معرض «الأم، الوطن»… يجمع الواقعيّة والرمزيّة في لوحات تجسّد المرأة السوريّة
لورا محمود
عن الأم والوطن والسلام والحلم والطفولة تجسّدت أعمال عشرة فنانين جمعهم شغف التجربة لينتجوا معرضاً تشكيلياً يلامس الواقع لا يخلو من الرمزية فكان للأنثى الحضور الأهم في كل الأعمال. فكل فنان عبّر عنها بطريقته ورؤيته الخاصة ضمن معرض جماعي حمل اسم (الأم – الوطن) بإشراف الفنانة التشكيليّة ريم قبطان في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة، حيث يستمرّ المعرض حتى 20 من الشهر الحالي.
والتقت «البناء» مع الفنان التشكيلي عبد الناصر الشعال الذي كان من بين الحاضرين وتحدّث عن المعرض ورأيه باللوحات المشاركة، حيث رأى أن المعرض يقدّم مستوى فنياً جيداً. وهناك تطوّر عند المشاركين وأنا أعطيت بعض الملاحظات والنصائح للفنانين. وهذا طبيعي لأن الفنان يجب أن يكون في حالة تطوّر دائم، لكن بشكل عام الأعمال جميلة وتقدّم مواضيع مميّزة ومن الجميل أن الفنانين المشاركين اليوم يبنون تجربتهم على بدايات واقعية ممكن أن يكملوا بهذا الاتجاه وممكن أن يغيّروا أسلوبهم ويطوّروه.
وتابع الشعال أنا كفنان أفكر دائماً أن الفنّ هو ظل للانسانية وهو المقياس الحقيقي لارتقاء الشعوب وبناء الدول المتحضرة ورغم الظروف الصعبة التي نمرّ بها في سورية الا اننا نقوم بالعمل ونقدم فناً جميلاً لأن الفن يهذب روح الانسان ويبني شخصيته وكل الفنون بكل المجالات يجب أن يتم الاهتمام بها ويجب أن نعطي الاولوية للفن والثقافة لبناء إنسان سويّ.
وأضاف الشعال: لا شك في أن المواد التي تستخدم للرسم ثمنها غالٍ، ولدينا الكثير من الصعوبات. وانا اتمنى ان يكون هناك دعم ورعاية للمواهب بشكل اكبروتكون هناك نشاطات فنية اكثر وانا مع فكرة عدم تقديم معارض كثيرة بل ان تقدم معارض ذات جودة وسوية عالية وأن نسعى لتوسيع دائرة الثقافة والفن لبناء الانسان.
بدورها أعربت الفنانة التشكيلية ريم قبطان لـ»البناء»عن أهمية هذا المعرض الذي اشرفت عليه وشاركت بلوحتين بورتريه تتداخل فيهما أبيات من الشعر للشاعر نزار قباني واستذكرت فيهما أماكن دمشق المتعبة والتي كانت وما زالت رغم الحرب الحضن الدافئ الذي يشكل الوطن.
«البناء» التقت عدداً من الفنانين :
ونسة عابد وهي فنانة تشكيلية ومهندسة زراعية تحدثت عن اعمالها المشاركة في المعرض قائلة: شاركت في ثلاثة اعمال. عملان عن الطفولة وعمل لمنظر الشروق فيه تضاد بين الالوان الباردة والحارة. وحاولت ان تكون مشاركتي مختلفة تعبر عن المرأة والطفولة والطبيعة. وأنا منذ تخرجي من مركز ادهم اسماعيل للفنون وانا اشارك في معارض جماعية وقد استمتعت بهذه التجربة وتعلمنا من تجارب بعضنا خاصة ان كلاً منا له أسلوب متفرد عن الآخر .
أما الفنان عمر رمضان قال: هذا المعرض كان من المفروض أن يعرض في شهر آذار الماضي، لكن بسبب الاوضاع الصحية المتمثلة بفيروس كورونا تم تأجيله الى الشهر السابع ومشاركتي اليوم بلوحتين بورتريه قياس 70×80 بتقنية الالوان الزيتية على القماش. في اللوحة الاولى رسمت والدتي وفي اللوحة الثانية زوجتي لأنهن يشكلان الأم والوطن بالنسبة لي. واستخدمت الأسلوب الواقعي الذي لا يخلو من اللمسات التعبيرية والانطباعية لإبراز العمر بالنسبة للوحة والدتي ونعومة البشرة في لوحة زوجتي واستخدمت الظل والنور بشكل واضح حتى أوصل فكرتي بشكل اكبر.
وعن الاسلوب الباروكي الواضح في اللوحات لفت رمضان إلى أنه متأثر بأعمال الفنان رامبرنت وانه بحكم مهنته في الطيران المدني استطاع زيارة الكثير من المتاحف كاللوفر في باريس والاطلاع على أعمال كبار الفنانين التشكيليين العالميين إضافة لشغفه بالرسم الذي يحاول وبشكل دائم ان يطور من ادواته التي يعمل بها.
اما عبير العودات فعبرت عن سعادتها بمشاركتها في المعرض وتحدثت عن أعمالها التي رسمت فيها الجدة التي تمثل المرأة الريفية والتي حافظت على مدى 75 من عمرها على الزي التقليدي ولوحة أخرى رسمت فيها نفسها معبرة عن الطموح والموهبة وكيفية تنميتها مع جمعها للخط الكوفي الواضح في اللوحة، أما لوحتها الثالثة فكانت لأم وطفلتها وحالة الامومة الظاهرة في تفاصيل اللوحة.