كيان الاحتلال «ناطر عالحيط على إجر ونص»
ناصر قنديل
– في بيان من سطرين نعت المقاومة الإسلامية الشهيد علي كامل محسن وأعلنت أنه استشهد في الغارات التي شنّها جيش الاحتلال على مواقع قرب مطار دمشق ليل أمس الأول، فدخل كيان الاحتلال في حال وصفته القنوات العبرية بـ “رعب الشمال”، وبدأت الأسئلة الكبرى تطرح على الطاولة في حوارات كل القنوات التي حفلت بضيوف من المحللين العسكريين، وكان الضيف الدائم، شريطاً مسجلاً للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يقول فيه إنه إن قتل أو اغتيل مجاهد من المقاومة فإن على كيان الاحتلال تحمل التبعات ومسؤولية النتائج، وإن الردّ سيكون حتميا والبادئ أظلم.
– بعض الأسئلة التي يطرحها المحللون في الكيان من نوع، هل أجهضت عملية القصف الضغوط التي تستهدف حزب الله في لبنان، ومنحته فرصة الإمساك بزمام المبادرة، سواء بوجه دعوات الحياد التي فقدت قضيتها مع التذكير بالاستهداف لفريق لبناني تتم دعوته لتسليم سلاحه. وبعض الأسئلة الأخرى من نوع هل ارتكب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الخطأ القاتل فمنح حزب الله الفرصة لصمت غامض يحبس الأنفاس، لمدة يتحكم خلالها بأعصاب اللاعبين الكبار الدوليين والإقليميين، تحت شعار السيد نصرالله الشهير، “بدكن تنطروا عالحيط واقفين على إجر ونص”، وكل الأسئلة تنطلق من أن تراكم الاحتباس والاحتقان في المنطقة محوره طرفان في النهاية هما كيان الاحتلال والمقاومة، وأن دور إيران وأميركا مرتبط بهذا المحور الحاكم بين المقاومة والكيان، ولذلك يصير القلق مشروعاً من أن تتحول أي حسابات متسرّعة وخطوات غير واثقة من النتائج إلى مدخل لمواجهة تبدأ من رد على عمل طائش خرق قواعد الاشتباك كما هو الحال الآن، فيتسبب الردّ بخسائر غير قابلة للاحتمال وتفرض رداً، ويبدأ سجال الرد والرد على الرد، وهو ما يمكن أن يتحوّل إلى نقطة انزلاق نحو مواجهة تخرج عن السيطرة، بينما لجم هذا المسار يفرض تسويات وتنازلات، ستطلب من كيان الاحتلال، باعتباره الطرف الأكثر حاجة لمنع هذا الانزلاق، بينما ستكون المقاومة مرتاحة لوضعها، فهي وفقاً لكل محللي الكيان قد تجد في جولة التصعيد فرصة لخلق معادلات جديدة تنتهي بتسوية وقواعد اشتباك ترفع معايير الردع المعاكس.
– يسألون عن إطلالة قريبة للسيد نصرالله، فلا يجدون جواباً، ويقرأون كل ما ينشر على المواقع التي تمثل حزب الله ومؤسسات إعلام المقاومة فلا يجدون جواباً، وهكذا يقول مقدّمو حلقات الحوار، في قنوات الكيان، إن الكيان كله يقف على الحائط منتظراً على رٍجل ونصف، من دون أن يملك قادة الكيان في المستويين السياسي والعسكري القدرة على التكلم، فهم صامتون لأنهم لا يعرفون ماذا يقولون، ولم يجرؤ أحد منهم على القول بلغة العنتريات السابقة، إنهم جاهزون للمواجهة ولا يأبهون للنتائج ويضمنون النصر. فالصمت خير معبر على ضفة المقاومة عن الشعور بالقوة، والصمت خير معبر على ضفة الكيان عن الشعور بالضعف.
– البعض بين المحللين طرح سؤالاً بقي من دون جواب، ماذا لو كانت الجهوزية التي بشّر بها الإعلام الحربي، بفيديو “أنجز الأمر” و”انتهى”، كانت رسالة تحذيرية آنية وليست مبدئيّة فقط، تعني أن سورية وإيران وحزب الله قد اتخذوا قراراً برد طال انتظاره، وأنه سيكون مشتركاً وشاملاً على كل الغارات السابقة، مع أول عملية تمنح الفرصة للردّ وفقاً لقواعد الاشتباك المعمول بها، كما هو الحال الآن، فتصير العملية التي تبدو في الظاهر محدودة انزلاقاً لما لا تُحمد عقباه!