مديرية بعقلين في «القومي» تحيي الثامن من تموز ذكرى استشهاد سعاده منفذ عام الشوف غازي أبو كامل: إعلان سعاده الثورة بدأ المواجهة فكانت النقطة الفاصلة، ورسخ الشهادة أول الانتصارات مدير مديرية بعقلين شادي راجح: سعاده شقَّ لنا طريقَ الحياةِ فسِرْنا مجتمعًا واحدًا موحّدَ الحركةِ والاتّجاهِ نحو الانتصار
بمناسبة الثامن من تموز ذكرى استشهاد الزعيم، اقامت مديرية بعقلين التابعة لمنفذية الشوف في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بالمناسبة، حضره منفذ عام الشوف غازي أبو كامل وهيئة المنفذية وعدد من الأمناء وأعضاء المجلس القومي، وجمع من القوميين في بعقلين.
عرّف الاحتفال سامر الشاطر، وكانت قصيدة من وحي المناسبة ألقتها يسرى حمزة، فكلمة الطلبة ألقاها تجريد ورد الذي تحدث عن أهمية دور الطلبة بوصفهم نقطة ارتكاز في العمل القومي.
كلمة المديرية
من ثم كلمة مديرية بعقلين القاها مدير المديرية شادي راجح، وجاء فيها:
في ليلةٍ تمّوزيّةٍ، شقّتْ سكونَ اللّيلِ رصاصاتٌ صاغَتْها يدُ الجهلِ والعمالةِ، لِتُفجِّرَ الحياةَ في قلبِ مَنْ صاغَ الحياةَ، مُتوهمةً بأنَّ النّبضَ سينقطعُ.
لكنّ هذه اليدَ تسمّرَتْ على الزّنادِ المضغوطِ حين فارَتْ قطراتُ الدَّمِ حارّةً متوهِّجةً، واختلطَتْ بِالثّرى مُعلنةً بعثاً تَمّوزيّاً جديدًا، حاضنةً القلبَ الذي تقمّصَ سوريانا جسداً.
وازدادَ النَّبْضُ مُتفتِّحاً قمحاً وزهراً وجرى ماءً وتعالى سُنبُلاً، فاخضرَّ الدُّجى مُعلِناً ولادةَ شمسٍ جديدةٍ تُرضِعُ بِسناها القطراتِ القانيةَ التي اِنصهرتْ في رَحِمِ الأرضِ مُولّدةً حركةً تشقُّ العُبابَ مُدوّيةً صارخةً مَعَكَ سعادة.
أنا أموتُ أمّا حزبي فباقٍ، باقٍ في مبادئَ اعتنقناها وتألقنا بها وعياً وتمرُّسًا، علّمَتْنا بأنَّ الحياةَ اِلتزامٌ وعملٌ وسعيٌ لِخَلْقِ الأفضلِ لنا ولِأبناءِ شعبِنا.
أنا أموتُ أمّا حزبي فباقٍ؛ قالها وَهْوَ واثقٌ منْ عظَمَةِ النّفسيّةِ السّوريةِ الأصليّةِ الأصيلةِ، قالها وهْوَ واثقٌ من نورِ الفكرِ السّوريِّ المُشِعِّ كأنوارِ شمسِ وَطَنِهِ، والصّافي صفاءَ قلبِ الجبارِ المؤمنِ بأنَّ الحياةَ صِراعٌ.
أنا أموتُ أمّا حزبي فباقٍ؛ لقد ماتَ، فهْوَ قالَ إِنّني أموتُ ولكنَّ سوريةَ لم تَمُتْ ولنْ تموتَ، فهْيَ حيّةٌ على الدّهْرِ أَنْ يزولَ الدّهْرُ، وهْيَ عظيمةٌ على المصائبِ في عظَمَةِ نفسيّتِها الجميلةِ القويّةِ وسورية سعادة باقيةٌ لِأنّها سوريةُ العزّةِ والإرادةِ الّتي هي القضاءُ والقدرُ.
إنَّ سوريةَ سعاده سوريانا هي سوريةُ الحقِّ، سوريةُ الخيرِ والجمالِ، وما الحقُّ إلاّ الاِنتصارُ الأخيرُ في صراعِ الحياةِ الطويلِ. هذا الانتصارُ هوَ في صميمِ المجتمعِ. هذا الانتصارُ الذي هوَ من القيمِ النَّفسيّةِ الإنسانيّةِ، نفسيةُ انسانيّتِنا نحنُ القويةُ الجميلةُ.
إنَّ حزبَ سعاده باقٍ لأنه حزبُ عظَمَةِ هذهِ الأمة، حزبُ الحقِّ؛ حزبُ سعاده باقٍ لأنَّ في صدورِ الألوفِ من شبابِ هذه الأمةِ إيمانًا لا يزولُ بِعَظَمَتِها، بِرسالتِها وبِإِرادتِها الّتي أعلنَتْها بفمِ سعاده، ألا وهي إرادةُ الحياةِ المثاليةِ.
إنَّ الحياةَ وقفةُ عزٍّ فقط؛ لقدْ وقَفَها سعاده ووقفها بعدَهُ أبطالٌ علّمَهُمُ احتقارَ الموتِ فاِحتقروهُ وعلى شفاهِهِم بسمةُ العزِّ المحتقرِ للموتِ.
إنَّ حزبَ النَهضةِ هزَّ قرونًا منَ الجهلِ والاِستكانةِ والعارِ، وجلَتْ عنا خمولَ الأجيالِ المتقاعسةِ المتخاذلةِ، لتخلقَ جيلاً جديدًا منَ الأبطالِ، إنّهُ حزبُ طريقِ البطولةِ وعهدِ البطولةِ ولنْ نعودَ حتى الاِنتصارِ الأخيرِ.
