الراعي لا يبدّد الرعيّة…!
كلود عطية*
أنا مع راعي المقاومة دائماً وأبداً لأنه لم يبدّد الرعية يوماً… ولم يترك وقف العزّ بوراً بل زرعه بكلّ أنواع السلاح ليكون الحصاد انتصاراً…
«الراعي الصالح هو الذي يبذل نفسه عن الخراف» هو المقاوم الأقوى ليستحقّ شعبه الحياة… الراعي المقاوم لا يساوم ولا يرتهن ولا يتبع ولا يذلّ ولا يقف وقت الظلم والفساد والحرب والإرهاب والتدمير الممنهج للدولة على الحياد… ولا يطلق رصاصة الرحمة بلا رحمة على الشعب الذي لم يشعر يوماً بالكرامة والانتماء والعزً إلا بانتصارات المقاومة وعملياتها العسكرية المشرّفة…
علناً نقف وقفة تأمّل، ولتكن وقفة صلاة لمن أراد الصلاة… ونتصارح مع الذات المقهورة المعنّفة المذلولة في هذا البلد المفجوع.. سندرك حتماً، أنّ الراعي وباقي الرعاة وهيكل الله وتلك المعابد.. استسلمت للعشّارين وسماسرة الأرض والبشر والحجر.. ولم تجاهد.. ولم تساعد… ولم تعرف طريق المقاومة يوماً… لأنها لا تعرف الله… ولا تعرف قيمة الإنسان.. ولا تفكر إلا بالسلطة الدنيويّة الأرضيّة المريضة.
أنا المسيحي المشرقي لا أؤمن إلا بالكنيسة المقاومة لتجار الحمام… وتجار الكلام… وتجار لقمة عيش الفقراء والمعوزين والمنبوذين…
الراعي… هو راعي المقاومة دون مساومة على حبة تراب… أو كرامة إنسان مستضعف مظلوم… هو المقاوم الذي يواجه كلّ يوم مَن أراد تجويع الخراف.. مَن سرق الأخضر وأشعل اليابس فوق الرؤوس.. مَن يريد سرقة البرّ والبحر واختراق كلّ الأجواء…
كيف تصلي باسم السماء.. وأنت تترفّع باسم الحياد عن السلام والأمن والأمان والحرية.. والإنسانيّة… الرب كسر الخبز وأعطى… وأعاد الابن الضال… ماذا فعلتَ أنت؟
علنا نقدّم فلس الأرملة عوضاً عن العظات… علنا نخوض معركة الوجود والحياة… ونبتعد عن السياسة وبيع الخطابات… هنا يكون الحياد نعمة… لأنّ تدخلكم في السياسة والمقاومة… نقمة بل ألف نقمة…
*مدير معهد العلوم الاجتماعية – الجامعة اللبنانية – الفرع الثالث – الشمال.