أخيرة
مجزرة الكاتب والكتاب عبر التاريخ *
} يكتبها الياس عشّي
المشهد الرابع والأخير
…تصوّروا رعب المشهد: الطغاة يحاكمون سعاده… يحكمون عليه… وينفذون الحكم في أقلّ من أربع وعشرين ساعة. لقد حوكم «سقراط» أمام مجلس الشيوخ، ودافع عن نفسه، وأُعطي فسحةً كي ينجو من الموت، لكنه رفض أن يساوم على مبادئه، وأخلاقه، وشرف الكلمة التي بشّر بها، وشرب السمّ.
وستبقى محاكمة «سعاده» وصمة في تاريخ لبنان الحديث، إلى أن ينتفض المفكرون والمثقفون، إلى أية عقيدة انتموا، ويطالبوا بإعادة الاعتبار إلى كاتب، ومفكّر، ومثقف نهضوي ساعد في تطوير فنّ المقالة، وساهم في تظهير القصيدة العصرية الحديثة، ورفض الاستنقاع، وطالب بعقلنة توازن بين المضمون والشكل، وسعى لتعميم مبدأ الالتزام في الكتابة،
وأكثر من كلّ ذلك… لقد آمن بفكرة واستشهد في سبيلها، كما يفعل عادة العظماء .
*كي لا ننسى جرح تموز شهيد المعرفة أنطون سعاده