المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا يؤيّد دعوة «النواب» لتدخل مصر العسكريّ والقوات المصريّة تبدأ استعداداتها
أعرب نائب رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا والمسؤول عن قطاع النفط والغاز والمياه بالمجلس، الشيخ السنوسي الزوي الحليق، تأييد المجلس لدعوة البرلمان الليبي إلى مصر بالتدخل عسكرياً في حال وجدت تهديدات من القوات التركية وقوات حكومة الوفاق للأمن القومي المصري والليبي.
وقال الحليق أمس: «نحن كمجلس أعلى لقبائل ليبيا داعمون للبرلمان الليبي وللجيش الوطني الليبي وداعمون لوحدة ليبيا وللمصالحة الوطنية وداعمون لوقف إطلاق النار ولوحدة الصف وداعمون للمبادرة التي بادر بها عقيلة صالح لتشكيل مجلس رئاسي جديد من رئيس ونائبين».
وأضاف «بخصوص دعوة مجلس النواب لحكومة جمهورية مصر العربية بهذه الدعوة نحن داعمون لا شك ونؤيد ولكن إذا تطلب الأمر نطلب أن يكون تدخلاً عربياً وليس تدخلاً مصرياً فقط، لأن قضية ليبيا قضية الوطن العربي وليست قضية مثال ليبيا ومصر وإنما قضية عربية وعاصمة عربية تحتل أمام الملء لذلك نطلب تدخل العرب بصفة عامة والجامعة العربية والدفاع المشترك العربي».
ولفت الحليق إلى أن هناك وفداً رفيع المستوى سيلتقي السيسي الخميس المقبل، وقال «غداً هناك وفد رفيع المستوى برئاستي من المشايخ والأعيان على مستوى ليبيا من الشرق والغرب والجنوب الشرقي والغربي، هذا الوفد سيتّجه إلى مقابلة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للنقاش معه لتأكيد مطالب البرلمان الليبي».
وأوضح: «هذا الوفد يتكون من 50 شيخاً على مستوى ليبيا وسيغادرون اليوم من مطار بنينا الدولي في بنغازي الساعة 12، متجهين مباشرة إلى القاهرة واللقاء سيكون يوم الخميس والرجوع يوم الجمعة».
وسمح البرلمان في شرق ليبيا (مجلس النواب) للقوات المصرية بالتدخل في الصراع الليبي مساء الثلاثاء. وقال في بيان إن «للقوات المصرية الحق في التدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت تهديداً وشيكاً لأمن البلدين».
فيما اعتبر الخبير العسكري، الجنرال المصري محفوظ مرزوق، أن «حجم المناورات العسكرية التي تجريها القوات المصرية وتطوير عمليات الإنزال، يشير إلى أن القاهرة تستعدّ جدياً لعملية عسكرية في ليبيا».
وتعليقاً على بيان البرلمان الليبي، حدد الخبير ثلاث نقاط مهمة تحدّد تصرفات مصر.
وقال مرزوق لوكالة نوفوستي الروسية أمس: «أولاً أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن في نهاية حزيران إن بلاده مستعدة لمساعدة القبائل الليبية في مكافحة التدخل الأجنبي من خلال تدريبهم وتسليحهم. وذكر الرئيس أيضاً أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا له الآن شرعية بموجب القانون الدولي».
وبحسب السيسي فإن «الخط الأحمر» لتقدم قوات حكومة الوفاق هو مدينة سرت الواقعة على بعد 900 كيلومتر من الحدود مع مصر ومدينة الجفرة.
وأضاف الجنرال مرزوق: «ثانياً، من الممكن أنه إذا تم اتخاذ هذا القرار، فسيكون ذلك مبرراً سياسياً لتدخل القوات المسلحة المصرية في ليبيا».
وأكد الخبير أن «طبيعة التدريبات العسكرية للقوات المسلحة المصرية وحجمها… وأنواع الأسلحة تشير إلى أن مصر بدأت الاستعدادات الاستراتيجية للعملية العسكرية الرئيسية».
وأوضح أن هناك نقطة أخرى مهمة: «المناورات العسكرية للبحرية المصرية تشتمل على تطوير عمليات الإنزال البحري والجوي. يمكن استخدام هذا الإنزال كجزء من الدفاع، وفي الوقت نفسه، يمكن استخدامه كجزء من عملية هجومية لتحريك القوات لمسافات طويلة وإنزالها على الشاطئ، في مناطق تحت سيطرة قوات العدو».
وأعرب الجنرال مرزوق عن اعتقاده بأن «الإنزال قد يكون هجوماً في أعماق أراضي العدو».
وأجرت مصر الأسبوع الماضي مناورات عسكرية واسعة النطاق تحمل الرمز «حسم 2020»، على حدودها المتاخمة لليبيا، شاركت فيها جميع فروع القوات المسلحة المصريّة. وبحسب مرزوق، لفهم ردة فعل مصر، من الضروري مراعاة هذه الحقائق الثلاث، التي تعتبر «إشارات» واضحة على مدى الاستعداد.
ومع ذلك، أشار إلى أن «الوضع الفعلي قد يتغيّر بين لحظة وأخرى، ومن المحتمل عدم اتخاذ قرار بشأن التدخل».
وتستمر في ليبيا المواجهة بين حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، التي تسيطر على العاصمة طرابلس والأقاليم الواقعة غرب البلاد، وتحظى بدعم تركيا العسكري، من جهة، و»الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد، من جهة أخرى.