ملتقى «متحدون ضدّ صفقة القرن»: التحرير آتٍ والاحتلال إلى زوال
ندّد بالتطبيع مع العدو والحصار والعقوبات على دول المقاومة وقواها
عُقد في دار نقابة الصحافة أمس، مؤتمر صحافي لإعلان البيان الختامي للملتقى العربي «متحدون ضد صفقة القرن وقرار الضمّ»، الذي انعقد السبت والأحد الماضيين عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
حضر المؤتمر الصحافي وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عضوي المجلس الأعلى قاسم صالح وسماح مهدي وعضو المكتب السياسي المركزي وهيب وهبي، وشخصيات وممثلو هيئات وأحزاب لبنانية وفلسطينية وعربية.
تلا البيان الختامي عضو اللجنة التحضيرية للملتقى معن بشّور وشاركه الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح، والمدير العام لمؤسسة القدس الدولية ياسين حمّود، في حضور شخصيات وممثلي هيئات وأحزاب لبنانية وفلسطينية وعربية.
واستُهلّ المؤتمر بكلمة لنقيب الصحافة عوني الكعكي رحب فيها بالحضور، وقال «انه لشرف كبير لنقابة الصحافة أن يُعقد هذا المؤتمر وعنوانه فلسطين لأنّ فلسطين هي في قلب ودم وعروق كلّ مواطن عربي لا فيها مسلم ولا فيها مسيحي، وأنا سعيد جداً بهذه الوجوه الطيبة التي اعتبرها من نواة هذا المجتمع خصوصاً أن لبنان في هذه المؤتمرات يستيعد دوره الحقيقي الذي هو دور المحبة والوفاق. ونحن دائماً كنا نقول لإسرائيل إن هذا التعايش في لبنان هو الاتحاد نعمة فأنتم دولة يهودية».
ثم تلا بشّور البيان الختامي، وقال «بعد تهنئة المقاومة في لبنان وفلسطين بالانتصارات التي تحققت على العدو الصهيوني وشكلت تحولاً نوعياً في مسار الصراع وأحدثت توازن ردع مع هذا العدو، توقف المجتمعون أمام الأخطار المحدقة بفلسطين، والعدوان المستمر عليها من الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني، والتي كان آخرها تبني الرئيس الأميركي ترامب لجريمة القرن القاضية بتصفية القضية الفلسطينية، من خلال اعلان القدس عاصمة «للدولة» اليهودية ونقل السفارة الأميركية إليها، واعترافه بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان السوري المحتل. وشروع العدو في تنفيذ خطة ضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية بما فيها غور الأردن إلى سيادة الكيان الصهيوني، من دون اكثراث لحقوق الشعب الفلسطيني الذي طرد من أرضه منذ 72 عاماً، أو مراعاة للمواثيق الدولية والقرارات الأممية الصادرة حيال فلسطين أو لشرعة حقوق الإنسان وعدم الانصياع للقانون الدولي الذي يعطي الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير».
وأشار إلى أن المجتمعين أجمعوا «على أن قضية فلسطين لن تموت لأنها قضية حق، وأن إحدى مهمات الحركات الشعبية العربية هي مواجهة اليأس والإحباط والتمسك بثقافة المقاومة».
وأكدوا الحاجة «إلى وضع استراتيجية شعبية عربية، لا للمشاركة برفض مخططات الضم وجريمة العصر فحسب، وإنما في التهيئة لانخراط شعبي عربي وإسلامي مع الشعب الفلسطيني في معركته المتواصلة مستفيدة من متغيرات مهمة في موازين القوى الإقليمية والدولية، ومن مظاهر ترهل وتفكك في الكيان الصهيوني وفي دعم رئيس الولايات المتحدة الأميركية له».
وأردف «جرى خلال المناقشات عرض لمجمل التحركات الشعبية داخل فلسطين وعلى مستوى الأمة، ومن خلال أحرار العالم وأكد المشاركون ضرورة أن يكون هذا الملتقى قوة دفع لوقائع جديدة على الأرض الفلسطينية والعربية وفي العالم».
وصدر عن الملتقى إعلان اعتبر فيه، أن خطة الضم هي استكمال لجريمة القرن التي أعلنها ترامب لتصفية القضية الفلسطينية وإحكام قبضة العدو الصهيوني على كامل فلسطين وإقامة دولته اليهودية العنصرية على أراضيها من دون مراعاة أي حق من حقوق شعبنا الفلسطيني. وحذّر من «من أخطار هذه الخطة التي تعتزم قيادة الاحتلال الصهيوني القيام بها»، مجدداً الرفض القاطع لها ولجريمة القرن،معتبراً أن «هذه الخطوة هي عدوان جديد صارخ على شعبنا الفلسطيني وأمتنا جمعاء، وهي أحد فصول الإجرام ضد الإنسانية التي تدعمها وتساندها الإدارة الأميركية العنصرية ضد الإنسانية».
وأعلن الملتفى دعمه «الموقف الفلسطيني الشجاع والموحد، الرافض لجريمة القرن وخطة الضم»، مؤكداً أنه «المرتكز الأساسي في هذه المواجهة ويشكل الصفعة الأولى والقوية في الرد على هذا العدو(…) والتوافق على استراتيجية وطنية موحدة، لمواجهة ومقاومة هذه الجريمة والخطة الخطيرة».
وأكد «أن اللقاء الذي جمع حركتي «حماس» و»فتح» خطوة مباركة وفي الاتجاه الصحيح»، داعياً إلى «تمتينها وتوسيعها لتشمل جميع قوى المقاومة في فلسطين والعمل لمساعدتها على الاستمرار من أجل العمل الوطني المشترك، فاللحظة الراهنة تستوجب فتح بوابات الوحدة على مصراعيها للاستيعاب الكامل لجهود الجميع وإطلاق انتفاضة شعبية وميدانية في إطار المواجهة الشاملة في كل الساحات، وعلى كل المستويات مقدمة لدحر الاحتلال واستعادة الحقوق والمقدسات كاملة».