زعيمُنا سعاده شقَّ لنا طريقَ الحياةِ فسِرْنا مجتمعًا واحدًا موحّدَ التوجيهِ والحركةِ والاتّجاهِ.
لقدِ اِستُشهِدَ قائدُنا ومعلّمُنا ولكنّ تعاليمَهُ وإرشاداتِهِ لم تمتْ ولن تموتَ، إنّها في قلبِ كلِّ واحدٍ مِنّا تفعلُ في نفسِهِ وتدفعُهُ إلى العزّةِ والمجد.
حارِبوا النزعةَ الفرديةَ؛ قال سعاده، لأنَّ الأمةَ لها علينا كلُّ حقٍّ وعلينا لها كلُّ واجبٍ، في سبيلِ الحقِّ نحنُ نُكمِلُ صراعاً بدأْناهُ ولا مكانَ بيننا لِمَنْ يطلبُ شيئًا لنفسِهِ. فالزعيمُ الخالدُ علّمَنا بقولِهِ (أنا لا أطلبُ شيئاً لنفسي، لِأمّتي كلُّ ما فيّ من قِوًى لأنّهُ مُستمدٌّ منها).
وهكذا نحن يجبُ أنْ نُكمِلَ صراعَنا في سبيلِ الأمةِ والوطنِ.
أيها الرفقاء
اِستنيروا دائماً بأقوالِ الزَّعيمِ الخالدِ فهي في مُتناولِ أيديكُم، علِّموها للأمةِ لأنّها نورُ الحياةِ والاِنتصارِ وَلْيكُن سعاده في قلبِ كلِّ واحدٍ مِنّا فلا نسقطُ في طريقِ الحقِّ.
إذا كان سعاده ماتَ، فسوريةُ حيّةٌ إلى الأبدِ، ولن تموتَ.
أمّةٌ نحنُ يقينا وحياةٌ لن تزولَ، وفي هذهِ الحياةِ يبقى سعاده، وتبقى أرواحُ شهدائِنا الأبرارِ، الذين اِستشهدوا لِيَرفعُوا منارَ هذهِ الأمةِ، وَلِنرفعَ كابوسَ الطغيانِ عن شعبِنا.
لِتحيا الأمةُ، ونحنُ على قَسَمِنا وإيمانِنا باقونَ.
اِهتفُوا معي في كلِّ حينٍ وفي كلِّ مكانٍ. لِتحيا سورية، وَلْيَحيا سعاده.
كلمة المنفذية
كلمة منفذية الشوف ألقاها المنفذ العام غازي أبو كامل وفيها قال:
إن 8 تموز ليس مناسبة وحسب بل هو لقاء الفكر والانتماء والقسم، إنه احتفال بعيد الشهادة .
إن سعاده بإعلانه الثورة قد أعلن المواجهة فكانت النقطة الفاصلة، فيترسخ العطاء قانوناً فتصبح الشهادة هي أول الانتصارات.
حين حذّر زعيمنا من مقابلة حسني الزعيم وأدرك أن الخيانة بدأت تلوح قال (حياتي ليست أغلى من مصلحة سورية بل هي في سبيلها، سأغامر ربما تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ أمتي، لن أتراجع). وهذه هي الزعامة التزام وممارسة، فمن أجل مصلحة الأمة تسقط كل المحاذير.
إن اغتيال سعاده جريمة بحق العدالة، وقد اختلطت فيها السياسات الدولية بالعمالة الداخلية، فصدر الحكم ونفّذ.
ثورة سعاده كانت تسابق المؤامرة،.. ومقاومتنا المشاريع المعادية ولدت منذ ما قبل التأسيس.
ولفت إلى أن المستعمر منح الاستقلالات لكيانات مجزأة على حساب السيادة القومية، وتتناقض مع الحقيقة القومية، والحال أن الكيانات تحتفل بأعياد الاستقلال التي منحها لها المستعمر .
إن أحد هذه الاستقلالات الكيانيّة كانت اغتيال فلسطين وطمس الحق القوميّ ونجحت في تجريدنا من سلاح الشرعيّة الحقوقيّة القوميّة وانتزاع من الأمم المتحدة القرار الجائر بتقسيم فلسطين الذي أتاح قيام دولة الاغتصاب.
إن أولى انتصاراتنا كانت في استشهاده لأن مَن يُقدّم التضحيات حتى الشهادة جدير بالحياة قائداً. فقلما تجد رجلاً يقود الحياة بعد موته.
انه لم يرث القيادة بل اختارته فاستحقها فاختزل المسافة بين الكلمة والشهادة، فكان استشهاده منصة لإعدام الوطن، فامتدت السكين إلى الشرايين وأصبحت المقصلة فوق هامة الأمة، فكان 8 تموز هو الثبات .
لهذا اختار أعداءه واحداً واحداً لأنهم اختاروا سورية وشعبها ليمارسوا أبشع اغتصاب منظم.
استشرف سعاده باكراً قيام الخطة النظامية المعاكسة، بدأها بتأسيس الحزب حيث لا يمكن أن نقاوم الدول الجوارح الكواسر إلا بهذا التأسيس، فكان الارتباط بين الخطة والسلوك ليكون الموقف منسجماً مع القناعات.
وختم: أيها الرفقاء، ليس قليلاً أن نكون تلامذة سعاده أوفياء للرسالة جفنُنا منفتح على الوطن وأجياله ومصالحه وقضيته، لنواجه أخطر مؤامرة يقودها العدو ووحيد القرن الأميركي في صفقة القرن وقانون قيصر.
وختم: مع كل 8 تموز يتجدّد معكم العهد والوعد. ولتحي سورية وليحيى سعاده .