مواقف محذّرة من العواقب الخطيرة لطرح الحياد: من الحملات المدفوعة الأجر لاستهداف المقاومة
تواصلت المواقف المحذّرة من العواقب الخطيرة لدعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الحياد، مشيرةً إلى أن هذا الطرح فئوي ويعمق الانقسامات بين اللبنانيين وهو الموجة الثانية من الحملات السياسية والإعلامية المدفوعة الأجر لاستهداف المقاومة وسلاحها.
وفي هذا الإطار، رأى رئيس حركة الشعب النائب السابق نجاح واكيم، في تصريح، أن «الحياد يفترض تحقيقه الآتي: إجماع وطني، توافق إقليمي بين القوى المتصارعة، اعتراف دولي. في ما يتعلق بالشرط الأول، ومع تحفظنا على تدخل المرجعيات الروحية في السياسة، كان يتوجب على غبطة البطريرك أن يبادر، وقبل طرح الفكرة علنا، إلى الاتصال بـ»المرجعيات الروحية» لدى سائر الطوائف والتشاور معها بشأن الفكرة، وذلك من دون أي إعلان. أما مبادرته إلى طرح موضوع «الحياد» بهذا الشكل فهذا يعمق الانقسامات الطائفية بين اللبنانيين ولا يحقق الشرط الأول المشار إليه وهو الإجماع الوطني، إضافة إلى ما تقدم فقد عمد البطريرك إلى دعوة الأطراف والزعامات «المارونية» لتأييد هذه الفكرة ما يعزز فئوية الطرح ويعمق الانقسامات بين اللبنانيين».
أضاف «أما لجهة الصراعات الإقليمية، وأكثرها حدة ووضوحا الصراع العربي – الإسرائيلي، وبشكل أكثر تحديداً الصراع بين سورية والفلسطينيين من جهة والعدو الصهيوني من جهة أخرى، فإننا نسأل غبطته عن هذا «الحياد»، وهل المطلوب أن يقف لبنان الذي تحتل إسرائيل جزءاً من أراضيه على مسافة واحدة بين سورية والفلسطينيين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى؟».
وتابع «ويقول غبطته أن هوية لبنان هي «الحياد»، وأن دستور لبنان يملي عليه «الحياد». غريب! ندعو صاحب الغبطة أن يقرأ جيداً الدستور، فبحسب هذا الدستور لبنان عربي الهوية والانتماء. يا صاحب الغبطة «الحياد» ليس هوية. حتى الدول المعترف أممياً بحيادها لا تعتبر «الحياد» هويتها ولكنه سياستها، وثمة فارق كبير بين الهوية والسياسة».
وأردف واكيم «أما الشرط الثالث لتحقيق هذا «الحياد» فهو الاعتراف الدولي به. وهذا شأن الدولة اللبنانية وليس شأن المرجعيات الروحية. وكما تعرف يا صاحب الغبطة إن الدولة اللبنانية المتعددة الطوائف، للأسف لا يمكن أن تذهب في هذا المنحى متحدة بل منقسمة ومقسمة، فهل أن هذا يفيد لبنان وشعب لبنان؟».
وسأل «وبعد ذلك في ظل الصراع الدولي المستعر في منطقتنا اليوم، هل تتوقع إجماعاً دولياً على «حياد» لبنان؟ أميركا يا صاحب الغبطة ليست كل العالم، وفرنسا «الأم الحنون» ليست كل العالم، و»المجتمع الدولي» أوسع بكثير من خارطة فارس سعيد وأعقد أكثر من عظات سمير جعجع».
بدوره، اعتبر الأمين العام لـ «التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد في تصريح، طرح شعار الحياد «في هذا التوقيت هو الموجة الثانية من الحملات السياسية والإعلامية المدفوعة الأجر لاستهداف المقاومة وسلاحها بعد أن فشلت عملية استجرار تحرك شعبه ضده وتحت عناوين تطبيق القرارات الدولية 1559 و1701 و1680 إنقاذاً لصفقة القرن وقانون قيصر ومحاصرة سورية ولبنان»، متسائلاً «هل يمكن أن يكون هناك حياد بين الحق والباطل» ومؤكداً «أن أي دعوة من بكركي لحوار وطني حول الحياد محاولة لإعطاء شرعية مقنعة للتدخل السياسي والعسكري المباشر لما يسمى بالقوات المتعددة الجنسيات ويدعم المحور الأميركي. وهذا سيعني إدخال لبنان في سيناريو خطير لا يعرف أحد نتائجه وتداعياته سوى المنتصر فيه»، مشدداً على «أن زمن استفراد الدول قد ولّى وأصبح الصراع بين محاور دولية وإقليمية».
وسأل الأسعد «ألم يتبنّ لبنان موقف الحياد في حرب 1967 وعلى الرغم منه احتل العدو الإسرائيلي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وما تبعه من اعتداءات وانتهاكات لسيادة لبنان»، مؤكداً «أن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ستبقى هي الضمانة للدفاع عن سيادة لبنان، وأنّ أيّ استجرار لأيّ تدخل أجنبي يعني حكماً إعلان وفاة لبنان ومؤتمر تأسيسي جديد سيقلب الأوراق ويؤسس لنظام جديد».
وقال «قبل الحديث عن الحياد، لماذا لا يتمّ إجراء إحصاء دقيق لسكان لبنان بدلاً من احصائيات 1932 ولمعرفة التركبية الجغرافية والديمغرافية».
وتوجه إلى البطريرك الراعي بـ «أن لا تكون دعوته إلى الحياد، بداية استجرار للتدخل الأجنبي»، معتبراً «أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان ولقائه البطريرك قد تكون لرسم خريطة طريق دولية لتنفيذ الحياد في لبنان وبأي وسيلة».
من جهته، أشار رئيس حزب «الوفاق الوطني» بلال تقي الدين، في تصريح، إلى أن «المؤامرة التي تحاك على المقاومة وعلى لبنان، تحت مسميات الحياد الوهمي وسواه من المصطلحات المقنعة هي خدمة للمشروع الصهيو– اميركي وأدواته في الداخل اللبناني والمنطقة».
وقال «لا ننسى دور المقاومة التي أفشلت كل مشاريع التآمر التي كانت تحاك لها من حرب تموز إلى الحركات التكفيرية». وختم «سيفشلون ويعلنون هزيمتهم فلبنان اليوم غير لبنان 1982 والحق سينتصر على محور الشيطان الأكبر أميركا وإسرائيل ومن تحالف معهما».