حياة كصرصار
كصرصار على عرش منزل فارغ
البرد ينخر عظامي لا دفء في المكان،..
بيت بلا روح وأسلاك كهرباء أحرقت شمعاتها، هدوء ينذر
بالموت “صنبور” ماء يشكو لوعة العطش ومدفأة فقيرة ترتجف من البرد معي
أين أنا…. لم كل هذه الظلمة؟..
خشب محطم
أكياس مؤونة مندثرة، كتب لم تفتح… لم أنا هنا؟
… أعدّ بلاط النزوح … لا إخوة لي.. أنا التي ملأت البئر بدمهم … وتحايلت على أبي وجدي ….
لا أولاد معي، لا أملك قوة الانطلاق
في صمتي ضجيج كون ﻻ يهدأ يصرخ في رأسي…
يتوجّع.. وقطع في شراييني صمتي، النار تغلي
النار تكوي.. تشعل بؤبؤ عيني
في صمتي شفتي تثور، في صمتي لساني، يموج داخل سجن أبيض.. وحدها بسمتي تشمت بي..
وحده الوقت يدور في ضجة الأيام المسكرة ….. كأنما رسام يرسم بغير ريشته، كطير يسطو على مملكة اﻷسود، كزرافة قصرت رقبتها لتعشق جرذ…
كقطة وقعت في شرك فأر، نتمشى في دفء الأمس
ونتسكع في صقيع اليوم، لا نطال وهج المدفأة ولا نستمتع بثلج الشتاء.
كصرصار قرر أن يتربع عرش ذاك المنزل الفارغ من أوﻻده، وضع التاج على رأسه وأخذ يأكل من سكره وأرزه..
لا يخاف من مبيد، ولا يأبه لدعسة حذاء تحوله.. لعدم .
ميساء الحافظ