دياب من الديمان: لن أستقيل وهناك موجة قوية من الداخل والخارج تضرّ بلبنان وليس بالحكومة
أكد رئيس الحكومة حسان دياب انه لن يستقيل، معللاً ذلك بـ»تعذر تأليف حكومة جديدة»، لافتاً إلى أنّ «هناك موجة قوية من الداخل والخارج تضرّ بلبنان وليس بالحكومة».
وكان دياب زار أول من أمس الديمان التي وصلها على متن طوافة عسكرية حطت في باحة الصرح، يرافقه وزير التنمية الإدارية دميانوس قطّار ومستشاره خضر طالب، وكان في استقباله المطارنة حنا علوان وجوزيف نفاع وبيتر كرم وجورج شيحاني، وانضمّ إليهم بعد ذلك وزير الاتصالات طلال حواط.
واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، دياب عند مدخل الجناح البطريركي، وكان اجتماع موسع على الشرفة، شارك فيه الوفد المرافق والمطارنة الأربعة والمسؤول الإعلامي في الصرح، قبل أن تُعقد خلوة استمرت أكثر من ساعة وصف بعدها دياب اللقاء بأنه مميّز وقال «تداولنا مواضيع اجتماعية ومالية واقتصادية يعاني منها اللبنانيون، مردّها إلى التراكمات التي يعيشها لبنان والفجوة النقدية التي أصابته. وتزوّدنا بنصائح غبطته لنكتسب من خبرته وحكمته».
وعن طرح الراعي موضوع الحياد ومقولة إن الحكومة هي حكومة حزب الله، قال دياب «مقولة إن الحكومة هي حكومة حزب الله أصبحت أسطوانة مكسورة لم تعد تمرّ على أحد وموضوع الحياد سياسي بامتياز وفي حاجة إلى حوار وطني شامل يُجمع عليه كلّ الأطراف السياسيين».
أضاف «نحن محكومون بالدستور واتفاق الطائف، وإسرائيل لا تزال تغتصب أجزاءً من الأراضي اللبنانية وتنتهك أجواءه ومياهه، وفاقت 11 ألف خرق عام 2019. نحن في حاجة كما يقول دائما البطريرك إلى جمع اللبنانيين، ويجب أن نكون جميعنا على الموقف عينه من هذا الموضوع».
ورداً على سؤال عن حصار الحكومة من دون تسمية الفاعل قال «أنا أجهّل الفاعل، لكنني أشير إليه وأحتفظ لنفسي بالتسمية في حينه. هناك موجة قوية من الداخل والخارج تضرّ بلبنان، وهذه القضية لا تُسقط الحكومة بل تُسقط لبنان. المواقف السياسية ضدّ الحكومة أمر ديمقراطي، ولكن لا يمكنني أن أفهم كيف تكون هناك مواقف ضد لبنان في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، فعدم توفير الكهرباء والمياه والدواء لا يضرّ بالحكومة إنما بالشعب، والمساعدات تأتي للشعب وليس للحكومة. ركزنا على البعد الوطني للمساعدات، والبرهان ما أقرّيناه للعائلات المحتاجة والمزارعين والصناعيين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والسائقين والمستشفيات ومساعدة المدارس لتتمكن من تجاوز هذه المحنة».
وعرض لإنجازات الحكومة منذ تأليفها، وقال «يجب ألا ننسى أن هذه الحكومة ليست هي التي أوصلت البلاد إلى هذه الحال، بل الحكومات المتعاقبة منذ ثلاثين عاماً، ونحن لا نزال ننظف بين الركام ونفتش عن عواميد لنرتكز إليها».
وعن التفاوض مع صندوق النقد الدولي وما يقوله المجلس النيابي عن عدم صلاحية الخطة أجاب «نحن نتفاوض مع الصندوق، وردة فعلهم إيجابية لناحية صفحة الخسارات، وبدأنا ببرنامج متحرك يأخذ في الاعتبار كلّ وجهات نظر مصرف لبنان والمصارف ووزارة المال والحكومة التي ستعقد اجتماعات مكثفة الأسبوع المقبل، ولا بدّ من أن يجتمع كل اللبنانيين لإيجاد البرنامج المناسب للبنان وليس للحكومة لأنّ من يدفع الثمن هو لبنان وليس الحكومة».
ورداً على سؤال قال «أنا لن استقيل، إذ في حال استقالت الحكومة فالبديل غير موجود وسنستمر في تصريف الأعمال لسنة أو ربما لسنتين، وهذه في رأيي جريمة بحق البلد وبحق اللبنانيين، وبما ان المجلس النيابي سيد نفسه فإذا أراد طرح الثقة بالحكومة وتغييرها فهذا حقه السياسي».
وعما إذا أراد أحد الأطراف في الحكومة الاستقالة اكتفى دياب بالقول «هذا ممكن وأهلاً وسهلاً».
بعد ذلك تناول دياب الغداء إلى المائدة البطريركية، وغادر الديمان على متن الطوافة العسكرية التي أقلته صباحاً.
وبعد أن غادر دياب قال الراعي في كلمة متلفزة «نحن بلد حيادي بالأساس، والميثاق الوطني ينص على الحياد والانفتاح على جميع البلدان إلاّ إسرائيل. خلاصنا الحياد، فهو السبيل لنعيش البحبوحة مجدداً. نعيش في باخرة واحدة وهذا باب الحلّ والخلاص».
أضاف «ستكون هناك مؤتمرات حوار لتبديد كلّ التفسيرات، وما نحن في صدده هو الحياد بمفهوم وطني وقانوني، فيجب ألاّ يفهم كلّ شخص الحياد على طريقته. الهجوم الشخصي عليّ واتهامي بالعمالة لا يؤثر فيّ، فأنا أقول الحقيقة وأقوم بواجبي».
ووصف اللقاء مع دياب بأنه جيد.