى معاهدة الحدّ من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “ستارت-3” التي وقعها باراك أوباما ودميتري مدفيديف، في 8 نيسان من عام 2010 في براغ، المعاهدة الوحيدة النافذة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحد من الأسلحة.
وتنتهي الاتفاقية في عام 2021، وحتى الآن لم تقرر واشنطن ما إذا كانت تنوي تمديدها. وصرحت روسيا بدورها مراراً بأنها مستعدة لمناقشة هذا الأمر.
في سياق متصل، أعلن لافروف، أن “مخاطر اندلاع مواجهة نووية قد ارتفعت في الآونة الأخيرة بشكل خطيرة، وأن الولايات المتحدة ترفض الاعتراف بمصطلح الأمن الاستراتيجي”.
وقال لافروف “أوافق على أن المخاطر النووية زادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأن الوضع في مجال الأمن والاستقرار الاستراتيجي الدولي في حالة تأخر كبير. والأسباب واضحة أيضاً للجميع: تريد الولايات المتحدة استعادة الهيمنة العالمية وتحقيق النصر فيما تطلق عليه تنافس القوى العظمى، وترفض مصطلح الاستقرار الاستراتيجي، وتسميه التنافس الاستراتيجي. إنهم يريدون الفوز”.
ومنذ أيام، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن “روسيا تلتزم بصرامة بالوقف الاختياري للتجارب النووية وتلتزم بجميع أحكام معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية”.
وقالت الخارجية في بيان: “على عكس الولايات المتحدة، صدقنا عليها قبل 20 عاما وننفذها بنجاح، نفترض أن أي خلاف بشأن معايير الامتثال للالتزامات ذات الصلة يمكن ويجب حله في إطار معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بعد دخولها حيز التنفيذ”.
وأضافت وزارة الخارجية الروسية أنه “حتى تصدق الولايات المتحدة على هذه المعاهدة، تناقش مع ممثلي هذا البلد قضية الامتثال للالتزامات في مجال حظر التجارب النووية بنتائج عكسية”.
واستكملت الخارجية بيانها “يبدو أن الولايات المتحدة تستعد للتخلي عن الوقف الطوعي للتجارب النووية”.
وأعلن الدبلوماسي الروسي، أن روسيا ستطرح مسألة منع الحرب النووية خلال قمة “الخماسية النووية” المزمع عقدها.
وقال لافروف، في هذا الشأن، خلال جلسة “قراءات بريماكوف” المنعقدة عبر الإنترنت: “بالطبع سنطرح هذا الموضوع، موضوع عدم السماح بحرب نووية واستحالة الانتصار فيها، خلال قمة الخماسية المزمع انعقادها”.
وأضاف لافروف “ولكن الأهم من ذلك، يجب ألا تكون الصياغة أضعف من تلك الواردة في الوثائق ذات الصلة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة”.
وتابع لافروف “أوافق على أن المخاطر النووية زادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأن الوضع في مجال الأمن والاستقرار الاستراتيجي الدولي في حالة تأخر كبير”.
وأكد وزير الخارجية الروسي “والأسباب واضحة أيضاً للجميع: تريد الولايات المتحدة استعادة الهيمنة العالمية وتحقيق النصر فيما تطلق عليه تنافس القوى العظمى، وترفض مصطلح الاستقرار الاستراتيجي، وتسميه التنافس الاستراتيجي. إنهم يريدون الفوز”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعرب في مقال عن الحرب العالمية الثانية، نشر في وقت سابق، عن أمله في “عقد اجتماع شخصي لقادة الدول النووية الخمس التابعة للأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن، شاكراً الشركاء الدوليين للاتفاق على عقدها”.