الوطن

«اللقاء التشاوري»: أيّ تلميح أو تصريح حول شرعية سلاح المقاومة هو انتحار للبنان

عقد نواب «اللقاء التشاوري» اجتماعهم الدوري، في دارة الرئيس عمر كرامي في بيروت، حضره النواب: عبد الرحيم مراد، فيصل كرامي، قاسم هاشم، الوليد سكرية، عدنان طرابلسي، الوزير السابق حسن مراد، طه ناجي، وتداول المجتمعون في مستجدات الوضع الراهن.

بعد الاجتماع تلا كرامي بياناً، أشار فيه المجتمعون إلى أنّ «في مثل هذه الأيام، قبل أربعة عشر عاماً، شهد لبنان الحدث المفصلي في تاريخ صراعه مع العدو الصهيوني عبر حرب تموز 2006. هذه الحرب أرادتها إسرائيل عدواناً تدميرياً شاملاً، وحولتها إرادة ودماء المقاومين إلى ملحمة صمود وانتصار أرست توازن ردع مع العدو هو الأول من نوعه في تاريخ الصراع العربيالإسرائيلي، وهي مناسبة لتأكيد أهمية المتغيّرات الاستراتيجية في قواعد الاشتباك التي نجح اللبنانيون في تحقيقها عبر تضحياتهم وصمودهم ونصرهم المحقق والمضمخ بدماء الشهداء، ولتوجيه تحية فخر واعتزاز لمن واجه وضحّى وصان للأمة عزتها وكرامتها».

وأكدوا «الثوابت التي طرحها البطريرك بشارة الراعي لا سيما في ما يتعلق بالسيادة اللبنانية تجاه الداخل والخارج، وعلى أهمية أن يكون السلاح الشرعي المتمثل بالجيش اللبناني هو الحامي الحصري للبلاد والعباد»، لافتين في الوقت نفسه نظر الراعي «بكثير من الاحترام والمودة إلى أن جيشنا الوطني يفتقر إلى التجهيزات والإمكانات لتولي هذه المهمة، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية التي تستهدفنا في هذه الأيام شعباً وجيشاً، وبالتالي فإنّ علينا أن نسعى جميعاً، ومن مختلف مواقعنا، إلى تحصين هذا الجيش وتطوير جهوزيته في العديد والعتاد لكي يتمكن من القيام بواجبه الوطني المقدس، وقبل أن يتحقق لنا ذلك فإنّ أيّ تلميح أو تصريح يتعلق بشرعية سلاح المقاومة يعني الانتحار السياسي والعسكري للبنان وهو ما لا يرضاه غبطة البطريرك وما لن نرضاه أياً تكن التهديدات والعقوبات، وعلينا ان نقرّ وندرك بأن قدر لبنان هو المواجهة عبر المقاومة».

وأضافوا «أما بالنسبة إلى الحياد، فإنّ لبنان الرسمي حريص على أفضل العلاقات مع كلّ أصدقائه في العالم ومع كلّ أشقائه في العالم العربي وعلى النأي بنفسه عن الواقع الاقليمي المشتعل. غير أنّ الحياد والنأي بالنفس لا يشملان على الإطلاق موقفنا تجاه العدو الإسرائيلي الذي يحتل أجزاء عزيزة وغالية من أرضنا، ويخرق السيادة اللبنانية بشكل يومي، ويتحيّن الفرص للسطو على ثرواتنا البحرية. كما أنّ الحياد والنأي بالنفس لا يشملان على الإطلاق موقفنا تجاه تصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمّى صفقة القرن التي يخططون ويعملون لها والتي تتضمّن بين بنودها توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان».

من جهة ثانية، أبدى المجتمعون «ارتياحهم للخطوات الحكومية الأخيرة الهادفة إلى محاصرة الأزمة الاقتصادية والمعيشية، وهم يأملون أن تحظى هذه الخطوات بدعم ومؤازرة كلّ الأشقاء العرب وكل الدول الصديقة وكلّ المعنيين بغض النظر عن الاختلافات السياسية، لأنّ السفينة المهدّدة بالغرق، والتي هي لبنان، تضمنا جميعاً، فإما نغرق معاً وإما ننجو معاً».

واستغربوا قرار مفتي الجمهورية «بتعيين لجان الأوقاف في عدد من المناطق اللبنانية وذلك بأسلوب غلب عليه طغيان تيار سياسي وحزبي محدد»، آملين من «المفتي بأن يبقى المرجعية الجامعة لكل أبناء الطائفة من دون انحياز لهذا التيار أو ذاك، وصدق من قال «ما دخلت السياسة أمراً إلاّ وأفسدته».

إلى ذلك، التقى أعضاء اللقاء التشاوري مع السفير الروسي الكسندر زاسيبكين وأقاموا حفل غداء وداعي للسفير على شرفه لمناسبة انتهاء عمله في لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى