سلّة الحرب الشاملة
لينا وهب
لطالما تساءلت ما إذا كان بالإمكان تطبيق معادلة «العين بالعين» في حربنا ضد العدو، وهل في حال شنّ هذا العدو حرباً بيولوجية عشواء سيواجَه بحرب بيولوجية، أم أن مثل هذا الخيار في المواجهة غير مطروح، بسبب تبعاته السلبية ومخاطر عدم السيطرة عليه، كما هو حاصل في مسألة الفيروسات المصنّعة ومنها فيروس كورونا؟
إنّ إمكانية تطبيق المعادلة الآنفة الذكر يمكن أن تنسحب على كل الصعد، وحكماً يجب أن تشمل المواجهة اقتصادياً (الحرب الاقتصادية بالحرب الاقتصادية)، وهذا ممكن وجائز ومعقول، رغم اختلاف الأدوات والعناصر ورغم مكامن نقاط القوة ونقاط الضعف في القطاعات الاقتصادية والموارد المادية والبشرية والتكنولوجية واللوجستية والنقدية إضافة إلى العوامل السياسية والأمنية داخل البلاد.
ربّ قائل إن الطرف الأضعف اقتصادياً واجتماعياً وفي القطاعات كافة لا يستطيع مواجهة اقتصاد العدو والاقتصادات الكبرى، ولكن، ما هو مؤكد أن لكل بلد نقاط قوة يتفرّد بها ويستطيع الاستفادة منها في أية مواجهة اقتصادية. وهنا نشير إلى أنّ مواجهة العدو اقتصادياً تتخذ اشكالاً عدة ومنها تهديده في أمنه، بما يؤدي إلى زعزعة أمنه الاجتماعي والصحي والاقتصادي.
أما بالنسبة لاستراتيجية حرب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيعد الاختراق السيبراني أهم عناصر هذه الحرب فهو مهارة خطرة من شأنه أن يوفر معلومات حساسة يمكن البناء عليها وإحداث تغييرات كبيرة بحيث تكون المعلومة السلاح الأقوى والأفعل في هذه الحرب.
إنّ تطبيق معادلة العين بالعين ممكنة غالباً من خلال الإدارة الجيدة والتفكير السليم والتنظيم المستمر. فاليوم لم تعُد المعارك تقتصر فقط على التبارز بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمواجهات العسكرية البرية والجوية التقليدية كما في السابق، ولذلك نحن بحاجة لكي ننتصر على أي عدو إلى الحرب الشاملة بالأفكار والاستراتيجيات والتكتيكات وليس فقط على الصعيد العسكري وإنما أيضاً التكنولوجي والاجتماعي والاقتصادي والأمني وعلى أكثر من صعيد. وفي معرض ما سبق يصحّ أن نستنتج مصطلح «عولمة الحرب» بحيث تنقسم دول العالم إلى محاور، كما هو الحال اليوم وتتصارع بكل شيء على كل شيء، وحتماً سيشهد العالم تبدلاً في موازين القوى الدولية، ويسجل هبوطاً لقوى مهيمنة وصعوداً لقوى جديدة.