الساديّة السياسيّة تخريبيّة
تتصرّف بعض القيادات والأحزاب مع قضايا الناس اليومية بطريقة غريبة عجيبة في حماسها للخراب، ورفضها تصديق أي معلومة أو تحليل يتحدثان عن إيجابية يمكن أن تخفف معاناة الناس.
الذين يتربّصون بحكومة الرئيس حسان دياب من موقع الحنين للعودة إلى السلطة يصعب عليهم الاعتراف بأن تحسناً يمكن أن يطرأ على شؤون الناس الحياتية في ظل هذه الحكومة، ولذلك فهم يجهدون خصوصاً للتشكيك بأي تحسن سواء طال سعر صرف الدولار أو إشارات خارجية تقول بإمكانية ظهور إيجابيات في تعامل صندوق النقد أو بعض الدول لتقديم مساعدات أو ودائع أو تأمين المشتقات النفطية بعقود ميسرة، والأمر لا يقف عند هذا الحد من التمنيات والتحليلات والترويج للسواد، بل إنهم إذا اقتضى الأمر لا يتورعون عن دخول سوق الصرف للضغط لرفع سعر الدولار وتشجيع الناس على شرائه والذهاب لتحريض الذين يمكن أن يتفاعلوا إيجاباً بتأثير حساباتهم الخاصة للتريث ونشر صورة سلبية لديهم.
بعض الذين يدعون الثورية ويحملون راية التغيير لا يريدون أن يروا إلا السواد ولا يمانعون في صناعته وتعذيب الناس وتجويعها ليقولوا إن لا حل إلا بمشروعهم الخاص ولو كان رومانسياً أو مراهقاً أو عبثياً.
الذين تورطوا ورفعوا شعارات تربط الحلول والانفراجات بوضع مصير سلاح المقاومة على الطاولة لم يستطيعوا أن يتقبّلوا أن أصحاب المشروع الأصلي قد وصلوا لطريق مسدود واضطروا للتموضع ولا يستطيعون تخيل الحديث عن انفراجات لا ترتبط بإضعاف المقاومة، بل تأتي ترجمة لقوتها.
هؤلاء من نماذج تخريبية لا مكان للوطنيّة عندها، لأن الأنا المتضخّمة عندهم تجعلهم على استعداد لارتكاب ما يسيء لوطنهم فقط لتأكيد مواقعهم ومواقفهم، والنرجسية تصير سادية في كثير من الأحيان ولا تقل سوءاً وأذى عن العمالة.