الجامعة الأميركيّة بين الأقوال والأفعال
أشبع رئيس الجامعة الأميركية اللبنانيين كلاماً عن التحريض على الثورة، وكان من اللافت تصدّره مع فريق عمله صفوف المتظاهرين محاضراً وموجهاً لجدول أعمال عديد من المجموعات التي ترفع شعارات ثورية ولا ترى مشكلة بأن يكون مصدر دخلها وتوجيهاتها من السفارة الأميركية.
لا أحد يستطيع أن يصدق أنه بين الجامعات والمستشفيات العاملة في لبنان تقع الجامعة الأميركية في أسفل سلم المقتدرين على تحمل تبعات الأزمة، فالأزمة موجودة على الجميع وضغوطها صحيحة وتسجيل خسائر بسببها صحيح أيضاً، لكن الصحيح أكثر أن الجامعة الأميركية بالإمكانات التي تملكها وحجم الدعم الذي تستطيع الحصول عليه تقف في طليعة المؤسسات التعليمية والصحية التي تستطيع الصمود.
لا أحد يصدّق أن قرار صرف مئات العاملين في الجامعة الأميركية هو قرار ناتج حصراً عن الأزمة التي يمر بها القطاعان التعليمي والصحي، فالقرار سياسي بامتياز وكل من يملك ذرة عقل يعرف أنه بقياس الممكن والمقدور عليه فإن آخر مؤسسات يمكن أن تقفل الدنيا بوجهها هي الجامعة الأميركية وأن قرار صرف العاملين هو صاعق تفجير ومحاولة لفتح الباب أمام إفلاس مؤسسات تعليمية وصحية إسهاماً في دفع لبنان نحو الانهيار.
المطلوب تدخل عاجل لإسقاط قرار الصرف التعسفي الذي أقدمت عليه الجامعة الأميركية وتخيير إدارتها بين قبول اعتباره قراراً إفلاسياً إذا أصرّت عليه ما يعرضها لوضعية تتيح ربط تقديم المساعدة بالإشراف القضائي على إدارتها وإلا فالتراجع فوراً.
رئيس الجامعة الأميركية فضلو خوري لم يختبئ من كشف خلفية موقفه من الحكومة واتهامها بالفشل وهو يريد تزخيم اتهامه بالأدلة، وتجب محاكمة موقفه كتسخير لعمل الجامعة الأكاديمي والإنساني لأغراض سياسية وشخصية.