ورأى في «المواقف الأردنية الأخيرة خطوة متقدمة في مواجهة مشروع الضم الصهيوني للضفة الغربية ومنطقة الأغوار»، داعياً «إلى تطوير هذه المواقف من أجل التكامل مع الموقف الفلسطيني ليشكلا معاً رأس حربة في جبهة واسعة تضم الجميع وفي مقدمها دول الطوق من سورية إلى لبنان ومصر لإسقاط هذه المخططات التي تستهدف الأمة بأقطارها كافة».
وحيّا «صمود شعبنا الفلسطيني المجاهد والمناضل في الأراضي المحتلة امام آلة العدو الاجرامية وثباته ومقاومته في الدفاع عن الأرض والمقدسات»، معرباً عن اعتزازه «بشهدائه الأبرار وعوائلهم والجرحى المضحين والأسرى الصابرين. وكلنا ملء الثقة بهذا الشعب الذي منه نتعلم الدفاع عن الأوطان في مواجهة الاحتلال».
كما حيّا «شعبنا الفلسطيني في الشتات على التمسك بموقفه الراسخ برفض مشاريع التوطين والتهجير وإصراره على حق العودة إلى وطنه العزيز رغم كل المعاناة وشظف العيش والإغراءات، ولا شك أنه سيطلق أوسع حراك شعبي مع أبناء الأمّة وأحرار العالم بمختلف الأشكال».
وأثنى الملتقى على المواقف العربية والإسلامية والدولية الرسمية والشعبية الرافضة لصفقة ترامب ومخطط الضم، داعياً «الحكومات والبرلمانات لاتخاذ إجراءات متقدمة في هذه المواجهة وقطع العلاقات مع الدول التي اعترفت بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني تنفيذاً لقرارات اتخذتها سابقاً قمم عربية».
وأكد «سقوط الرهان على المفاوضات ومشاريع التسوية» معتبراً أن «خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق والمقدسات»، وقدّر عالياً «دور الدول والجهات العربية والإسلامية الداعمة للمقاومة في فلسطين سياسياً ومادياً وعسكرياً».
وندّد الملتقى «بخطوات التطبيع مع العدو الصهيوني» التي يعتبرها «جريمة وخيانة للقضية الفلسطينية والذي تورطت به بعض الأنظمة والهيئات والأفراد» وطالبهم بوقف التطبيع فوراً وقطع كل العلاقات والاتصالات مع هذا الكيان الغاصب، محذراً «من محاولات العدو خرق دول المنطقة عبر هذه البوابة».
ودعا الملتقى الأمة أنظمة وشعوباً، إلى نبذ خلافاتها وتوحيد صفوفها وإعادة الإعتبار إلى القضية الفلسطينية على أنها القضية المركزية للأمة، ودعم الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية وآخرها جريمة «صفقة القرن» وخطة الضم، وإسناد شعبنا الفلسطيني عبر دعم صموده وتثبيته في أرضه ووطنه ومقدساته. ودعا إلى استمرار العمل من أجل طرد الكيان الصهيوني من مختلف المنتديات الإقليمية والدولية. وندّد الملتقى «بالحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على بعض دول المنطقة وشعوبها بهدف ارباك هذه الدول واشغالها لتمكين العدو من التفرغ لإنجاز مخطط تهويد ما تبقى من أرض فلسطين»، مؤكداً شجبه «الحصار الظالم والعقوبات الاقتصادية الجائرة على دول المقاومة وقواها، بهدف تجويع شعوبها وكسر إرادتها»، معتبراً أن «قوانين الحصار وإجراءاته ضد سورية وفلسطين ولبنان واليمن وإيران وفنزويلا وغيرها، إنما هي مخرجات لجريمة القرن وتمهيد لتنفيذها، وهي مخالفة للقانون الدولي».
ودعا «الدول الصديقة وأحرار العالم إلى رفض «صفقة القرن» وخطة الضم ومخرجاتهما والعمل على إسناد الشعب الفلسطيني ودعم صموده ونضاله»، مؤكداً «ضرورة وضع خطط تفصيلية مع المؤتمرات العربية والدولية، وإشراك المنظمات الشعبية والنقابية كافة في تنفيذها، ووضع برنامج هادف لإنماء ثقافة المقاومة وممارسة أعلى درجات الضغط الشعبي على النظام الرسمي العربي».
ووجه نداءً «إلى الإعلاميين العرب والمسلمين وإلى تنظيماتهم المهنية من أجل الانخراط بقوة أكبر وفضح الإرهاب الصهيوني وجرائمه وأخطاره». ودعا «إلى قيام مبادرات عملية مستعجلة في منطقة الأغوار لدعم صمود أهلها وتثبيتهم وفرض أمر واقع على الاحتلال».
وأكد الملتقى أنه «إذا كانت قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمّة، فإن القدس ومقدساتها هي البوابة المركزية للدفاع عن القضية المركزية والهوية في آن».
وأعلن المجتمعون عن تأليف لجنة متابعة من ممثلي الهيئات الداعية إلى هذا الملتقى ممن شاركوا في التحضير له، ومن يرتأون إضافته لتنفيذ مخرجات الملتقى وتطويرها في ظل التطورات.
وختم «إن قضية فلسطين هي قضية عربية إسلامية إنسانية عادلة، وستعود فلسطين إلى أهلها وأمتها، وإن طال الزمن، فالتحرير آت والاحتلال إلى زوال».