الأحزاب العربية: قادرون على مواجهة الإرهاب وانتصار تموز 2006 ذخيرة معنوية وعملية
اعتبرت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، في بيان لمناسبة عدوان تموز العام 2006، أنّ «الانتصار المظفر الذي حققته المقاومة في لبنان عام 2006، لا تزال مفاعيله سارية إلى اليوم، حيث تستند إليه المقاومة في فلسطين، وتكرّر التجربة الناجحة، في إجبار العدو الصهيوني على القبول بالشروط والمطالب التي تريدها».
وقال الأمين العام للمؤتمر قاسم صالح: «إننا نستذكر في كلّ عام عملية الوعد الصادق، هذا الوعد الذي عزز يقيننا بأنّ تحرير فلسطين قادم لا محالة، وأنّ الانتصار هو إرادة وإيمان. أربعة عشر عاماً مرت، من عمر التحرير والنصر المؤزر، انتصار حرب تموز 2006 الذي أسقط أسطورة الجيش الذي لا يهزم».
وتقدّم صالح «في هذه الذكرى المجيدة وانتصار لبنان ومقاومته، باسم الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، بالتهنئة والتبريك إلى سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وإلى المقاومة اللبنانية والشعب اللبناني وإلى شركاء الانتصار في سورية وإيران».
واعتبر «أنّ ذلك الانتصار في لبنان، وهذا الصمود في فلسطين، ما كانا ليتحققا لولا الرجال الرجال الذين استبسلوا وسطروا أروع ملاحم البطولة والتضحية، وحققوا إنجازات مشهودة، فأسقطوا الادّعاءات والدعاية الإعلامية الصهيونية التي من خلالها سعى العدو إلى تصوير جيشه على أنه «الجيش الذي لا يُقهر»، كما فضحوا سياسات التخاذل والتنازل التي اعتمدتها أنظمة عربية معروفة، تخلت عن فلسطين وتآمرت على المقاومة وإرادة الشعوب العربية».
وتابع: «لقد كان لسورية، قيادة وجيشاً وشعباً، الدور الأبرز في دعم المقاومة واحتضانها اللبنانيين في ربوعها خلال حرب الـ 33 يوماً، الذي أتى ليترجم إرادة سورية في احتضان المقاومة وتوفير كلّ أسباب القوة لها ورفدها بكلّ المقومات اللازمة التي من شأنها كسر شوكة العدو المتغطرس المتجبّر، ولا شكّ في أنّ ثبات سورية على مواقفها ومبادئها الوطنية والقومية هو الذي جعلها عرضة لهذه المؤامرة الشرسة التي تغلبت عليها وانتصرت بصمود شعبها وجيشها وقيادتها، وردّت النحر إلى الأعداء والمتآمرين الذي اجتمعوا عليها من أربعة أصقاع الأرض فواجهتهم سورية وحلفاؤها وانتصرت عليهم».
وحيا «مواقف الجمهورية الإسلامية في إيران الداعمة للمقاومة، ونصرة مبادئ الحق والخير في مواجهة الظلم والاستعمار والاحتلال».
وشدّد على «وجوب التمسك بنهج المقاومة وخيارها»، مؤكداً تبني «الدعوة إلى قيام أوسع جبهة شعبية لمحاربة الإرهاب الذي يعيث قتلاً ودماراً وإجراماً في العالم العربي، فقوى الإرهاب التي ترتكب الفظائع في بلادنا لا سيما في العراق وسورية ولبنان واليمن وليبيا ومصر وتونس والجزائر، هي نسخة عن الإرهاب الصهيوني العنصري الاستيطاني، إذ لم يعد هناك شكّ في أنّ المجموعات الإرهابية المتطرفة تعمل لمصلحة العدو الصهيوني وتنفذ مخططاته العدوانية».
ودان «الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على دول محور المقاومة، وسورية على وجه التخصيص، في مخالفة صريحة للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة». كما دان «التصريحات الأميركية بخصوص التهديد بقرصنة المعونات المرسلة من إيران إلى لبنان، هذه الأساليب الإجرامية لم ولن تنال من صمود سورية وإيران ولبنان. فالشعوب التي حققت انتصار تموز العسكري وما تلاه، قادرة على مواجهة الإرهاب بأشكاله كافة خاصة الاقتصادي منه».
وأردف: «في هذه الذكرى المجيدة، نستحضر المعاني الخالدة والدروس والعبر التي نتجت عنها، والتي تشكل لنا منهج عمل نستطيع من خلاله مواجهة أعدائنا بكلّ ثقة واقتدار. لقد شكل انتصار تموز ذخيرة معنوية وعملية نهلت منها الشعوب في فلسطين ولبنان وسورية واليمن، واستطاعت من خلالها أن تواجه العدوان والحروب التي تستهدفها، تلك المعاني التي تجعلنا أكثر قوة في مواجهة القرارات الأميركية– الصهيونية الساعية إلى احتلال جزء جديد من الأراضي الفلسطينية تحت مسمّيات ساقطة لاقانونية، لكننا قادرون على مواجهتها والانتصار عليها كما انتصرنا في تموز».
وختم صالح بالدعوة إلى «استلهام هذه الانتصارات التي تعبّد لنا الطريق لتحرير أرضنا ومقدساتنا ومواجهة أعداء الأمة. وتداعياتها ما زالت قائمة وما زال أعداؤنا يشعرون بمرارة الهزيمة، فيلجأون إلى فرض العقوبات الجائرة على الدول والأفراد ليقينهم من عدم قدرتهم على المواجهة المباشرة، وهم الذين مُنيوا بهزيمة نكراء تنبئ باقتلاعهم وطردهم قريباً من أرضنا، وآخر هذه العقوبات قانون قيصر الذي فرض قرارات آحادية الجانب من الإدارة الأميركية المارقة، لكن ذلك لن يغيّر من نهج سورية ولبنان وإيران، بل سيزيد محور المقاومة قوة وتمسكاً بالقضية حتى إنجاز الانتصار على أعداء الأمة».