ورد وشوك
يا سادة يا كرام هل جاءكم حديث من سبقنا من خير الأنام…
من كانت الحكمة تلازم أقوالهم والرشد والالتزام سيد أفعالهم كمثل: أن لا يلدغ المرء من جُحر مرتين…
نحن أمة نترنّم بذكر أقوال مأثورة نعتبرها حكماً أخذناها من أفواه الحكماء لكننا ما ترجمناها قط لأفعال…
والعيب فينا كأفراد نواة كل المجتمعات غالباً ما نختار متأثرين بعواطفنا وكلاء عنا نمنحهم كل الصلاحيات في إدارة أمورنا في الحياة…
ببساطة جعلناهم ساسة وأكسبناهم الحصانة بعد أن بوأناهم مقاعد الحل والربط.
المفروض أنها مقاعد تليق بمن كانوا أهلاً للتشريع وقوننة الحياة المدنية والسياسية على كافة الأصعدة الداخلية والدولية.
فإذا بهم بمعظمهم نهازي فرص يُعملون في سياساتهم مبدأ المحسوبيات… مسرعين ينطلقون لاغتنام سنوات تربعهم على مقاعد التشريع لتحصيل الغنائم المادية والمعنوية تأميناً لعائلاتهم حتى الأحفاد…
ناسين أو متناسين الغرض من إحرازهم أسمى وأرقى التسميات (نائباً في مجلس النواب)
وما هم في حقيقة الأمر إلا نوائب حلّت بمن أجلسهم تحت قبة البرلمان.
مواكبهم تملأ الشوارع والطرقات وأولادهم ومن يلوذ بهم ترافقهم في مرابع السهر ثلة من المرافقين أصحاب العضلات بمناظر تؤذي أعين الشرفاء وتجعل الفئران تلعب في صدور الحساد…
صور اعتدنا رؤيتها دهوراً وسنوات وعلى مدار أغلب الدورات والآتي أعظم حسب كل المجريات من حصار وعقوبات…
والحل يتبدى في حسن الاختيار لمن يليق به التكليف لا التشريف وهنا يكمن السؤال:
كيف لنا أن نُحسن الاختيار فلا ينطبق علينا المثل «على نفسها جنت براقش» وأمامنا لوائح وقوائم ما بدا منها صور شخصية لمرشحي المقاعد النيابية بربطات عنق أنيقة أجنبية وابتسامات هوليودية لا ندري ما تخفي وراءها من نيات سواء كانت إيجابية أم سلبية…
المهم أعظم تحية لمن كان همه الأول معالجة ما أمكن من الهموم الإنسانية والوطنية…
وهكذا يا سادة يا كرام لن نجزع إذا نابتنا نائبة سنصبر ففي الصبر عند الضيق متسع.
رشا المارديني