الصين تعارض بشدّة العقوبات الأحاديّة الأميركيّة ضد دول أخرى ولا تريد تسييس الاقتصاد.. وتحذّر بريطانيا من ردّ حازم
قال وانغ ون بين المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية أول أمس، إن «الصين تعارض بشدة العقوبات الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة، وفقاً لقوانينها المحلية، على دول أخرى».
وأدلى وانغ بهذه التصريحات بعد أن أعرب جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، يوم الجمعة، عن قلقه إزاء زيادة استخدام العقوبات أو التهديد بفرض عقوبات من جانب الولايات المتحدّة ضد شركات ومصالح أوروبيّة.
قال بوريل في بيان «لقد شاهدنا هذا الاتجاه المتنامي في قضايا إيران وكوبا والمحكمة الجنائية الدولية وحديثاً مشروعات السيل الشمالي (نورد ستريم 2) والسيل التركي (ترك ستريم)»، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي «يرى أن تطبيق العقوبات خارج الحدود الإقليمية يتناقض مع القانون الدولي».
وقال المتحدّث باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي إن «الصين أحاطت علماً ببيان الاتحاد الأوروبي المعني»، مؤكداً أن «الجانب الأميركي يفرض عقوبات أحادية ويمارس سلطة الذراع الطويل، وفقاً لقوانينه المحلية، على دول أخرى».
وأضاف المتحدث أن «هذا ينتهك القوانين الدولية والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية ويدمّر الحقوق والمصالح المشروعة والقانونية لدول أخرى، ويسير في اتجاه معاكس لرغبة الشعوب».
واستطرد وانغ أن «الصين تدعم جميع دول العالم لإقامة تعاون دولي طبيعي وفقاً للقوانين الدولية السائدة».
من جهة أخرى، حذر ليو شياو مينغ سفير الصين لدى بريطانيا بأنه «إذا فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على أي فرد في الصين بشأن هونغ كونغ، فإن الصين سوف ترد بشكل حازم» عليها.
وأدلى ليو بهذه التصريحات خلال مقابلة حصرية مع قناة «بي بي سي»، أول أمس، رداً على سؤال حول رد فعل الصين إذا تم استخدام قانون ماغنيتسكي لحظر دخول أشخاص صينيين الأراضي البريطانية وتقارير تفيد بإنهاء معاهدة تسليم المجرمين بين هونغ كونغ وبريطانيا.
وقال ليو «إننا لا نؤمن أبداً بالعقوبات الأحادية. نعتقد أن الأمم المتحدة هي التي لديها سلطة فرض العقوبات».
وأضاف الدبلوماسي الكبير أن «الولايات المتحدة فرضت عقوبات على مسؤولين صينيين، وفي المقابل فرضت الصين عقوبات على أعضاء بمجلس الشيوخ ومسؤولين أميركان».
واستطرد ليو «لا أريد أن أرى هذا الانتقام الذي حدث بين الصين والولايات المتحدة، يحدث بين الصين وبريطانيا. أعتقد أنه يتعين على بريطانيا أن تكون لديها سياستها الخارجية المستقلة، بدلاً من أن ترقص على الإيقاع الأميركي، مثل ما حدث مع شركة هواوي».
تحدث ليو عن التغير الحاد الذي طرأ على السياسة البريطانية حديثاً تجاه الشركة التكنولوجية الصينية العملاقة، ووصفه بأنه «قرار سيئ للغاية».
قال ليو «هذا يوم أسود للعلاقات بين الصين وبريطانيا… سوف تفقدون الفرصة لتكونوا دولة رائدة».
وأكد على أنه ليس هناك دليل قويّ أو صلب للقول بأن هواوي تمثل خطراً على بريطانيا. وأضاف ليو أن «الصين لا تريد تسييس الاقتصاد».