الجيش السوري يردّ على هجوم شنّه مسلّحو «جبهة النصرة» على مواقعه في إدلب.. والدفاع الروسيّة تحبط هجوماً آخر على قاعدة حميميم طهران: تعاوننا العسكري والاقتصادي مع دمشق سيتعزّز أكثر من السابق
قالت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، إن الوجود الإيراني في سورية كان بناء على طلب من الحكومة السورية، وأكدت أن التعاون بين البلدين سيتواصل أكثر من السابق.
جاء ذلك خلال تعليق الوزارة على زيارة رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إلى دمشق، والتوقيع على اتفاق للتعاون العسكري بين البلدين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، في مؤتمر صحافي، إن «تعاوننا العسكري مع سورية ليس أمراً جديداً ولنا منذ أمد بعيد سواء في فترة الرئيس الراحل حافظ الأسد أو الرئيس بشار الأسد علاقات ثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وإن هذا التعاون يشهد نمواً مضطرداً منذ انتصار الثورة الإسلامية»، وذلك حسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
وتابع موسويّ: «إن هذا التعاون يحظى بأهمية بالغة في المرحلة الجديدة التي تواجه فيها الحكومة والشعب السوري اعتداءات خارجية وإرهاباً موجهاً من قبل قوى إقليمية ودولية».
وأضاف أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية متواجدة في سورية بدعوة من حكومتها وشعبها وأن هذه الاتفاقيات تأتي في هذا السياق وستستمر هذه الاتفاقيات والتعاون السياسي والعسكري والاقتصادي الواسع مع الحكومة والشعب السوري أكثر فأكثر حتى دحر الجماعات الإرهابية عن الأراضي التي تحتلها».
ووقّع وزير الدفاع السوري، علي عبد الله أيوب، مع رئيس أركان الجيش الإيراني، محمد باقري، الأربعاء الماضي، اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين البلدين. ونصت الاتفاقية على «تعزيز التعاون العسكري والأمني في مجالات عمل القوات المسلحة ومواصلة التنسيق»، وتناولت «الأوضاع في سورية وضرورة انسحاب القوات الأجنبية التي دخلت بطريقة غير شرعية».
فيما أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن ارتياحه لنتائج اجتماعات الجانبين السوري والإيراني وتوقيع اتفاقية التعاون العسكري والتقني بين البلدين، والتي تجسّد مستوى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع سورية وإيران، وتأتي كنتيجة لسنوات من العمل المشترك والتعاون لمواجهة الحرب الإرهابية على سورية، والسياسات العدوانية التي تستهدف دمشق وطهران.
إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين ضرورة عدم تسييس ملف المساعدات الإنسانية إلى سورية وأن يتم إيصالها بالتنسيق مع حكومتها الشرعية.
وأشار فيرشينين في تصريحات للصحافيين أمس، إلى أن إرسال المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق في سورية يتم بنجاح من قبل الحكومة السورية، داعياً الجميع إلى مواصلة إرسال وزيادة المساعدة الإنسانية لجميع السوريين من دون استثناء وانطلاقاً من أسس القانون الإنساني الدولي.
ولفت إلى أن الإبقاء على معبر واحد لإيصال هذه المساعدات يكفي ولا ينبغي أن يثير القلق لدى أحد، مبيّناً أن المهمة الرئيسية الماثلة الآن تكمن في تخفيف معاناة السوريين.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى يوم الجمعة الماضي مشروع قرار حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية من خلال معبر حدودي واحد لمدة عام.
ميدانياً، كشفت صحيفة «الوطن» السورية، الأحد، بأن الجيش السوري استهدف مواقع لفصائل إرهابية في محافظتي حماة وإدلب رداً على هجوم شنته السبت على مواقع للجيش السوري.
وقالت الصحيفة إن الجيش السوري استهدف الأحد «مواقع للإرهابيين بريفي حماة الغربي وإدلب الجنوبي، وحقق فيها إصابات مباشرة، وذلك رداً على اعتداءاتهم التي طالت نقاطاً له وخرقهم اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد».
ونقلت الصحيفة عن مصدر ميداني أن وحدات الجيش العاملة في ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي، استهدفت برمايات من المدفعية الثقيلة نقاط تمركز وتحرّكات للمجموعات الإرهابية التابعة لـ»جبهة النصرة» في قرى المنصورة وقليدين والحميدية بريف حماة الغربي، وفي قرى البارة وفليفل والفطيرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وحققت فيها إصابات مباشرة.
وأعلن مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سورية والتابع لوزارة الدفاع الروسية، السبت، أن الجيش السوري صد هجوماً شنه نحو 250 مسلحاً لتنظيم «جبهة النصرة» على مواقع للقوات الحكومية بمحافظة إدلب، وتمكّن من تحييد 8 عناصر من المهاجمين.
وكان الأدميرال ألكسندر شيرتبيتسكي رئيس مركز المصالحة في قاعدة حميميم، الأحد، قال إن الدفاعات الجوية أحبطت هجوماً لمسلحين على القاعدة العسكرية في الساحل السوري.
وقال شيرتبيتسكي: «حددت أنظمة الدفاع الجوي الروسية طائرتين من دون طيار تقتربان من المنطقة المحيطة بقاعدة حميميم العسكرية الجوية الروسية من الاتجاه الشمالي الشرقي، ودمرت طائرات جوية روسية الطائرتين من على بعد خمسة كيلومترات من القاعدة الجوية».