دمشق وموسكو تدعوان واشنطن إلى الانسحاب من المناطق التي تحتلّها.. ومجموعات «قسد» تختطف عدداً من المدنيين في قرى ريف دير الزور
الخارجيّة الروسيّة تبحث مع بيدرسون التحضيرات لانعقاد اللجنة الدستوريّة السوريّة
ناقش نائب وزير الخارجيّة الروسي، سيرغي فرشينين، مع المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، التطورات السياسية في سورية، وكذلك التحضيرات لانعقاد اللجنة الدستورية السورية المقبلة.
وجاء في بيان الخارجية الروسية، أمس: «ناقش الطرفان باستفاضة مجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بالدفع قدماً بالعملية السياسية التي يقودها وينفذها السوريون أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، بما في ذلك التحضير للاجتماع المقبل للجنة الدستورية في جنيف».
ودعا المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، أواخر الشهر المنصرم، إلى اجتماع اللجنة الدستورية السورية في جنيف في شهر آب/أغسطس المقبل. وقال خلال مؤتمر دعم مستقبل سورية، «ستجتمع اللجنة في جنيف في نهاية آب/أغسطس، وأتمنّى أن تجتمع بشكل منتظم ودوري».
كان بيدرسون قد نوّه في مؤتمر سابق، بأنه وقبل هذا التدهور الاقتصادي الأخير، كان 80% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، حيث يقدّر برنامج الأغذية العالمي أن نحو 9.3 مليون شخص يعانون من انعدام الغذاء، وأكثر من مليونين معرّضون للخطر، وهو ارتفاع بنحو 42% عن العام السابق.
ومن العوامل التي ساهمت في تدهور الاقتصاد، بحسب بيدرسون، أزمة البنوك في الجارة لبنان، والتداعيات التي شهدتها جميع المجتمعات والاقتصادات بسبب تدابير مكافحة جائحة (كوفيد-19).
وفي سياق متصل، جددت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين تأكيدهما أن احتلال الولايات المتحدة وحلفائها بعض الأراضي السورية يزيد من معاناة المدنيين ودعتا واشنطن إلى التوقف عن زعزعة استقرار الوضع في سورية والالتزام بالقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة والانسحاب من المناطق التي تحتلها.
ودعت الهيئتان في بيان مشترك الولايات المتحدة إلى التوقف عن الممارسات الهادفة إلى زعزعة استقرار الوضع في سورية والالتزام الصارم بالقانون الدولي وأكدتا أن احتلال الولايات المتحدة وحلفائها بعض الأراضي السورية يزيد من معاناة المدنيين ويؤخر العودة إلى الحياة السلمية في البلاد.
وأشار البيان إلى أن واشنطن ومرتزقتها من الإرهابيين في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية ومحيط مخيم الركبان للمهجرين يجبرون الرجال المحتجزين مع عوائلهم في المخيم على الانضمام إلى الجماعات الإرهابية المسلحة الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال الأميركية من أجل الحصول على إمكانية العيش في المخيم وإطعام أسرهم، وذلك وفق شهادات أدلى بها إرهابيون تابعون لما يسمّى «مغاوير الثورة» المدعومين من قوات الاحتلال الأميركية.
ولفت البيان إلى أن الإرهابيين في منطقة مخيم الركبان يمنعون المساعدات الغذائية عن المهجرين الذين يرفضون الانضمام إليهم.
وتحتجز قوات الاحتلال الأميركية في منطقة التنف قرب الحدود السورية الأردنية آلاف المدنيين في ظروف بالغة الصعوبة وذلك بالتوازي مع مواصلة هذه القوات سرقة حقول النفط في سورية ونهب ثرواتها في المناطق التي تحتلها.
إلى ذلك، حذّر رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي، من أزمة إنسانية في الشمال السوري، مشيراً إلى استمرار عدم استقرار الوضع في المنطقة.
وقال ساسولي خلال مؤتمر صحافي، أمس، خلال اجتماعات المجلس الأوروبي: «موقف الاتحاد الأوروبي واضح حول الوضع في شمال سورية، ونحن حذرنا من أنه ستكون هناك أزمة إنسانية كبيرة».
شهدت محاور ريف إدلب الجنوبية والغربية مؤخراً سلسلة من الغارات الجوية تركزت على مواقع ومقار وآليات تابعة للمجموعات الإرهابية المسلحة، كانت طائرات الاستطلاع الروسية قد حددتها ضمن بنك أهداف في وقت سابق.
وأكدت معلومات في ريف إدلب أن الطيران الحربي السوري نفذ 8 غارات جوية مركزة استهدفت مقار مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» في محاور بلدات البارة وبنين ومحيط مدينة أريحا في ريف إدلب، ومناطق سيطرة مسلحي «الحزب الإسلامي التركستاني» و»جماعة الألبان» على أطراف تلال كباني في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، تزامناً مع رميات مدفعية وصاروخية باتجاه جبل الزاوية والأربعين في ريف إدلب الجنوبي.
وكان المركز الروسي للمصالحة أعلن، الثلاثاء الماضي، عن استهداف إرهابي بعبوة لعربة عسكرية روسية خلال دورية مشتركة مع الجيش التركي في سورية.
ميدانياً، واصل تنظيم «قسد» أفعاله بحق الأهالي واختطف عدداً من المدنيين في قرى عدة في ريف محافظة دير الزور (شرقي سورية)، وسط حالة رفض شعبية واسعة.
وقالت وكالة «سانا» السورية للأنباء، نقلاً عن مصادر: إن «تنظيم قسد والقوات الأميركية فرضوا حظراً كاملاً للتجوال في تلك القرى وأغلقت جميع الأسواق والمحال التجارية والأفران»، مبينة أن «أهالي قرية الجرذي خرجوا بمظاهرات بعد إصابة أحد الأشخاص برصاص التنظيم وقطعوا الطرقات بالحجارة والإطارات المشتعلة».
وبحسب الوكالة، فقد خرج أهالي منطقة الجزيرة السورية الذين ضاقوا ذرعاً بممارسات تنظيم «قسد» والقوات الأميركية على مدار الأسابيع الماضية بمظاهرات احتجاجيّة شملت العديد من البلدات والقرى في أرياف الحسكة ودير الزور، مطالبين بخروجهم من مناطقهم.
من جهة أخرى، أفادت تقارير إعلامية سورية، مساء الخميس، بأن الدفاعات الجوية السورية، تصدّت لطيران مسير مجهول فوق ريف حماة.
وقالت قناة «الإخبارية» السورية في صفحتها عبر موقع «فيسبوك» إن الدفاعات السورية تصدت لطائرات مسيّرة مجهولة المصدر فوق مدينة سلمية في ريف حماة وسط البلاد.
وقالت القناة السورية إنها لم تعرف على الفور مصدر تلك الطائرات المسيّرة، وأشارت إلى أن مزيداً من التفاصيل سيتمّ الكشف عنها لاحقاً.
وكانت وزارة الدفاع السورية، قد أعلنت في وقت سابق عن تصدّي دفاعاتها الجوية لعدوان صهيونيّ على عدد من مواقعها العسكرية في ريف حماة.
وقالت الدفاع السورية، في بيان نشرته على موقعها الالكتروني على لسان مصدر عسكري، إنه «في تمام الساعة 00,45 نفذ العدو الصهيوني عدواناً جوياً جديداً استهدف فيه مواقع عدة تابعة للجيش السوري في السلمية والصبورة بريف حماة».